مُـفتَرقُ طُـرق | Crossroads

"التشابتر الثامن"

حبٌ قديم
_____

رينا : "ما الذي تتحدثُ عنه ؟! انه مجرّدُ لقبٍ سخيفٍ في الهاتف !" .

تأتأتُ بينما اقول جُملتي هذهِ وارتجفَ صوتي، وجنتيَّ تحترقان ..

ديفيد : "توقعتُ ان يكونَ اسمي في هاتفكِ الحقير، او العجوز، طبقاً لتعاملكَ معي، لكنّكِ خالفتي توقعاتي !" .

كانَ يبتسم وصوته العميقُ يخترقُ مسامعي مسبباً اضطراباً اشدَّ لنبضاتِ قلبي، ابتسامته.. ابتسامته تلكَ تقتلني، ثمَّ يندهشُ لأني اسميتهُ 'الرجلَ ذو الإبتسامة' ؟ ..

ديفيد : "اخبرتكِ انكِ في الحقيقةَ فتاةٌ مهذبةٌ رغمَ انكِ تحاولينَ اثباتَ العكس" .

سخونةٌ وجهي تزيدني توتراً، بالتأكيد انا محمرّةٌ الآن، نفيتُ برأسي وتحدثتُ باستماتة ..

رينا : "ليسَ صحيحاً، لا تفهم الأمر بشكلٍ خاطىء ! انه مجرّدُ اسم !" .

انزلتُ بصري الى حجري اذ انني لم استطع مواصلة التحديقَ في عينيهِ الزمرديتين التي تخترقان روحي، وابتسامته التي تزيدني احراجاً دون سبب ..

رمشتُ ببطءٍ وانا احدق في يديَّ واتمنى فقط ان اختفي او اتحوّلَ الى ذرّات غبار، لم يجعلني رجلٌ قطُّ قبله اصبحُ على هذهِ الحالةِ المزرية ..

قررتُ قلبَ الطاولةِ عليهِ لذلكَ رفعتُ بصري الى وجهه وحاولت ادعاءَ الثقة رغمَ صوتي المهتزّ ..

رينا : "ماذا عنكَ ؟ بما تسميني في هاتفكَ ؟ اراهنُ انه الفتاة ذو الجسدِ المثير او شيئاً سخيفاً وعادياً مثل رينا لويس !" .

ضحكَ بخفّةِ فأسقط بها جميعَ ادعاءاتي ومعها ثقتي الكاذبة، التقطَ هاتفهُ وفتحه على محادثتنا ليريني اسمي فيه ..

رينا : "الصغيرة" .

قرأت ما اسماني اياه بشرودٍ وعدمِ تصديق ..
انه يسمّيني 'الصغيرة' في هاتفه، في تلكَ اللحظة بالذات شعرتُ حقاً انه رجلٌ مختلف، لا يشتهيني ..

من البداية عرفتُ انه مختلف، منذُ اوّلِ لحظة؛ لكني استمررتُ في انكارِ مشاعري هذهِ لأن الإعترافَ بكونهِ رجلاً جيداً؛ سيهزمني انا وكلُّ اتهاماتي ..