---
بعد أسبوع، كانت ليلى تحاول دائماً نسيان محادثتها مع عمتها، لكنها فقدت السيطرة وظلت شاردة البال طوال الأسبوع. وفي أحد الأيام، جاءت إليها أستاذتها وسألتها: "ما بكِ يا ليلى؟ أنتِ التي اعتدنا أن نرى ابتسامتكِ، واعتدنا على مشاركتكِ في الحصص، ودائماً كنتِ تركزين بشكل جيد. ماذا حدث لكِ في الآونة الأخيرة؟ أصبحتِ تجلسين في زاوية بمفردك، ودائماً تكونين شاردة البال. هل هناك شيء تريدين أن تخبريني به؟"
أجابت ليلى بصوت حزين: "أنا آسفة جداً، أيتها المعلمة، لكن هناك بعض الأحداث التي تجري في المنزل، مما جعلني أبدو شاردة في الحصص."
قالت الأستاذة بنبرة حازمة: "مهما كانت تلك الأحداث، فهي تعلمكِ درساً. لا يجب عليكِ أن تخلطي حياتكِ الشخصية بحياتكِ الدراسية، وإلا ستخسرين كثيراً. وما فائدة التفكير المستمر؟ هل سيصلح شيئاً ما؟"
ردت ليلى بتوتر: "لكنني لا أستطيع التحكّم في الأمر، فكلما حاولت أن أنسى، أجد نفسي أعيد التفكير فيه من جديد."
علّقت الأستاذة بجدية: "حسناً، اعتبري هذا توجيهاً لكِ. يجب عليكِ أن تركزي في الحصص. ألم تخبرينا أن حلمكِ الوحيد هو أن تصبحي طبيبة؟ لقد وعدتِ عائلتكِ وكل أفراد عائلتكِ بأنكِ ستصبحين طبيبة، وبهذا أنتِ تخلفين وعودكِ لهم."
قالت ليلى باعتذار: "آسفة، لكنني أحاول جاهدة أن أنسى الأمر، ولكن ليس بيدي حيلة."
أجابت الأستاذة بحزم: "هذا ليس عذراً لكِ. وغداً أيضاً لديكِ اختبار خاص، وأنتِ من الطلاب المميزين في مدرستنا، لذا يجب عليكِ أن تدرسي بجدية. أما بالنسبة لتلك المشاكل في عائلتك، فسيأتي يوم تتحل فيها الأمور. وكما يقول دينكم: 'اصبروا لتنالوا الخير'."
ليلى مترددة: "لكن..."
قاطعتها الأستاذة بحزم: "لا يوجد 'لكن'. غداً الساعة الرابعة بعد انتهاء المدرسة، ستأتين إلى غرفتي وتقومين بالاختبار، حسناً؟"
أجابت ليلى مستسلمة: "آه، حسناً..."
---
عادت ليلى إلى المنزل مبكرة عن المعتاد، وأغلقت باب غرفتها بإحكام. وضعت الكراسات والكتب والأقلام أمامها، وأبعدت كل المشتتات. قامت بترتيب جدول زمني يعتمد على تقنية "بومودورو"، حيث درست لمدة 25 دقيقة، ثم قرأت القرآن لمدة خمس دقائق، مما ساعدها على التركيز أكثر. ومع منتصف الليل، قامت الليل وصَلّت، ثم نامت نوماً عميقاً.
أنت تقرأ
ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟
Short Story**في عالم عائلة تيركسون المثالية، حيث لا تُحصى الإنجازات، تدخل ليلى الساحة حاملةً حلمها المجهول. دون أن تدري أنها ستكون الجسر الذي يربط بين ماضي غامض وحاضر زائف، تبدأ ليلى في تقليب موازين العائلة وكشف أسرارهم المخبأة خلف ستائر الغموض.** ما الذي يكمن...