"التشابتر السابع"

74 9 21
                                    

فتاةُ الذنب
_____

دخلتُ شقتي بتعبٍ شديد، شعرتُ ان الموعدَ استنزفَ كُلَّ طاقتي، سحقاً، اختلافه عن بقيّةِ الرجال يُثيرُ حفيظتي ..

غيّرتُ ملابسي الى منامةٍ ثمَّ جلستُ بتعبٍ على ارضيةِ غرفتي، وقعت عيني على الكيسِ الذي يحوي البدلةَ الباهظةَ التي اشتراها من اجلي ..

تشوشَ نظري فجأةً فـ ادركتُ ان الدموعَ تجمعت في مقلتيَّ، أغمضتُ عينيَّ بقوّة مقفلةَ الطريقَ في وجه دموعي قبلَ ان اسمحَ لها بالهبوطِ على خدي، وحاولتُ مسحها لكنَّ غيرها استمرت بالنزول ..

رينا : "اللعنة، ليسَ هذا الشعورُ مُجدداً" .

انه الذنب، شعورُ الذنبِ الذي يعتريني عندما يقدّمُ احدهم هديةً لي، لا استطيعُ تقبلها بصدرٍ رحب لأني اشعرُ اني لا استحقها ..

هذا الشعور يرافقني منذُ اصبحتُ واعيةً بوجودي على وجه الأرض، ايُّ شخصٍ يقدمُ لي هديةً من ايَّ نوع، وكلَّ ما زادَ ثمنها زادَ ذنبي معها ..

يعتريني شعورٌ قاتلٌ انه لا قيمةَ لي حتى احصلَ على هديّة، شعورٌ ينهشني من الداخلِ يتسللُ الى عقلي ويفسدُ اي احساس جيّد قد اشعرُ به بسبب الهدية ..

اسهرُ ليالٍ بينما احاولُ التفكيرَ بطريقةٍ لكي اعيدها الى صاحبها او على الأقلِّ تعويضه عنها، لأني اثقلت عليه بها، تقتلني الهواجسِ عندما افكر بكونه فعلَ الكثيرَ من اجلي رغمَ اني غيرُ جديرة ..

تركتُ الكيسَ على حاله ووقفتُ لأستلقي على سريري بهدوءِ وشهقاتي التي لا صوتَ لها تأبى التوقف ..

رينا : "عليَّ ان اعيدها اليهِ بـ اي طريقة، لا استطيعُ قبولها، لم يكن عليَّ قبولها من البداية" .

تكلمتُ مع ذاتي ودثّرتُ نفسي بالغطاءِ احميها من شعورِ الذنب الذي يحاولُ اجتياحي وقتلي، سحقاً كم اكرهه من شعور ..

رينا : "لكنه لن يستفيدَ منها ولن يستطيعَ اعادتها الى المحل، لا حلَّ آخر سوى ان ادفعَ مقابلها له" .

رفعتُ يدي وغرستُ اصابعي في شعري القصير اشدّهُ بعنفٍ اعاقبُ نفسي ..

رينا : "ليسَ وكأنه سيقبلُ اخذَ النقودِ مني ! ماذا سأفعل ؟" .

كنتُ اتعفّن من الداخل، نسيتُ كم شعورُ الذنب خاصتي سيء كوني لم اشعر بهِ منذُ سنوات لأني كنتُ ارفضُ الهدايا، السخريةُ في الأمر هو كم اني ابدو فتاة طبيعيةً بل مُترفةً ومدللة، وفي الحقيقةِ لستُ سوى بؤرة للأمراض النفسية ..

مُـفتَرقُ طُـرق | Crossroadsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن