"رحلة الإيمان والشجاعة: بين الوطن والحلم الطبي"

50 2 0
                                    

ليلى، فتاة من أصول فلسطينية، تنتمي إلى عائلة متدينة تلتزم بدينها رغم الظروف القاسية التي كانت تعصف بمجتمعهم. لكن لا شيء يمكن أن يقف في طريق إيمانهم القوي وخوفهم من الله، الذي يتجاوز خوفهم من أي آخر. تسارعت الأحداث والحروب، حاولت أن تمنعها من مواصلة دراستها، لكنها لم تستسلم. قررت ليلى مغادرة فلسطين، مسعية وراء حلمها بأن تكون طبيبة، طموحة بأن تسهم في إنقاذ أرواح أبناء بلدها. سافرت إلى دولة أجنبية لمتابعة دراستها الطبية، وتطلعت لأن تصبح يومًا ما طبيبة تُعتمد عليها في تحسين أوضاع مجتمعها المتألم.ليلى تسافر مع جدتها لإتمام دراستها، مليئة بالأمل والتفاؤل حيث تقترب من تحقيق حلمها الذي بدا لفترة طويلة شبه مستحيل في ظل الظروف الصعبة. غير أنها لم تكن تدرك أنها ستنجرف إلى بيئة أكثر صعوبة، حيث يسيطر عالم بلا دين على المجتمع، مما يضعف من قوتها ويجعلها تواجه تنمرًا بسبب لباسها الديني. لحظات تفكير في خلع الحجاب تعكس الضغوط التي تتعرض لها، لكن سرعان ما تذكرت قول الله تعالى في القرآن الكريم، فتثبت قرارها بالإلتزام بالحجاب، متيقنة من صواب قرارها.بعد مرور سنوات من التعب والدراسة والصراعات الدينية، جاء اليوم الذي كانت فيه ليلى تنتظر حصاد تعبها وجهدها. كانت تلك الليلة أطول مما يمكن أن تتخيل، لا تستطيع أن تُغمض عينيها لأن بضع ساعات فقط تفصلها عن النتيجة التي ستحدد مسار حياتها. المشاعر كانت مختلطة في قلبها، بين الخوف والفرح والحماس، وضلت كامل الليلة جالسة على سجادتها، تدعو الله وتبكي، راجية منه دخول كلية الطب، حلمها منذ صغرها. ثم نامت قليلاً، لتستيقظ مع صلاة الفجر، وتجلس تقرأ القرآن وتسبح، حتى نسرت الشمس أضواءها على المدينة. رتبت غرفتها وذهبت لتناول الطعام مع جدتها، وعلامات الخوف تظهر على عينيها. حاولت جدتها تهدئتها، وذكرتها بقول الله تعالى: "وأن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ". بعد مرور ساعة، بدأت النتائج بالإرسال، وتسارعت نبضات قلبها حتى وصلت رسالة تُعلن نجاحها بامتياز. لم تستطع ليلى تصديق نفسها، فبكت لا فرحًا وسجدت سجدة شكر لله.النجاح بعد التعب يولد فرحاً عميقاً يملأ القلب بالسعادة والاكتمال. إنها لحظة تتجلى فيها الأمل والإصرار، حيث يجتمع العرق والدموع والصبر في ثمرة العمل الجاد. ترتسم الابتسامة على الشفاه وتنعكس السعادة في كلمات التهنئة والفخر.عندما فكرت ليلى بعد النجاح الذي حققته، أول ما جاء في بالها كان الاتصال بعائلتها لتبشرهم بالخبر السار. ومع كل نغمة اتصال، ارتفعت التوترات والتساؤلات في قلبها.
.

...
.
.
.
.
.
.

Leyla

.
.
.

ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن