"التشابتر السادس"

93 12 18
                                    

بدايةُ الشُعور
_____

عندما سمع اجابتي ادارَ المقودَ يغيرُ الطريق، واكمل القيادة دونَ ايَّ اسألةٍ اخرى، بعدَ مدةٍ قصيرة وجدتُ نفسي امام ناطحةِ سحابٍ شَخِصَ بصري اليها، كاد عنقي ان ينكسر وانا احاولُ رؤيةَ نهايتها ..

عندما ترجّلَ كلانا من السيارةِ لفحني هواءُ الشتاءِ الباردِ رغمَ كنزتي الصوفية وارتشعت بخفّة، خاطبني بصوتهِ العميق ..

ديفيد : "يوجدُ هنا مطعمٌ فاخرٌ آتي اليهِ بينَ الفينةِ والأخرى" .

انتظرني لثوانٍ قبلَ ان الحقَ به واسيرَ بجانبه، اذ دخلنا الى المبنى سوياً، كان فاخراً جداً من ابسط تفاصيله يمكنُ رؤية ذلكَ ..

في المصعدِ ركبنا حتى وصلنا الى الطابقِ الستين، على ما يبدو كان هو الطابق الذي يحوي المطعم الذي تحدث عنه، عندما انفتحَ المصعد تمسكتُ بذراعه لنمشي سوياً وكأني مرافقته ..

وكالعادة هو لم يعترض ولم ينهني عن فعلي، كانَ هو من يقودُ الطريقَ كوني لا اعرفُ المكان ..

دخلنا الى قاعةٍ فخمةٍ تتوزّع عليها المناضدُ الجميلة بمسافاتٍ معتبرة بينها، تقدمَ نحونا نادلٌ بملابسٍ رسميةٍ وقفازات بيضاء، استقبلنا بـ احترام وتحدث ديفيد ..

ديفيد : "لم احجز من اجل الليلة، لم اخطط للقدومِ الا متأخراً" .

ردَّ عليه النادلُ فوراً بلهجةٍ محترمة ..

"بالطبعِ يا سيدي، هناكَ مناضدُ متاحةٌ من اجلكما" .

قادنا النادلُ نحوَ منضدةٍ في آخر القاعةِ بجانبِ الجدارِ الزجاجي الذي كانَ يطلُّ على المدينة، انحنى ثمَّ غادر ..
قامَ ذو العينينِ الخضراوينِ بـ سحب المقعدِ من اجلي فجلستُ عليه، وجلسَ هو مقابلاً لي ..

نظرتُ جانباً الى الحائطِ الزجاجي، استطيعُ رؤية المدينةِ بمساحتها الشاسعة، المنظرُ ليلاً وأضواءُ المباني والشوارع، سحرني المرأى ..

عندما اعدتُ نظري إلى الرجلِ امامي وجدته يبتسمُ لي، ناولني قائمة الطعام ..

ديفيد : "تفضلي آنسة لويس" .

التقطتُ قائمة الطعام من يده وفتحتها، مررت بصري عليها قبلَ ان يقع نظري على شريحة اللحم، عندما نظرتُ الى سعرها وسّعتُ جفناي من الصدمة، لكني لم اقل شيء ..

ترددت قليلاً، لم اعرف ما الذي علي طلبه، او ما الذي علي فعله اصلاً، لذلكَ اقفلتُ القائمة ووضعتها على الطاولة ..

مُـفتَرقُ طُـرق | Crossroadsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن