الْوَرْدَةُ الْمَشُوكَةُ

34 0 0
                                    

لا ينمو في الورد اشواك اذا تم الاعتناء بهم ولا يصبح الشرير شرير اذا تمت معاملته بلطف ولكل ردة فعل فعل اقوى منه ولكن اعتدنا في هذه الحياة ان نرى الجانب السلبي او ان نرى النتيجة ولا نرى السبب الرئيسي

---

أخذ جون من أنايم الميكروفون وصرخ بصوت مليء بالتحدي: "لا تصدقوا ما قالته، فهي مجرد فتاة مريضة نفسية تتهم الناس بالباطل لأنهم لا يلبون طلباتها. والدليل أنها أمضت مدة زمنية في مستشفى الأمراض النفسية في بلدها القديم، ألمانيا. وهذا طبعًا بعد أن سُجنت شهرين. يا لكِ من مسكينة، يا أنايم. بدلًا من تصديقها، يجب أن نتمنى لها بالشفاء العاجل، وأنا بصفة خاصة أسامحكِ على افترائكِ عليَّ، فليس على المريض حرج."

عم الصمت المكان وكأن الهواء قد تجمد في رئات الجميع. وقفت أنايم، بشعرها الطويل الذي كان يتدلى على كتفيها كأستار خفيفة، لا تقوى على الحركة. انقلبت اللعبة عليها كعاصفة هوجاء، وقد غطت عينيها الدموع حتى لم تستطع الرؤية. ثم صاحت بصوت مكسور: "توقفوا!" وخرجت تجري وتبكي، وكان بكاؤها يشبه بكاء طفل فاقد لأمه، مليء بالحنين والفراغ. تبعها فرانك، الذي كان يحمل في قلبه الرغبة في تهدئتها، وجاك، الذي كان همه الوحيد معرفة القصة كاملة، بعيون تحمل فضولًا لا يُقاوم.

بعد لحظات من الهروب، هدأت أنايم قليلاً، وأخذت نفسًا عميقًا، محاولة كتم بكائها. همست بصوت مرتعش: "لم أعش طفولة طبيعية كالتي عاشها أقراني. عشت في عائلة متفككة، لا نجتمع إلا في وقت المصائب. كان أبي مدمنًا، وكان كل ليلة يعنّف أمي، ويجبرني على رؤية ذلك المنظر القاسي. في إحدى الليالي، عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، بينما كان يحاول ضرب أمي، اتصلت بالشرطة، فتم اعتقاله وتطليقه من أمي.

ولكن، بعد مدة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أشهر، فوجئت بزواج أمي من رجل يبدو طيبًا، لكنه كان متخفيًا خلف قناع المثالية. كان أسوأ من أبي الحقيقي، فهو كان يخون أمي، وهي تصمت،  فقط لأنه كان منجانا الوحيد من هذه الحياة. لكن كان له تصرف واحد جيد، والذي عرفنا سببه مع الأيام. كان دائمًا يعد لأمي الطعام ويطعمها بيديه القذرتين.

وفي يوم من الأيام، حدث ما هو متوقع. بينما كنت ساهرة في الشرفة، اقترب مني بخطوات بطيئة مخيفة، وكان الهواء يتراقص حولي كأنه يخفف من وطأة ما أشعر به. حاولت إبعاده، لكنه كان صامدًا، فضربته فسقط من على الشرفة. قام بشكايتي وتم إدخالي إلى السجن لمدة شهرين، وبعدها خرجت، لأن ما قمت به تم اعتباره دفاعًا عن النفس. ولكن في تلك الفترة، لم تزرني أمي أبدًا. علمت لاحقًا أنها أصيبت بالشلل النصفي. نعم، كان ذلك الرجل يضع لها دواءً في الطعام. وعندما أخبرت الشرطة عنه وعن كل أفعاله، تم تشخيص حالتي على أنها مرض نفسي، ودخلت إلى مستشفى الأمراض النفسية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟ 🎉
ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن