الفصل الدراسي الأول (6)

352 4 1
                                    

دخلتُ مكتب الإدارة، وجذب دخولي أنظار العديد من المدرسين.

تجاهلتهم تمامًا وتوجهتُ نحو الأستاذ كينجي الذي كان منهمكًا في مكالمة هاتفية.

وقفتُ بانتظار انتهاءه، ولم أكن متحمسًا لرؤيته أو التحدث معه، لقد حاولتُ تجاهله منذ دخول الفصل، لأني مدرك لشخصيته المُختلة.

تختلف المانجا التي قرأتها اختلافًا كبيرًا عن القصص الرومانسية الأخرى، حيث تحتوي على العديد من الأحداث النمطية غير المُناسبة لقصة رومانسية، مثل حادث التحرش الذي يقوده شينجي وبعض طلاب الصف الثالث.

ومن بين تلك الأحداث، برز حدث "المطارد المهوس" الذي كان مُنفذه الأستاذ كينجي.

لا يمكن وصف هذا الحدث سوى بالمُقزز، لدرجة أنني اضطررتُ لتخطي صفحات كاملة لكي أتجنب قراءته.

يُظهر أحد المشاهد كينجي وهو يسرق ملابس من سيارة كيوكو، ويُقضي عطلته في مُلاحقتها وتصويرها، وعندما يعود إلى منزله، يتوجه إلى غرفته المُمتلئة بصور كيوكو ويقوم بممارسة العادة سرية.

ذلك المشهد  صدمني حينها ،أعني كيف لقصة رومانسية لطيفة للمراهقين أن تتضمن مشهدًا كهذا؟ و هل كان ضروريًا عرض أفعال كينجي في غرفته بهذه التفاصيل؟

لذلك، لم أكن مُتحمسًا للتواصل مع كينجي.

التفت إليّ كينجي بابتسامة بعد أن وضع هاتفه، وطلب مني الجلوس مُرتاحًا.

"طالِب تاكويا، انظر إلى هذا من فضلك."

ناولني ورقة، وبدأتُ بقراءتها. لم تمضِ ثوانٍ قليلة حتى فهمتُ سبب مناداته لي.

تبيّن أنّ المدرسة تُريد تعيين مرشد لي من بين المدرسين، مع ضرورة عقد اجتماعٍ واحدٍ على الأقل في الأسبوع.

تنهد كينجي وهو يحك رقبته، وأمسك بفنجان القهوة على مكتبه، وارتشف رشفةً بينما يُراقب تعبير وجهي.

"يمكنك اختيار أيّ من المدرسين تشعر براحة أكبر معه. وبالطبع، لن يُجبرك أحد على تعيين مرشد إذا لم تُرغب بذلك. الأمر متروكٌ لك."

شعرتُ بالانزعاج قليلا من هذه الفكرة، فلم أكن بحاجة حقيقية لمرشد، لكن لفت انتباهي الاسم الأخير على الورقة، ممّا أثار حماسي.

هززتُ رأسي بِالموافقة، وكنتُ على وشك إخراج قلم من حقيبتي، لكن كينجي ناولني واحدًا.

دون تردد، وقعت نظري على اسم "كيوكو" واخترتها كمرشدة لي.

حدق كينجي بِاختياري لِلحظة بِفضول، وكأنّه أراد طرح سؤالٍ ما. لكنه سرعان ما عدل عن ذلك، وأشار لي بِالمغادرة.

نهضتُ من مقعدي وودعتُه، ثم غادرتُ مكتب الإدارة.

في طريقي إلى المنزل، واجهت هطولًا غزيرًا للأمطار، مما أدى إلى بلل بعض أجزاء ملابسي.

عند دخولي المنزل، قمت بتغيير ملابسي والاستحمام مباشرةً. ثم استلقيت على الأريكة في غرفة المعيشة الفسيحة وأغمضت عينَيّ لبرهة قصيرة. ساد المكان هدوءٌ عميقٌ وخيم عليّ شعورٌ بالوحدة، مما أعاد مشاعر الكآبة إلى نفسي.

***

في اليوم التالي، استيقظتُ في الساعة الخامسة صباحًا. وبحلول الساعة السادسة والنصف، كنت قد وصلتُ إلى الفصل الدراسي. لم يكن هناك أحدٌ بداخله.

عندما رأيتُ الفصل خاليًا من الطلاب، تنفستُ الصعداء وجلستُ في مكاني. فتحتُ حقيبتي وأخرجتُ الكتب المدرسية. بدأتُ بمراجعة دروس الأمس، بينما ينبضُ قلبي بانتظار وصول أكيكو

في المانجا، كانت أكيكو تصلُ دائمًا قبل أيّ طالبٍ آخر، نظرًا لكونها رئيسة الفصل. وكانت تستفيد من ذلك الوقت للدراسة قبل بدء الحصص.

وبعد مرورِ بضع دقائق، انفتح الباب ودخلت أكيكو. سرعان ما توقفت في مكانها، وهي تميلُ برأسها قليلًا وتنظرُ إليّ بحيرة.

بدا واضحًا من نظرتها أنّ وجودي في هذا الوقت المبكر أثار دهشتها"

"صباح الخير، تاكويا-كن،لقد أتيتَ مبكرًا اليوم؟"

"إنتها الأمر بي إلى الإستيقاظ مبكرا لذا فكرة في القدوم إلى الفصل وتمضية بعض الوقت في دراسة..."

رأيتُ الابتسامة ترتسم على وجهها، وقالتْ، "فكرة جيدة."

ثمّ اتجهت إلى مقعدها وجلستْ عليه، وبدأتْ بإخراج كتبها من حقيبتها المدرسية

وبعد مرورِ بعض الوقت، أخرجتْ أكيكو من حقيبتها المظلة التي أعطيتها لها بالأمس

"شكراً لك على إعارة المظلة، لقد كانت مفيدة جدًا"

"لا داعي للشكر، أنا سعيد لأنها ساعدتك. آه إنتظري لحظة...هل تريدين  بعض الحلوى؟"

أخرجت بعض الحلوى من جيبي كنت قد إشتريتها في طريقي بمعرفة حب أكيكو لها.

"حلوى؟ ما النكهة؟ أنا لا آكل أي نكهة أخرى غير الليمون."

"لدي كلتا نكهتي الليمون والفراولة، فهما المفضلتان بالنسبة لي."

"فراولة؟ ريكا تحبّها كثيرًا. سأخذ واحدة منها أيضًا إذا لم تمانع."

رؤيتي لأكيكو وهي تفكر في ريكا تدفئ قلبي، علاقتهما القوية تجعلني أعتقد أنه حتى بعد إغوائهما والزواج منهما، لا داعي للقلق من الصراع بينهما. فهما يعتبران بعضهما كأخوات وبتأكيد سيتعايشان بسهولة.

عادت أكيكو إلى مقعدها وجلست بعد أخذ بعض الحلوى وشكري، وبدأت بمراجعة دروسها.

أما أنا، فاستمررت في دراستي .

وهكذا بعد مرور مايقارب نصف ساعة بدأ الفصل يمتلأ تدريجيًا بباقي الطلاب.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن