البارت السادس ( تبادل أدوار 1)

34 4 12
                                    

دائماً ما نسمع او نقرأ في روايات مشهورة كتبها روائيين مشهورين تتحدث عن البطل الذي خذلته الدنيا وواجه الكثير من الصعوبات و خسر الكثير من الأعزاء ليصبح شخص عنيف في التعامل البعض يبغضه بشدة و البعض الأخر يحبه لتأتي البطلة التي تداوي جروحه تُظهر منه الجزء الخفي الحنون و المحب للحياة و تساعده في مواجهة صعوباته و لكن ماذا سيحدث إذا تبادلت الأدوار؟

كانت تجلس على أحد المقاعد المتواجدة في الحديقة الخلفية، ضامة قدميها نحو صدرها و تحتضن نفسها بقوة و هي تتنفس بصوت عالي حتى تكبت دموعها، شعرت بمن يضع يده على كتفها ليجلس بجانبها سائلاً باستغراب.

_ مالكِ يا "قدر" ضامة نفسك بالشكل ده ليه؟

لم تجيب بل ظلت على حالتها ليصمت فهو يعرف عندما لا تُجيب عليه يعني أنها تخبره بالصمت دقائق حتى تكلمت و تفر دموع من عينيها.

_ هو... هو أنا شكلي وحش يا "غالب"؟ مناخيري مخلية شكلي وحش؟

رفع حاجبيه باستغراب من سؤالها ليجيب بهدوء.

_ لا بلعكس شكلك حلو، أدرات وجهها نحوه و هي تسأل من جديد : طب... طب أنا... أنا طارشة و مش بسمع صح؟

_ إيه اللي أنتِ بتقوليه ده أنا مش فاهم حاجة؟، سأل بحدة خفيفة لتجيب هي بصوت باكي و حزن شديد.

_ أنا مقولتش حاجة هما... هما اللي قالولي كدة هي اللي زقتني و قالتلي يا طرشة عشان مسمعتهاش هما اللي إتريقوا عليا لما شافوا نضارتي مش مظبوطة بسبب مناخيري أنا مقولتش حاجة والله ما قولت حاجة صدقني هما اللي إتريقوا على نبرة صوتي مش أنا أنا راضية والله بس مش قادرة.

انهت حديثها لتنفجر باكية بين أحضانه، تبكي بقهر و حزن بسبب التنمر الذي تتعرض له نتيجة عيب خُلقي حدث في أنفها و ضعف السمع و فوق كل هذا إرتدائها للنظارة حتى ترى و كل هذا بيد الله و ليس بيدها.

ضمها إليه بحزن و هي يربت على شعرها بحنان مُردفاً.

_ طول ما أنا شايفك حلوة في عيني يا "قدر" تنغزق عين اي حد هو مين البأف اللي يقدر يبصلك؟

إبتعدت و هي تبتسم على كلامه لتهتف : بس ده مش بأف دول بنات!، لم يجيب بل ظل صامتاً يتأملها حتى أردفت بصوتها العالي.

_"غاااالب" إيه روحت فين؟، أجاب و مازالت عينيه معلقة على وجهها: إبتسمتك دي بتجبر اللي قدامك لو هو مكتئب أنه بخير و بألف صحة.

توردت وجنتاها بخجل و كاد أن يقترب منها حتى يقبلها لتصفعة على وجهه بغضب.

_ يلا يا قليل الأدب، تفاجئ من ردة فعلها ليضع يده على خده بصدمة ناظراً لها بشر.

_ إيه كنت عاوزني أسيبلك نفسي تاخدني لحم و ترميني عضم إخص عليك يا قليل الأدب.

_ إيه حيلك حيلك في إيه يا "قدر"؟ أنا عملت إيه؟

غالب الأقدار  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن