"التشابتر الخامس"

113 14 18
                                    

                                       رجلٌ بينَ الذكور
_____
                                          
بعدَ مغادرةِ رينا لويس الى شقتها كي تذهب الى موعدها الغرامي، كانت جولين جونز لا تزالُ في الجامعة بسبب محاضراتها المتأخرة، ما ان انتهت كانت على وشكِ الاستلقاء في اقرب زاوية والنومَ فقط من شدة التعب، كان حتماً يوماً طويلاً ..

وعندما كانت متجهةَ نحوَ الخارجِ كي تركبَ سيارتها مع سائقها وتعودَ الى منزلها؛ تذكرت خططها مع ليونارد روي، خرجت تنهيدةٌ عميقةٌ من فمها ..

عندما وصلت الى البوابة وجدته ينتظرها بالفعلِ على بعدِ اميال، اتصلت بالسائق تطلبُ منه المغادرة ثمَّ تقدمت نحوه، سرعانَ ما تحدثت ..

جولين : "ظننتكَ تمزحُ عندما عرضتَ علي الذهابَ معكَ بدراجتكَ النارية" .

نظرَ اليها منتبهاً لوجودها، ناولها الخوذةَ التي كانَ يحملها وتحدثَ ببرود ..

ليونارد : "لستُ من محبي المزاحِ والكلام الفارغ" .

قلبت الأخرى اعينها بمللٍ منه، ثمَّ اخذت الخوذةَ منه ..

ليونارد : "دعينا نذهب" .

ركبَ الدراجةَ بعدَ ان كان واقفاً بجانبها، ثمَّ التفتَ نحوها ينظرُ اليها، ينتظرها كي تركبَ وراءه، ورغمَ عدم رغبتها بـ ان تكونَ قريبةً منه الا انها ركبت دونَ جدال ..

في تلكَ اللحظةِ وضعَ خوذته على رأسه وكذلكَ هي فعلت، حدثها بصوتٍ عالٍ وهو يشغّلُ دراجته النارية ذو الصوتِ الصاخب ..

ليونارد : "تمسكي جيداً !" .

وضعت هي يدها حولَ خصره وتمسكت به، فقط لأنها لا تريدُ السقوطَ من الدراجةِ بسبب عنادها، وفي تلكَ اللحظةِ انطلقَ هو فجأة ..

عندما احست بالرياحِ تشتدُ اكثر فـ اكثر من حولهما، ادركت فقط كم انَّ تلكَ الدراجةَ التي يركبانها سريعة، كانَ شعرها الأحمرُ الواضحُ طولهُ من تحتِ الخوذةِ يتطايرُ بعشوائية ..

لم تشعر بنفسها وهي تضمه بشدةِ كي لا تسقط، رغمَ انها  تضغطُ بصدرها على ظهرهِ الا انه لم يعلق على الأمر ..

عندما التفَّ نحوَ الطريقِ السريعِ وبدأ بالدخولِ بينَ السيارات ازدادت نبضاتُ قلبها، ليسَ خوفاً وانما حماساً، كانت سرعتهُ عظيمةً لدرجةِ انهُ كانَ يتخطى السياراتِ واحدةً تلو الأخرى ..

مُـفتَرقُ طُـرق | Crossroadsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن