"التشابتر التاسع"

66 8 44
                                    

ابٌ وابنة
_____

بعدَ ان اعترفَ لي بشأن زوجته المتوفية اصبحَ الجوُّ حزيناً وكئيباً الى درجةِ الموت، عَلقت كلماتي في حلقي ولم استطع حتى الردَّ عليهِ او مواساته ..

غادرَ يومها منزلي وهو يبتسمُ لي كالعادة، لكن حتى ابتسامته لم تخفِ حزنه العميق، ولم تخفِ تلكَ الدمعةَ العالقةَ في رموشه السوداء والتي رفضت السقوط ..

يومها شعرتُ بالكثيرِ، الإحراج والذنب والسعادة والحزن، نسيتُ حتى اني كنتُ ارتدي قميصَ النومِ المغري ذاكَ، نسيتُ اني كنتُ انوي اغواءه ..

حولَ ذلكَ الرجلِ يختفي جانبي السيء، شياطيني تهربُ وتختبئ حينَ تراه ..

هو لم ينظر لي بطريقةٍ قذرة، ابداً؛ ولا حتى لثانيةٍ واحدة، عيناهُ الخضراوانِ كانتا نقيّتانِ من الشهوة، ولم ينزل بصرهُ عن عينيَّ اصلاً ..

لن اكذبَ، يومها نمتُ وانا ابكي، وليسَ بسببِ ذنبي الذي اسهرني ليالي قبلها -والذي انساني هو اياهُ بسبب جُملة- وانما حزناً وحُرقةً عليه ..

لم اعرف، لم اعرف متى بدأت اهتمُّ بشأنه لدرجةِ ان ابكي من اجله ! والاسوأ ان ذلكَ بسبب زوجته الميتة والتي من المفترضِ انها مُنافستي ..

على ايةِ حال، مرّت ثلاثُ ايامٍ منذُ ذلكَ اليوم، لم اراسله ولم اتصل عليه وهو كذلكَ لم يفعل، لا اعلم.. شعرتُ انه يحتاجُ الى وقتٍ مع نفسه بعدَ ان صارحني بموضوع زوجته، ولذا اخترتُ ان امنحه ذلكَ الوقتَ دونَ ازعاج ..

اخبرتكم اني لا اعلمُ متى بدأتُ اهتمُّ له ولمشاعرهِ ! سحقاً له، حتى اسلوبي معه بدأ يصبحُ الطفَ دونَ شعورٍ مني ! ..

-

كانَ ليونارد روي يجلسُ على احدِ المناضدِ في كافتيريا الجامعة الواسعة، يتناولُ غداءه بهدوء، وفجأة، يدٌ انثوية وضعت امامهُ على الطاولة عُلبةَ عصير ..

عندما رفعَ رأسه لينظرَ الى الفتاة وجدَ انها جولين جونز، تنظرُ اليه ببرود ..

جولين : "سمعتُ بما فعلته من اجلي في النادي الرياضي ولم يتسنَّ لي شُكرك وقتها، لذا شكراً لكَ" .

قالت ذلكَ بنبرةٍ باردة مثلَ نظراتها، هو ايضاً يبادلها ذاتَ النظرات، قبلَ ان يعيدَ انتباهه الى طعامه ..

ليونارد : "لم افعلْ ذلكَ كي اتلقى الشُكرَ منكِ، انا فقط افعلُ ما اراه صحيحاً حسبَ مبادئي" .

ثمَّ تناولَ لُقمةَ اخرى من غداءه، قَطّبت جولين حاجبيها بإنزعاجٍ قبلَ ان تتحدث ..

جولين : "رغمَ ذلكَ اردتُ شُكركَ، والآن وداعاً !" .

مُـفتَرقُ طُـرق | Crossroadsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن