الفصل الدراسي الأول (1)

1K 5 0
                                    

في غرفة المعيشة الواسعة، استرخيت على الأريكة بينما كانت عيني تلتقطان شاشة التلفاز.

ثلاث أسابيع مرّت منذ تجسّدي في عالم المانجا رومانسية.

لا يزال الأمر غريبًا ومُحيّرًا بالنسبة لي.في البداية، أنكرتُ كلّ شيء بعد أن استيقظتُ في المستشفى إثر الإغماء بسبب الألمٌ شديد في الرأس.

مجرد تذكر ذلك يرسل قشعريرة في جسدي.كان الألم لا يُطاق.

لكنّ الذكريات التي تدفقت في ذهني لم تكن قابلة للإنكار. ذكريات حياة صبيٍّ تاكويا، البالغ من العمر 18 عامًا، تملأ ذهني، ذكريات لطيفة ومريرة عن عائلته وأصدقائه وحياته.

لذا بعد مرور أيام، اضطررتُ أخيرًا للاعتراف بحقيقة الأمر: لقد أصبحتُ تاكويا، شخصية ثانوية في مانجا رومانسية. كان دوره الوحيد هو إلقاء النكات وإضحاك أصدقائه، ممّا جعله معروفًا بـ "مهرّج الفصل".

نهضتُ من مكاني بتنهيدةٍ عميقة واتجهتُ نحو الهاتف الذي بدأ يرنّ في الطابق العلوي.

أفكرُ أحيانًا أنّني محظوظٌ بشكلٍ لا يصدق. لقد أصبحتُ مراهقًا بجسدٍ شابٍ في أتمّ صحة، ولم أعد مضطرًا للعمل لساعاتٍ طويلة. ورثتُ أيضًا مبلغًا ضخمًا من المال بعد وفاة عائلة تاكويا في حادثٍ مأساوي.

الأكثر من ذلك، بما أنّ هذا العالم هو عالم المانجا التي قرأتها قبل تجسّدي، فهذا يعني أنّني سأتمكن من مقابلة البطلات اللواتي أعجبتُ بهنّ!

لكنْ هناك مشكلة واحدة تُؤرّقني منذ أن اكتسبتُ ذكريات تاكويا: شعورٌ عميقٌ بالفقدان والكآبة. أحيانًا أشعرُ أنّ الحياة بلا معنى، وتظهر أفكارٌ مظلمةٌ في ذهني.

أعلمُ أنّ عائلة تاكويا التي ماتت لا علاقة لي بها، وأنّ هذه المشاعر ليست لي، ولا يجب أن أسمح لها بالتأثير عليّ. لكنْ الأمر صعبٌ حقًا.

وصلتُ إلى الهاتف وأمسكتُ به.

"مرحبًا؟"

خرج صوتٌ خافتٌ وبلا روح من فمي عندما أجبتُ على المتصل.

"مرحبًا تاكويا، هذا مايكل هاريس.أردتُ الاطمئنان عليك. كيف حالك اليوم؟ هل تشعرت بتحسن؟"

"نعم، أشعرُ بتحسنٍ قليلًا"

كان المتصل هو مايكل هاريس، مدير المدرسة التي تدور فيها أحداث المانجا. قد تتساءلُ لماذا يتصل بي شخصٌ كهذا؟

عندما استيقظتُ في المستشفى، اتضح أنّ تاكويا لا يملك أيّ أقارب. كان الأشخاص الذين حضروا العزاء مجرد معارف، ولا تربطهم به أيّ علاقة عميقة، باستثناء مدير المدرسة.

كان مايكل صديقًا مقرّبًا نوعًا ما من والد تاكويا، وذلك بفضل التبرعات السخية التي كان يقدمها للمدرسة التي يدرس فيها ابنه.

لذا فقد اهتمّ مايكل بي بعد فقداني للوعي، وطلب من أحد أعضاء طاقم التدريس البقاء معي حتى خروجي من المستشفى و إيصالي إلى منزلي.

"هذا رائع. أردتُ أيضًا أن أذكّرك بأنّ غدًا هو بداية الفصل الدراسي الأول."

"أعلم ذلك."

"لا داعي لأن تتوتر.إذا شعرتَ بأنّك لست مستعدًا للعودة إلى الدراسة،يمكنني التحدث إلى المعلمين وتأجيل بدء الدراسة بالنسبة لك."

كان يتصل بي أحيانًا للاطمئنان عليّ، وهذه المرة كان يُخبرني بأنّ غدًا هو بداية الفصل الدراسي الأول، وأنّه لا داعي لأن أضغط على نفسي.

"لا حاجة لذلك، السيد هاريس. أعتقد أنّني مستعدٌ للعودة إلى الدراسة."

في الحقيقة، لا أرى أي سبب يمنع ذلك. بل على العكس، أشعر بحماسٍ كبيرٍ للقاء البطلات اللواتي قرأت عنهنّ. مجرد التفكير بهنّ يُسرّع من دقات قلبي ويُبدّد مشاعر الكآبة التي أعاني منها.

أغلقتُ الهاتف بعد أن ودّعتُ المديرَ بِعبارات قصيرة، وعدتُ إلى الطابق السفلي. جلستُ على الأريكة و أمسكتُ بمذكرة كانت مرميّة على الطاولة أمامي.

كانت المذكرة مليئة بالأحداث، الصغيرة والكبيرة، التي حدثت في المانجا وقرّبت بين البطل والبطلات. كما تمّ تدوين تفضيلات الشخصيات التي ذُكرت في القصة.

لقد قمتُ بهذا كلّه بهدفٍ واحد: سرقة الفرص من كازوما هاندا. لا أريدُ أن أرى هذا الوغد الكثيف يُؤذي قلوبهنّ مرةً أخرى، أو يتجاهلهنّ في النهاية!

لكن هناك مشكلةٌ رئيسيةٌ وهي أنّ هذا العالم لا يتشابه بنسبة 100% مع عالم المانجا الذي قرأتُه. ففي هذا العالم، عائلة تاكويا ميته، بينما الأمرُ مختلفٌ في المانجا! حتى جنس مدير المدرسة معكوسٌ هنا، حيث كان مدير المدرسة في القصة امرأةً كبيرة في السنّ.

لا يسعني إلّا أن أُصلي ألا تتغيّر الشخصيات الرئيسية والأحداث المهمة.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن