"وجوه في الضباب: أسرار من الماضي"

15 1 0
                                    






---

كان فرانك لا يزال في حالة صدمة، فهي المرة الأولى التي يرى فيها هذه المرأة، لكنه شعر بالخجل من أن يبعدها عنه حتى ابتعدت هي من تلقاء نفسها وقالت: 
"أنت تشبه أمك كثيرًا." 

أجاب فرانك بتعجب: "حقًا؟ هل تظنين ذلك؟ أنتِ أول شخص يقول لي هذا، فالكل يشبهني بأبي." 
قالت المرأة بابتسامة خافتة: "لا، أنت وكأنك نسخة من فيرلا." 
استغرب فرانك وسأل: "من فيرلا؟" 
"أمك، هل نسيت اسمها؟" 
ضحك فرانك وقال: "يبدو أنكِ أخطأتِ بيني وبين شخص آخر. فيرلا ليس اسم أمي." 
أكدت المرأة: "لا، أنت هو. أنا أعرف أمك جيدًا." 
فرانك اقترح بفكرة متهكمة: "حسنًا، إذًا تعالي معي إلى المنزل لنفاجئ أمي." 
صُدمت المرأة وردت بتوتر: "ماذا؟ هل هي في المنزل؟" 
أجاب فرانك: "نعم، أين يمكن أن تكون؟" 

عم الصمت المكان حتى قاطعه صوت فتح الباب، خرجت ليلى والفرحة تعلو وجهها بعدما تحسنت حالة جدتها. وعندما قابلت العمة سلمت عليها ببرود، ثم تم السماح لها بالدخول لرؤية الجدة. 

فسألها فرانك: "من أين تعرفين هذه المرأة؟" 
أجابت ليلى: "إنها عمتي." 
استغرب فرانك وقال: "عمتك؟" 
"ليس حرفيًا، إنها قصة طويلة، لكن لماذا السؤال؟" 
فرانك أوضح: "لأنها عندما رأتني عانقتني بطريقة غريبة وقالت إنها صديقة مقربة لأمي." 
ردت ليلى بتساؤل: "وما الغريب في ذلك؟" 
فرانك أجاب: "قالت إن أمي اسمها فيرلا، ولكن أمي اسمها ليزيا" 
فكرت ليلى قليلاً وقالت: "ربما أخطأت في الاسم، فلا يوجد تفسير آخر لهذا الأمر." 
لكن فرانك تابع: "إذن، كيف عرفتني وأنا لم أعرفها؟" 
ضحكت ليلى وقالت: "لا أظن أنك ستجد إجابة لأسئلتك أيها المحقق عندي." 
ابتسم فرانك قائلاً: "أضحكتني. إذن، يبدو أن جدتك بخير، فقد تغير حالك كثيرًا عن الحالة التي جئتِ بها." 
قالت ليلى: "نعم، الحمد لله، وشكرًا لك على مساعدتك لي وإيصالي." 
أجاب فرانك: "لا داعي للشكر، متى ستخرج جدتك؟" 
"غدًا، بعد إنهاء جميع الفحوصات، إذا كنت تريد الذهاب فلا مشكلة لدي." 
"يجب أن أوصلك إلى المنزل لأطمئن." 
قالت ليلى: "لكن سأبيت بجانب جدتي." 
رد فرانك: "حسنًا، سأذهب لأجلب الملخصات من السيارة وآتي بها." 
"حسنًا." 

بعد مرور ربع ساعة، عاد فرانك ومعه طعام وملخصات، أعطاها لليلى، ثم خرج. لحقته العمة وقالت: 
"انتظر قليلاً يا فرانك." 
"ماذا؟" 
"هل يمكنني الذهاب معك إلى المنزل؟" 
أجاب فرانك بتردد: "الآن؟ آسف أيتها العمة، يجب أن أشاور عائلتي، أعطني اسمك ورقم هاتفك لأتصل بك في الوقت المناسب." 
قالت المرأة: "حسنًا، اسمي هو فاطمة، لكن قُل لهم بيرلا." 
فرانك تعجب: "إذن أنتِ عربية ومسلمة؟" 
أجابت: "نعم ولا." 
قال فرانك بتفكير: "موضوع شبه مستحيل أن تقبل عائلتي، أو أن تكون أمي صديقة لعربية أو مسلمة، ليس احتقارًا، لكن نحن ملحدون." 
ابتسمت المرأة وقالت: "أنت قل لهم، وبعدها أخبرني." 
"حسنًا، وداعًا الآن." 

فرانك بقي ينظر إلى فاطمة وهي تغادر المكان بخطوات بطيئة، وشيء ما في داخله لم يستطع تفسيره. لم يكن حديثها منطقياً، لكنه شعر بأن هناك سرًا مخفيًا وراء كلماتها الغامضة.

عندما غابت فاطمة عن الأنظار، تردد صدى كلماتها في ذهنه: "فيرلا... كيف يمكن أن تعرف اسماً لم تسمعه أمي قط؟".

في تلك اللحظة، شعر بنسمة هواء باردة تمر بجانبه، كما لو أن شخصًا غير مرئي كان يمر بينهم، وترك وراءه شعورًا بالترقب والخوف من المجهول.

لقد بدأ يدرك أن ما اعتقده مجرد لقاء عابر ربما يكون بداية لشيء أكبر، شيء لم يتوقعه أبدًا.

بدأنا الآن في الجد
ما علاقة العمة بفرانك ؟
لازلت في بداياتي في الكتابة لذا دعمكم 🥹

ماذا لو سقطت الستارة عند تغيير الممثلين أقنعتهم ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن