البارت الأول (مقتطفات من لحظات 1)

939 15 11
                                    

ها أنا عُدت وحدي من جديد.... أصبحت الحياة سوداء بعدما كان الضوء الأبيض يشع من الأسوار المحاطة بي رغماً عنها، تحديت الحياة و وقفت بكل غرور و لكن خسرت في أول جاولة تليها جميع الجولات حتى النهاية لتنظر لي بكل إستهزاء هاتفة " و كعادتي تفوقت عليكي ".
لماذا أنا؟
لماذا؟

دلفت المساعدة بعدما طرقت الباب و سُمح لها بالدخول، إقتربت من مكتب الطبيب الجالس يرتشف من كوب عصير البرتقال الذي أصبح من المشروبات المفضلة لديه مؤخراً و يستمع لأغنية من أغاني " ميادة الحناوي".

_ دكتور "أصيل" آنسة "قدر" برا تحب أدخلها و لا لما يجي دورها؟

_ دورها إمتى؟

بعد إستراحة حضرتك عالطول، قالتها المساعدة ليردف و هو يرتشف أخر رشفة من كوب العصير.

_ تمام دخليها و خلي عم "رمضان" يحضرلها كوباية العصير.

هزت المساعدة رأسها بمعنى حاضر لتخرج و بعد دقائق دلفت فتاة ترتدي بنطال أسود اللون و چاكيت من نفس اللون و معه قميص ليس له علاقة بالالوان و أزراره غير مغلقة جميعها، شعرها القصير مبعثر بعض الشئ و رباط الحذاء مهمل.

وقف الطبيب "أصيل" طبيب الأمراض النفسية و العقلية مقترباً من مقعد "قدر" نظر لهيئتها قليلاً ثم بدأ في تعديل ملابسها الغير مهندمة اغلق أزرار القميص، ربط رباط الحذاء، أغلق سحاب الچاكيت ليخفي القميص غريب اللون و الغير منظم و أخيراً قام بتعديل خصلات شعرها.

_ مش قولتلك قبل ما تنزلي خلي حد يظبطلك هدومك يا "قدر"؟

نظرت له ببعض الخجل متمتمة بهدوء رقيق :ماهي خالتو مش في البيت و " جميلة " و "منار" في الجامعة لسة وبعدين أنا تعبت قاعدة بقالي ساعتين بتخانق مع "قدر"  عشان الموضوع ده و على أخر لحظة كنت هنزل لولا إن إحنا إتفقنا.

أمأ برأسه و قبل أن يتكلم لاحظ يدها التي تحاول أن تخفيها عن ناظريه، نظر لها باستغراب و أمسك بيدها لكنها إنتزعتها بسرعة و هي تهتف بعنف مبالغ.

_ متمسكش إيدي.

_ ليه؟

عشان عشان، صمتت و لم تعرف بماذا تجيب ليمسك بيدها عنوة و هو يبعد ذراع القميص ليرى جرح جديد في يدها، إحتدت ملامحه و هو ينظر لها و هي تبادله نفس النظرات ليسأل بغضب.

_ برضوا جرحتي إيدك هو أنا مش قولتلك مية مرة إبعدي عن أي أداة حادة؟

غالب الأقدار  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن