"في بعض الأحيان، تتحول اللحظات السعيدة إلى ذكرى مؤلمة، حيث تتسلل الشجارات إلى قلب الصداقة، كالسحب التي تغطي الشمس، فتفقدنا الابتسامة التي كنا نعتز بها."
---
بعد انتهاء اليوم الدراسي الذي مر بهدوء غير مألوف، حيث اكتفى كل شخص بالاهتمام بشؤونه، اقتربت أنايم من ليلى بخطوات واثقة وابتسامة مشجعة تضيء وجهها. شعرت ليلى بنوع من التوتر عندما اقتربت صديقتها منها بهذه الحماسة المفرطة.
"ليلى، هيا بنا. اليوم هو اليوم الذي يجب أن نواجه فيه مخاوفنا!" قالت أنايم بصوت يشوبه الحماس والاندفاع، وكأنها تُخطط لشيء كبير.
رفعت ليلى عينيها ببطء، عينيها الواسعتان كانتا تلمعان بالقلق والخوف المتردد الذي أحاط بقلبها. كان جسدها مشدودًا، كأنها تحمل حملًا ثقيلًا، وقالت بصوت متردد: "هل أنتِ متأكدة؟"
نظرت أنايم إليها بملامح واثقة، وقد تلاعبت نسمات الهواء بخصلات شعرها الداكن الذي انسدل برفق على كتفيها. كانت عيناها تملآنها القوة والتحدي، فأجابت بكل حزم: "بالطبع أنا متأكدة! أنتِ شجاعة، أكثر مما تعتقدين. يجب أن تكفي عن الخوف الآن."
ترددت ليلى، قلبها ينبض بسرعة غير مسبوقة، كانت تشعر ببرودة تسري في يديها، وكأن الدم توقف عن الجريان فيها. حركت شفتيها بخفة وقالت: "حسنًا، لكن إن حدث لي أي شيء، سأقتلك!" حاولت أن تبدو مازحة، لكن التوتر كان يسيطر على نبرة صوتها.
ضحكت أنايم، ضحكة مليئة بالثقة التي تفيض من شخصيتها، ثم ردت بابتسامة عريضة: "ههه، إن بقيتِ حية، فسأقبل بذلك."
حدّقت ليلى في وجه أنايم بنظرات متفحصة، وكأنها تحاول فهم ما تقصده، وسألتها بريبة: "ماذا تعنين بذلك؟"
ضحكت أنايم مرة أخرى، صوتها المليء بالمرح كان يتردد في أذني ليلى كصدى بعيد، وقالت: "ههه، أنا أمزح فقط! هيا، لا تقلقي. كل شيء سيكون على ما يرام."
أمسكت أنايم بيد ليلى وسحبتها بقوة نحو الدراجة. كانت السماء صافية، والشمس تتوارى خلف الأفق، تلون السماء بألوان برتقالية وذهبية. الطريق الذي سارتا فيه كان خاليًا من أي مارة أو سيارات، فبدا وكأنه مكان منعزل عن العالم. الهواء كان باردًا، وحفيف الأشجار يضيف مزيدًا من الرهبة إلى المشهد.
وقفتا أمام الدراجة النارية، أنايم أشارت إلى المقعد وقالت بصوت واثق: "هيا، اجلسي خلف المقود. ضعي يديك على المقابض وساقك على الدواسة. انظري إلى المرآة الخلفية لتري من خلفك. تذكري، لا تخافي، فقط تحلي بالثقة والشجاعة."
أنت تقرأ
ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟
Nouvelles**في عالم عائلة تيركسون المثالية، حيث لا تُحصى الإنجازات، تدخل ليلى الساحة حاملةً حلمها المجهول. دون أن تدري أنها ستكون الجسر الذي يربط بين ماضي غامض وحاضر زائف، تبدأ ليلى في تقليب موازين العائلة وكشف أسرارهم المخبأة خلف ستائر الغموض.** ما الذي يكمن...