في أيام الشتاء، ومع بداية قسوة الطقس ونزول الثلوج والأمطار، لم تتحمل الجدة ذلك وأصيبت بالحمى، ولم تتمكن من مغادرة السرير. غابت ليلى عن الكلية لمدة أسبوع، حتى تم الاتصال بها للمجيء فورًا، وإلا سيتم طردها. كان على ليلى الذهاب إلى الكلية والاعتناء بجدتها في الوقت نفسه، فقامت باستدعاء إحدى الجارات الطيبات، التي كانت صديقة للعائلة منذ قدومهم.
في الصباح، أعدت ليلى الطعام وانتظرت قليلاً وصول الجارة ليديا، ثم خرجت مسرعة لكي لا تتأخر على المحاضرة. لكن، تلقت التحذير الأول، والذي يمكن أن يؤدي إلى طردها من جميع كليات الطب إذا تكرر. بعد ذلك، ذهبت إلى الأستاذة ليزيا، التي تفهمت الأمر، واختارت فرانك لشرح ما فاتها من المحاضرات وتزويدها بالملخصات.
عندما سألت ليلى عن السبب، أجابت الأستاذة: "أعلم يا ليلى أن الاختلاط مع الأولاد ممنوع في دينكم، وأنا أحترم هذه المبادئ. لكن اختلاطك مع فرانك للضرورة وللدراسة فقط، باعتباره الشخص الأكثر اجتهاداً، والوحيد الذي يمكنه أن يشرح لك بطريقة تفهمينها. وأيضاً، هو الأكثر احتراماً لكم أنتم المسلمات المحجبات."
قالت ليلى: "حسناً، يا أستاذة. شكراً لك."
ثم أضافت الأستاذة ليزيا: "بعد انتهاء المحاضرة، ستتقابلون في المكتبة."
أجابت ليلى: "حسناً."
رن الجرس، فقال فرانك: "إن الأستاذة ليزيا تستحق جائزة لإقناعك."
ردت ليلى: "نعم، لديها حجج مقنعة جداً، وهذا يعكس سعة معرفتها. فرغم إلحادها، إلا أنها تمتلك معلومات عن بقية الديانات. فهي من أكثر الأساتذة تقرباً وتفهماً للطلاب."
قال فرانك: "فلنبدأ الآن بالمحاضرات."
أجابت ليلى: "نعم، سأشرحها لك، ثم أعطيك الملخصات لتراجعيها أو تتعمقي فيها. لا أستطيع شرح جميع المحاضرات في يوم واحد، لذلك إذا كان من الممكن أن أكمل الشرح على عدة أيام، سيكون ذلك أفضل."
ردت ليلى: "لا مشكلة عندي، إذا كان ذلك الأفضل."
بعد مرور ساعة، رن هاتف ليلى، تكررت الرنة، وعاد نفس الشعور الذي أعاد الزمن ليعيد نفسه، لتجيب ليلى: "ألو، مرحباً، من معي؟"
أجابت خالتها ليديا: "أنا خالتك ليديا، ابنتي، الحمى اشتدت على جدتك ونقلناها إلى المستشفى."
صدمت ليلى وعجزت عن الرد، فقد كان إحساسها صحيحًا ولم تستطع تكذيب الحقيقة. خرجت في صمت، وفي تلك الأجواء الباردة والأمطار التي اختلطت مع دموعها. لحقها فرانك مسرعاً يسأل عن سبب خروجها المفاجئ، وصدم من حالتها. فأجابته ليلى بأصوات متقطعة: "جدتي... جدتي دخلت المستشفى، يجب علي الذهاب إليها."
قال فرانك: "هيا، سأوصلك."
ردت ليلى بسرعة: "هيا، إنها في المستشفى القريب."
حاول فرانك الإسراع في الازدحام وفي نفس الوقت تهدئة ليلى قليلاً، التي كانت تردد جملة واحدة: "لا أريد خسارتها أيضاً." لم تكن واعية لما يحدث حولها، أو تسمع أي شيء.
عند وصولهما إلى المستشفى، دخلا مسرعين لرؤية الجدة، لكن سُمح بدخول شخص واحد فقط. دخلت ليلى تاركة فرانك ينتظرها أمام الباب. وفي تلك اللحظات، دخلت العمة، واغرورقت عيناها بالدموع عندما رأت فرانك، ثم ركضت لعناقه. توقف فرانك عن الحركة من شدة الصدمة.
احاول 🥹
أنت تقرأ
ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟
Historia Corta**في عالم عائلة تيركسون المثالية، حيث لا تُحصى الإنجازات، تدخل ليلى الساحة حاملةً حلمها المجهول. دون أن تدري أنها ستكون الجسر الذي يربط بين ماضي غامض وحاضر زائف، تبدأ ليلى في تقليب موازين العائلة وكشف أسرارهم المخبأة خلف ستائر الغموض.** ما الذي يكمن...