اختلاف ٣٢

221 14 9
                                    


"ممكن بكرى تعزمى  عمى ماجد يفطر معانا"

إذا كنت تعتقد أن هؤلاء البشر يحيون و بداخلهم الكثير من العبثيات فأنت محق .
ولكن أليس للعبث نهاية ، حتى أحلام العصر يأتى عليك  وقت و تستيقظ منها فعقلك لا يستطيع أن يتعامل طوال الوقت و كأنه فى أحلام العصر ، طوال أربعة وعشرين ساعة فى اليوم لمدة سبعة أيام فى الاسبوع و بهذا الحال سنوات تتجاوز الأربعين كثير ....كثير جدا على بشرى واحد !
بعد ساعتين بالدقيقة ذهب زوجها للإطمئان أن ولده نائم و غاب ثم بعد وقت وجدته واقف على رأسها يطلب منها أن تقوم و تلبس بيجامة لأن ياسين سينام بجوارها و هو سينام على الأريكة ....
فتح كل انوار الغرفة بشكل مزعج حتى يوقظها ، أخذ مخدة صغيرة و غطاء و ضبط وضعه ثم قلب الدولاب على الأرض و اخرج البيجامة التى يريد ، ألبسها إياها تقريبا و هى نائمة و ما كان عقلها ليميز هل هذه يقظة ام منام حتى سمعت صوت ياسين
"بابا لو سمحت حضرتك ده ما ينفعش انا كبير"
ليرد الاخر محاولا إقناع ولده بينما يعبر على الملابس التى ألقاها على الأرض و هو يمثل ما يقول
"بص هى هتفرد دراعها و حط راسك عليها هتنام و الله من غير كوابيس ...جرب بس جرب ...انت فاكرنى مكمل معاها ليه و هى شبه علبة التونة ....ديه كويسة جدا لو منفعتش رجعها ....يا ابنى و الله حاجة وصاية ديه شغل المعلم لابنه "
هنا استيقظت رفعت رأسها تنظر له فتجاهل نظراتها و هو يدفع ابنه ليجلس بجوارها على السرير فأقترب الفتى من امه مستنجدا
"يا زينب ....خلصينى من الراجل ده ، قوليله عادى أنه يجيلى كابوس و الله ده فسيولوجيا طبيعى جدا فى دورة حياة البشر "
جلس طارق على الناحية الأخرى و جذب وجهها لتنظر له هو و بدأ يحكى
"لا ...لا ....بصى انا جيت جنبه و هو نايم .....كان بيعيط و هو نايم ....و عمال يقول اه ...اه ....كده ..."
جذب ياسين ذقنها له هو و قفز ليجلس على ركبته فوق السرير و دافع بحماس
"عادى ....قوليله عادى ....بيقولى مين عمل فيك ايه ....مين هيعمل فيا ايه يا ماما ....بيقول الولاد دول عملولك حاجة ....قولتله اه المستر فصلنى انا فى جروب و ادهم فى جروب تانى و انا عملت كل البروجيكت لوحدى و ادهم برضوا محدش فيهم عمل فيهم حاجة انا مرضتش اشتكى عشان هى و انا كنت فاكر شريف صحبى بس ادهم اشتكى الجروب بتاعه المستر قاله تستاهل و هتاخدوا كلكوا نفس الحاجة و هو سكت علشانى ...بيقولى لا عملوا ايه اكتر من كده"
نظرت  بطرف عينها فوجدت زوجها متحفز كصقر و فهمت لما جاء به إليها فى هذا الوقت .
طارق لا يصدق أن الكوابيس أمر عادى و الاحمرار بوجنتيه و هذا العرق الذى ينتفض على صدغه اكبر دليل على ما يحارب عقله حتى لا يصل إليه .
أدارت وجهها من تلقاء نفسها للمرة الأولى و مسدت على ظهره مرددة بزهق واضح
"روح يا حبيبى ....روح استغفر ربنا و نام وراك سفر مع المغرب .....هو ده إلى حصل و انا إلى قولتلهم مش مهم و اى مشروع تانى لو محدش اشترك معاكوا متعملوش حاجة و تبقى خربانه على الكل ....شغل عيال يا روقة "
نظر نظرة بعينها
"بجد"
فصدقت
"ده هو إلى هيعمل ...البس نضارتك"
انشرح وجهه جملة ، تغير من حال لحال تركهم و عبر الملابس الملقاه جثث على الأرض أغلق الانوار ، عاد إلى الأريكة  نام فوقها ، تدثر ثم تكلم بصوت هادىء

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن