مع دخول بيرلا إلى المنزل، بدا وكأن العاصفة قد اجتاحت المكان. كانت خطواتها تحمل ثقلًا غير مرئي، شعرت به كل زاوية في البيت، وكأنها تبعث طاقة متوترة تخترق الجو. ملامح الوالدين تغيرت فورًا؛ ازداد توترهما بشكل ملحوظ، كأن رؤية بيرلا كانت تذكرهما بشيء قديم وعميق، شيء لم يرغب أي منهما في مواجهته. بدت بيرلا واثقة من نفسها، تحديها كان واضحًا في كل حركة من حركاتها، وكأنها تدرك تمامًا تأثيرها على من حولها.
في اللحظة التي وقفت فيها أمامهم، ساد الصمت، وبدأت نظرات متبادلة تحمل في طياتها الحقد بين الثلاثة. لم يكن هنالك حاجة للكلمات؛ كانت العيون تتحدث بكل وضوح. بيرلا، بشعرها الطويل الذي يتمايل مع كل خطوة، كانت تحمل تلك الهالة الغامضة التي تجعل من الصعب تجاهلها. قطع هذا الجو المتوتر صوت الخادمة، وهي تقول: "العشاء أُعد، سيدي."
جلوسهم حول الطاولة، كان الجو مشحونًا بشكل ملحوظ، وكأن كل واحد منهم يحمل عبئًا ثقيلاً على كتفيه. الأطباق الملونة التي كانت موضوعة بعناية على الطاولة، من سلطات طازجة إلى أطباق رئيسية شهية، لم تجذب انتباه أي منهم. رائحة الطعام الممتزجة مع توتر الموقف كانت تثير الحواس، لكنها لم تنجح في كسر الصمت الذي يسيطر على المكان.
فرانك، الذي جلس في رأس الطاولة، حاول كسر الجليد بصوته الهادئ، بينما عينيه تبحثان عن بصيص أمل في عيون الحاضرين. نظر إلى بيرلا بابتسامة صغيرة، وقال: "مرحبًا بكِ، عمة بيرلا، في منزلنا. نعتذر عن الاستقبال البارد."
نظرات بيرلا كانت ثاقبة، تمعنت في كل وجه حول الطاولة، وكأنها تقرأ أفكارهم. ردت بابتسامة دافئة، لكنها كانت تحمل في طياتها شيئًا من التحفظ: "لا داعي للاعتذار، يا بني. دعنا نترك هذه المواضيع جانبًا لنناقشها لاحقًا."
أنت تقرأ
ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟
Kısa Hikaye**في عالم عائلة تيركسون المثالية، حيث لا تُحصى الإنجازات، تدخل ليلى الساحة حاملةً حلمها المجهول. دون أن تدري أنها ستكون الجسر الذي يربط بين ماضي غامض وحاضر زائف، تبدأ ليلى في تقليب موازين العائلة وكشف أسرارهم المخبأة خلف ستائر الغموض.** ما الذي يكمن...