تكريم ٢١

424 26 13
                                    


بعتذر عن تأخيرى فى النشر أنا الحمد لله بكتب بس فقدت الشغف فى النشر فهعتبره انجاز إنى افرجت عن ده

فى تمام السادسة صباحا 
أمام فيلا طارق العتمانى
كانت تجلس على مرتفع أمام الباب تودع صغيرتها لتذهب إلى المدرسة كما اعتادت و لم تلحظ أبدا السيارة على الجانب الأخر التى كان صاحبها يعانى أنتكاسة كبرى ....
ماذا قرر ؟
أنه سيدفنها مع الماضى
لا تكون له أو لغيره
تمكث بدارها تربى أولادها و تموت هكذا كان القرار بينه و بين ماجد و بين نفسه و قلبه و عقله .
لن يخسر طارق و ماجد و خالد و ياسين و ادهم و والده فى مرضه ليكسبها فهذا ليس بمكسب بل خسارة لكل الكون .

و كالعادة  لم يفى بعهده و كالعادة فشل فى البقاء على قلبه داخل صدره ....
طار قلبه معها و بدونها و الأمل يزرع فى قلبه من جديد ......

أيام معدودات يعدها باللحظة منتظرا اللحظة التى يطلقها فيها ......اللحظة التى تطلق لحمامته حرية الطير فى السماء .
ذهبت نور و خرج خلفها خالد الذى قبلته من خديه بقوة فعلق هو بصوت عال محدثا نفسه
"ابدا و الله ما تعرفش تعدى إكده لازمن تبوسه ....طول النهار تبوس فى العيلة طبع ده طبع ....طول اليوم تبوس فى خلج الله و لو الواحد جه باس ياكلوها ....يعمل إيا يعنى الواحد هى رايدة تتباس فببوسها "
ثم أخد ينشد و سيارته تنطلق

نظرة منه قلبى مال
عقلى جن احتمال
آه لو شفتوا الجمال
حلو ما أحلى صباهو
سهمو جو القلب قاطع
الجميل نوره ساطع
كأنه بدرا فى سماه

بعد وقت

فى الفصل
بجوار النافذة التى تطل مباشرة على الملعب قدم ياسين شهادة مرضية قديمة قدم الزمان بأنه مريض حساسية صدر و لا يستطيع الإشتراك فى حصص التربية البدنية .
و عندما سؤاله كيف حصل على هذا المظهر الجسدى الفتى كان إجابته ؟
السباحة فقط .
و ماذا فعل أدهم ؟
أرتدى كعب فى قدمه و ادعى ألتواء بالكاحل منذ بدأت الدراسة و لم يفتش أحد خلفه .
هما فقط الجالسان فى الفصل بجوار بعضهم و الشمس تغطى كبد السماء .
كل منهم لاه فى أفكاره فلا ياسين يذاكر ما ينبغى عليه مذاكرته و لا أدهم يستمع إلى ما يقرأ عليه بأذنه .
حتى جاء من ظهر يوما من العدم و غير حياتهم
أصغر ابناء عائلة عارف من الذكور .....
خالد ....
دخل إلى فصلهم يحمل حقيبته خلف ظهره ....ادار الكرسى التابع للمقعد الذى أمامهم و وضع كفه تحت ذقنه ثم هتف بصوت حزين
"انتوا ممكن تتطلقوا عادى و المحكمة تقسم املاكم بالنص و ياسين ياخد الأولاد "
نظر كلاهما له و لم يجيباه فأكمل
"كان لدى صديق تطلق أبويه و تنازل والده لوالده الأخر عن الرعاية .....هل يمكننا فى هذه الوضع اعتبار أن الأب الاول هو الأم .....
المعلمة كانت تقول إنه اسعد ابن لانه لديه ابوان و هما يعوضانه عن أمه فأخبرتها أنا أننى من المفترض أن اكون اسعد منه لأن لدى ثلاث أباء ولكنهم سبب تعاستى و لم يعوضونى ابدا عن أمى ...عندما كنت صغيرا كنت اظن ان أمى متزوجة منكم جميعا و انكم فى الحقيقة سبب تعاستى "
حك ادهم رأسه قليلا ليفهم
"هل انت السبب فى ان المعلمة اتصلت لتسأل عن الديانة التى نتبعها "
ضربه ياسين على كتفه و هو يكتم ضحكه
"حظها العاثر اسقطها بطارق الذى أكد لها المعلومة و اخبرها اننا ننتمى لديانة تتزوج فيها المرأة اربعة و لديها مقعد شاغل "
رد ادهم بكآبة على عكس ياسين
"والدك له تصرفات كانت كفيلة بإثبات أنه مختل "
ضربه خالد على ساقه بطرف حذاءه فتألم أدهم دون أن يبدى ردة فعل حقيقة و من علق ياسين
"احذر لغتك أدهم .....احذر ....لقد كانت معلمة غبية و هذه مزحة "
هز رأسه بعدم تقبل
"ليست مزحة .....هى مزحة فى مجتمعه من أين أتى هو يمكن ان تعتبر هذه مزحة ولكن فى ذلك المجتمع كان يمكن للامر ان يأخذ منحنا أخر .....تلقى به أمك فى السجن بتهمة الأعتداء على قصر "
اوقفه ياسين
"انتهى ادم موقف و انتهى .....لا يجب عليك طوال الوقت استرجاع مثل هذه المواقف و البدء أما بمحاسبة نفسك أو محاسبة والدك ..توقف أدهم .....توقف قبل أن يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك و انت تتحامل على الجميع و أولهم نفسك"
تدخل خالد و هو ينزل حقيبته من ظهره يضعها على فخذه بعامية
"وقت محاسبة النفس انتهى .....انت الآن على نظام دلع النفس "
قالها و فاحت مجموعة روائح تعيد الروح الضائعة إلى مسارها الصحيح ....
تنعش النفس و تروى القلب ......
و هذا ليس تصويرا كلاميا بل حقيقة حرفيه
فخالد وضع أمامهم علبة كبيرة جدا و علبتين صغيرتين ثم قدمهم بطريقة مسريحة
"المكرونة بالشاميل بتاعت امبارح ....ياسين قال كان ناقصها اكسترا تشيز ....حطيتهم عليها و دخلتها الميكروف و طلعت شايف ازاى رائعة"
كشف علبة اخرى
"ستيك ....طالما فيه مكرونة يبقى فيه استيك و اكيد فى مخلالات الخالة سلامة المتحرشة ...المعالق ....السكينة ...ايه مالكم ساكتين ليه "
يبدو أن الأشارة انقطعت عن رأس التواءم اللذان بحلقا بشدة فى بعضهم ثم هرب ياسين من انظار أدهم و سقط فى تلك المعزوفة الفنية البطنية الرائعة ....سقط فكه و لم ينتظر أكثر و هو يحمل معلقته و يسقط فى الحب إراديا و غير إرادى إلى قاع العلبة ....
تناول اللقطعة و خرج من تأوها و ساقيه تراقصا من الفرحة ......
قطم بعدها قطعة اللحم و انهى اللحن بقطعة مخلل كادت مشاعره بعدها أن تتحطم فتحطم ادهم و قلده هو الأخر .
ابتسم خالد عندما وجد أن كليهما يتباريان فى الأكل و تسابق هو معهم .
ليست خطته من الأساس ولكن عندما لم يأكلوا بالأمس و جلس كل منهم على السفرة يتطلع إلى طبقة واضعا به ألف حجة فياسين ادعى انها ينقصها الجبنة و أدهم قال إنه يريد لحم بجوارها ....ايقظته أمه عند الواحدة ليلا ليستلم طلبية جاءت بها فيها طبقين بهم شرائح اللحم و الجبن التى طلبها ياسين .
و فى الصباح أعطته حقيبتان وضعت هذه بحقيبته الكبرى و حقيبة صغرى بها ادواته لأنه يحتفظ بجل كتبه فى فصله .
فرح لنجاح خطة أمه فالعلبة الكبيرة كادت ان تنتهى فى وقت قياسى و اللحم انتهى و المخلالات لم يبقى منها شىء و شربوا زجاجة مياه كاملة .....
عندما لم يتبقى أى شىء فى العلب جمعهم خالد فيما نظف ياسين الطاولة و مال يطبع قبله على خد خالد و قال بحرارة
"انت أحلى حاجة فى العيلة ديه "
وافق ادهم بطرف المعلقة
"ديه حقيقة .....ديه حقيقة ....أنا بحبك .....امتى زينب عملت ده"
رد خالد
"منامتش أصلا ....عملت ده و عملت أكل طارق لانه اكل التيم بتاعه كله من الأكل الى جابه السواق و اتصل بماما قالها الأكل خلص عايز تانى "
حمد الله أنه لم يقل ما قال قبل أن يأكلوا لأن ادهم امسك بالمنديل مسح فمه ، اعتدل بجلسته ثم شرد بعيدا فيما رد ياسين بعد ان ذهب مرحة
"ليه بيعمل كده بجد ....ايه وجه الاستفادة "
ضرب ادهم ياسين على كتفه و أجاب
"و لا حاجة ....مجرد رغبة فى الانتقام "
اغلق خالد الحقيبة و اعترض
"انتوا بتكبروا الحكاية أوى .....الأكل حلو و عزم عليه لصحابه ....لولا اصلا الحافظة الى فيها الأكل و العلب ديه انتوا مكنتوش هتلاقوا الشنطة نفسها كانوا هياكلوها فى فصلى و السواق اخد الأكل المكتب مش الزمالك طبيعى ده يحصل "

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن