البارت الرابع ( الوهم و ما أدراك منه)

53 6 5
                                    

إن لعنة الإنسان تكمن في أنه لا يشعر بقيمة الأشياء حتى يفقدها.
/أحمد آل حمدان.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في إحدى الأماكن الراقية في منزل عائلة العاصي حيث تكمن عائلة "عاصي الحيسي"  المكونة من "عاصي" و هو عم "قدر" و شقيق أبيها و زوجته "ثريا" و أبنائهم "سليم" و شقيقته "نسمة"، المنزل كان عبارة عن فوضى بسبب صوت صراخ " ثريا" الذي ملأ المكان.

_شايف بنت أخوك عملت إيه؟ صحيح ياما تحت السواهي دواهي هتكوش على كل حاجة و فوق كل ده هتم ال 21 سنة يا "عاصي" عارف يعني إيه يا "عاصي".

نفث " عاصي " دخان سيجارته بتوتر بسبب صوت زوجته العالي و هو يستمع لكل ما تتفوه به بإنصات.

_ عارف عارف يا "ثريا".

_ و لما أنتَ عارف ساكت ليه؟ هتفضل حاطط إيدك على خدك لحد ما تيجي و معاها الحكومة و بتطالبك بحقها بت الطماعة مش هتكتفي باللي هتاخده من جوزها و أهله.

صرخ " عاصي" في وجهها جاعلها أن تصمت : مانتِ تسكتي و تكتمي صويتك ده عشان أعرف أفكر بهدوء ممكن بقى تتكتمي.

جلست و هي تضرب على قدمها بحنق : ماشي يا "عاصي" أديني ساكتة و هتكتم أما أشوف أخرتها مع بنت "صادق".

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فتحت عينيها ببطئ من شدة ضوء الغرفة، أذنيها إلتقطت بعض الأصوات لتعرف أن أحداً ما في الغرفة، نظرت لهم ببطئ حتى لاحظتها " آلاء" صديقتها لتهرول إليها بلهفة.

_ "قدر" حمدالله على السلامة يا حبيبتي.

لم تنبس بحرف بل نظرت لهم جميعاً تحث أي أحداً منهم على الكلام  و لكن لا أحد تكلم بل نبهوا بعضهم البعض بعدم التكلم.

_ ساعديني أتعدل.

ساعدتها "آلاء" على الإعتدال بأريحيها لتردف بوجه شاحب.

_ حد فيكوا يحكي و يقول إيه اللي حصل يإما يروح و ميتعبش نفسه بالقعاد هنا.

_ تصدقي إن إحنا غلطانين عشان تعبنا نفسنا و جينا، قالتها "رحمة" بحدة لتجيب "قدر" بنفس النبرة.

_ الباب موجود ممكن تمشي و أنا مطلبتش من حد يجي يزورني يا طنط.

وقفت "رحمة" بغضب و هي تأخذ حقيبتها.

_ طنط! و لازمتها إيه بقى طنط يحبيبتي أنا ماشية يا "زهران".

خرجت من الغرفة و هي تتمتم بغيظ و غضب، قابلت" غالب" في وجهها الذي كان ينفث أخر دخان بسجائره.

_ رايحة فين يا ماما؟

_ غايرة في داهية أنتَ عارف لو البت دي لو قعدت معانا في البيت هحملك أنتَ المسؤلية يا "غالب".

غالب الأقدار  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن