الفصل الدراسي الألول (10)

82 3 0
                                    

كان تاكويا واقفًا مع الأستاذة كيوكو أمام مكتب الإدارة، يراقبان الأستاذ كينجي وهو يبتعد حتى اختفى عن أنظارهما.

تنهدت الأستاذة كيوكو وتمتمت مع نفسها: "كم هو صعب أن يكون لديك ابن كهذا يسبب لك المشاكل دائمًا. كينجي لا بد أنه يمر بوقت صعب."

لم يولي تاكويا اهتمامًا كبيرًا لكلماتها، فقد كان تركيزه منصبًا على الجمال الناضج المنبعث منها. بسبب الأحداث السابقة، لم يكن لديه الوقت للتأمل في جمالها.

التفتت كيوكو إليه وقالت: "طالب تاكويا، دعنا ندخل ونتحدث عن تصرفك بضرب طالب آخر. أعلم أنك وكازوما هاندا ضحيتان هنا، وأفهم سبب تصرفك، لكن العنف الذي شهدته كان مفرطًا للغاية، أليس كذلك؟"

أخفض تاكويا رأسه وقال: "معك حق، ليس لدي ما أقوله أستاذة."

فجأة شعر تاكويا بيد تلامس رأسه وتربت عليه بلطف، مما جعله يرفع رأسه في مفاجأة. التقى بعيني الأستاذة كيوكو التي كانت تنظر إليه بنظرة مليئة بالدفء، وهذا جعله يشعر بارتباك أكبر.

تساءل في نفسه: "لماذا تنظر إلي هكذا؟" الأستاذة كيوكو التي عرفها من القصة كانت شخصًا لا يظهر لطفه للناس.

امرأة صارمة من الخارج ولكنها في قمة الطيبة من الداخل. كانت أشبه بتسوندري نوعًا ما، وشخصًا يكره الأشخاص العنيفين بسبب أفعال والدها في صغرها.

لذا كان من الغريب أن تربت على رأسه وتنظر إليه هكذا. حاول تاكويا التفكير في أسباب قد تفسر ذلك، لكن لم يأتي في باله سوى خلفيته. ربما شعرت بالشفقة على صبي لذي فقد كل عائلته، لذا تعاملت معه هكذا.

على أي حال، مع أن الأمر مربك، إلا أنه قرر التفكير فيه لاحقًا. وأيضًا، ليس هذا تطورًا سيئًا بالنسبة له الذي يسعى لغزو قلبها، حتى لو لم يفهم سبب ذلك، إلا أنه لا يزال يرحب به.

اتبع تاكويا الأستاذة كيوكو التي دخلت إلى مكتب الإدارة الذي كان يعج بشكوى وتذمر عدة مدرسين.

جلست الأستاذة كيوكو على المكتب الخاص بها وجلس تاكويا مقابلها.

"كما قلت سابقًا، ما قمت به كان مفرطًا. بالنسبة لقوانين المدرسة، لا يسمح بأي عنف بأي شكل من الأشكال، ولا يهم السبب. يخضع المرتكب إما للفصل المؤقت أو الطرد، وهذا القرار يرجع لنا ويتم تحديده بحسب شدة الموقف. في حالتك، من الطبيعي أن تتعرض للطرد."

أومأ تاكويا برأسه، ولم يكن هناك أي تعبير على وجهه يدل على القلق، بل كان هادئًا. لقد كان متأكدًا أنه لن يتم فصله أو طرده.

مع معرفته بطيبة كيوكو، على الأرجح بدأت تتكلم بهذه الطريقة محاولةً إخافته لكي يدرك نوع المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها بسبب لجوئه للعنف. وفي حال كانت هناك عقوبة خفيفة، ستجعله كلماتها يفكر "أوه، كان الأمر ليكون أسوأ، كان بالإمكان طردي أو فصلي مؤقتًا"، وبهذا لن يشعر أن المدرسة قد تجاهلت كونه ضحية وظلمته.

نظرت كيكو إلى رد فعل تاكويا على كلامها، لكنها فوجئت بهدوئه، وجعلها تفكر: "ألا يهتم إذا طرد؟"

أكملت كيوكو قائلة: "لكن في نفس الوقت، لا يمكننا تجاهل كونك ضحية هنا والأمور التي أدت لضربك لكوتشي. أعتقد أنه يجب أن يتم وضع ذلك في الاعتبار أيضًا. لذا طلبت من الأستاذ كينجي سابقًا أن يسأل المدير عن رأيه في هذه المسألة، وكان رده بالإيجاب. لذا سنحول الأمر إلى مجلس الطلاب وسنترك القرار لهم في تقرير العقوبة. بطبع، لن يكون الطرد أو الفصل المؤقت بينهم، حيث لا يملك مجلس الطلاب في مدرستنا هذه السلطة."

علّق تاكويا على الفور، "أنا أقدّر ذلك. سأكون ممتنًا لأي قرار يتخذه مجلس الطلاب."

شعرت الأستاذة كيوكو برغبة في التربيت على رأس الصبي الجالس أمامها، الذي يتحدث بأسلوب محترم. استرجعت في ذهنها ذكريات العزاء الذي حضرته منذ بضعة أسابيع.

لم تغب عن بالها صورة الصبي وهو يسير باتجاه صور عائلته المعلقة، يرفض مساعدة الآخرين بينما يترنح جسده كما لو كان سيسقط، تعلو وجهه نظرة بلا حياة. تذكرت لحظة سقوطه مغشيًا عليه من شدة ألم الفقدان.

كل هذه المشاهد طبعت بقوة في عقلها.

ذكّرها هذا المشهد بوفاة والدها، رغم أنه كان شخصًا مستهترًا في نهاية حياته، إذ أصبح مدمنًا على القمار وتسبب في خسارة ممتلكاتهم وكان يسيء معاملة أمها. ومع ذلك، فإن موته حطمها، فبعد كل شيء، كان والدها.

لذا إذا كانت هذه هي المشاعر التي شعرت بها، فكيف يمكن لهذا الصبي الذي لم يفقد والده فقط، بل أمه وأخته الصغرى أيضًا، أن يشعر؟

لم تستطع كيكو تخيل ذلك.

قاطع أفكارها تاكويا قائلاً: "أستاذة، هل يمكنني أن أسأل عن العقوبة التي قد يفرضها مجلس الطلبة؟ وبخصوص كوتشي، ماذا سيحصل له؟ في وقت سابق لم أقصد التنصت، لكنني سمعت أن المجموعة بالكامل تعرضت للفصل المؤقت والحرمان من الأنشطة المدرسية. هل سيحدث معه نفس الشيء؟"

في مرحلة ما، كان الأساتذة المتجمعون الذين يتذمرون بينهم قد سكتوا وكانوا يستمعون للمحادثة بين الأستاذة والطالب.

أجابت كيوكو: "لا يمكن تحديد نوع العقوبة بدقة التي يفرضها مجلس الطلبة، لكنها على الأرجح ستكون أشياء مثل تنظيف الحمامات لفترة شهر أو شهرين. أما بالنسبة لكوتشي، فغالباً سيتعرض للطرد. السبب الوحيد الذي جعل المدرسة تستقبله رغم سجله الأكاديمي وسلوكه العنيف كان بسبب وعد الأستاذ كينجي للمدير بتحمل المسؤولية إذا حدث أي شيء."

تدخلت إحدى المدرسات، وهي امرأة تبدو في منتصف العمر، وقالت بحزن: "أنا قلقة على الأستاذ كينجي بسبب أفعال ابنه. سيضطر لتحمل المسؤولية وربما..."

وتوقفت ولم تكمل، وأومأ المدرسون بجانبها بإتفاق على كلماتها. لم تكن تعبيراتهم جيدة، يمكن لأي أحد يراهم أن يعرف تقديرهم لزميلهم وقلقهم بشأنه.

أومأت كيوكو برأسها أيضاً، ثم التفتت إلى تاكويا الذي كان ينظر إلى مجموعة المدرسين بتعبير غريب يصعب قراءته.

قالت كيوكو: "عليك القدوم غداً لمجلس الطلبة بعد المدرسة أو أثناء فترة الراحة. وبالنسبة للمرشد الخاص بك... بما أنك اخترتني، يجب علينا تحديد وقت للقاء مرة واحدة في الأسبوع على الأقل."

أمضى تاكويا والأستاذة كيوكو عدة دقائق في تحديد الوقت الذي يناسب جدولها ويناسبه.

وقف تاكويا بعد أن أنهى مناقشته مع كيوكو. واستأذن لرحيل، ثم اتجه نحو الباب.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن