اوهام ١١ الجزء الثانى

280 25 3
                                    

ارتبكت الحياة
مسجون بداخل عقله يضرب على القضبان ، يحاول أن يتخلص منها ، يصرخ و لا يسمعه أحد ......يبكى دون أن يراه أحد ....دون أن يمسح أحد دمعه .....دون أن يجد من ينجده.

تعب الصراخ من النداء عليها بلا إنقطاع ....من تجاهلها المستمر له ......تعب من رغبتها فى الفرار .....تضحك مع الجميع و معه تصمت أو تصرخ أو تبكى ........
قال العتمانى
"ده حتى حسن ندمان أنه مخدهاش "
و أخواتها يريدون تطليقها ........
يغعل كل ما يقدر عليه ليذكرها بأن هؤلاء لم يرغبوا فيها ......ليذكرها بأنه كانت منبوذة لم يحبها أحد فلا تتذكر لهم شىء و تكره هو و كأنه هو من قال ،هو من فعل .
لا يسير شىء على هواه .......
محمود اعطاها مال لا يعرفه .....
مال استطاعت منه شراء سلسال غالى جدا ، اشترته مجاملة للرجل
"الى خيره عليها ....الى كاسيها دهب "
كم أوجعته هذه الكلمات .......كيف ضغطت على رجولته و كبرياءه و تصديقها للكلام اصابه بمقتل .
استدار يواجهها .....نائمة على جنبها ......نفسها هادىء و ملامحها مطمئنة ...
لم يصدق أنه فعل ذلك ........لم يصدق أنه تناول منشط جنسى شعر بأنه كاد أن يفتك بصدره .
كان بمؤتمر مؤخرا و اجتماع خاص ذكره اسمه أحد رجال الأعمال كمزحة و عندما سأله أخر عن كفاءته مدحه الرجل بشدة .
لا يعرف من أين أتته الشجاعة ليدخل الصيدلية و يسأل عنه .......كانت هذه هى اللحظة الأكثر إحراجا و ليكن اكثر صدقا مع نفسه ، كانت هذه هى اللحظة التى كاد هذا الدواء أن يوقف قلبه بها.
لو عرف والده لقتله ، ليس الأمر اختياريا .....سيفصل رأسه على جسده .....يعلم أنه ليس بحاجه له ولكنها هى من دفعته إلى هذا الشىء ....نظرتها تلك و كأنه لا شىء ....لا شىء يعجبها أو يؤثر فيها ......لا شىء يرضى هذا الغرور ، تنظر إليه و كأنه منتهى بالنسبة لها، ورقة محروق .....محروق !
ابتسم و مال يقبلها ....قبله فاخرى و أخذه التيار بعيدا
" زوزو ....حبيبى الى زعلان منى و عايز يسبنى ...اموت و الله ....والله أموت"
انتقلت شفتيه على جلدها يرجو سماحا على طريقته ....أصدرت تأوها و بصوت نعس أنت
"نايم...نايم"
ضحك ضحكة عالية و مرر يده على ظهرها حين وصل إلى نهايته ضغط عليه بأصابعه بقوة ...ألصق شفتيه بأذنها
"كالى عندها هنا وشم "
ارادها أن تستيقظ ......استيقظت
فتحت عينها على أخرهم و بين شك و يقين قالت
"فين "
فضغط بأصابعه مرة أخرى و قال ضاحكا
"هنا .....واشمة بحبك بالصينى "
لطمت على جبينها و اعتدلت جالسة فجلس أمامها بنفس الوجه الضاحك فيما فصرخت هى
"انت وصلت هناك ازاى .....كنت بتعمل معاها ايه .....هو انت غايب بقالك اسبوع بتعمل ايه"
رد ببراءه شديدة كحمل وديع بعد أن وضع رأسه عليها
"لا ....لبسها عادى ....هو لبسها كده "
شدت شعره كادت أن تنزع فروة رأسه فصرخ من ألالم و حاول إبعادها و لم يفلح فمد ذراعيه جذبها من خصرها فلكمته فى بطنه ثم دفعته فسقط من السرير للأرض جالسا و هو لا يتوقف عن الضحك .
وقفت على ركبتيها و اشارت للباب
"اطلع برة .....امشى اطلع بره .....روح للهانم الى كنت فى حضنها "
توقف عن الضحك .....اعتدل واقفا و تحرك فى إتجاهها .....ضرب رأسه برأسها .....دفعها من كتفيها فسقطت على ظهرها ثم وطئها كرجل .

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن