عيد ميلاد ٣٣

190 12 11
                                    


المكان فيلا ماجد العتمانى ب*****
الزمان السادسة صباحا

يقف بداخل كبينة الاستحمام الملحقة بغرفته والماء يندفع إليه من كل إتجاه ، مغمض العينين جسده يقف ساكنا و عقله ساحبا فى عالم أخر .
كانت ليلة الأمس جميلة ، رائقة ....أعاد جونثن إلى فراش الزوجية و المرة الأولى له التى يلمس فيها امرأة بعد أن سافرت بيانكى التى عملت كسكرتيرة له لمدة تزيد عن خمس سنوات.

فى الواقع شيئا ما بداخلها تغير بعد أن حقنت الأنسلوين فى محلول زينب بالمشفى ، الفتاة صاحبة وشم الإيمو على عنقها الأبيض ، لم تعد تقدر على النوم بسبب السمراء التى تطاردها فى أحلامها ، أخبرته أنها قامت بفعل الكثير و الكثير من الممنوع ولكن هذه المرة الأولى التى تطاردها ضحية لها، أخبرته أنها تعاطفت معه بشدة لأنه و بالتأكيد لم ينساها بسبب مطاردتها له .

صوت لم يخرج حتى من حلقة أحتبس بداخله كان ردة فعله ، طلبت منه بيانكى أن يطلقها و لم يكن يعرف أن شىء مثل " أنتى طالق " يختلف معها فى أى شىء فهو تزوجها بورقة زواج عرفى مضى عليها أثنان من الحرس الخاص به و هى من الأصل لم تهتم بهذه الورقة ولكنه أخبرها أن هذه الورقة مهمة له .

حول لها مبلغا كبيرا من المال و فى الصباح وجدها غادرت وفى رسالة أبلغته أنها قررت العيش فى سهول سيبيريا لأنها لم تقدر يوما على أحتمال حرارة الشرق الأوسط و الشمس التى تطلع كل يوم لا تستطيع شبكية عينها أحتمالها .

تذكرها ....السمراء التى تلعن كل من يأذيها !
نسى أن يسألها .....هل أحببتها ؟
أم أن حبها هو لعنة فقط على ابناء عارف .
السمراء لعنة على نسل عارف بأكمله ......
يتذكر جملة محمود الشهيرة
"اسوء ما فى زينب أنها محرمة "
محرمة .....لا يعرف كيف ولكنها محرمة !
كان هناك فترة بحياته يظن أن هذه الفتاة ستبقى فى بيتهم هكذا دون زواج ، لا تكبر ولا تشيب ولا تموت ، كانت تطارده فكرة أن زينب ستحيا كما و صندوق جدته الخشبى إلى الأبد .
يمر عليها نسل عارف جيلا يتبعه جيل فيهيمون بها .... يتشاجرون لأجلها ....يتخاصمون و يتصالحون على حسها ...يلمسونها ، يقتربون منها الأقتراب الحميمى لرجل و امرأة تتعرى أمامهم كتفاحة محرمة لا تأخذ منها سوى قطمة واحدة تلعن بعدها للأبد .

لا يعرف حتى الآن كيف فعلها طارق ، كيف وصل معها إلى هذا الحد ؟
ضحك عندما تذكر حسن و هو يسأل الطبيب عن " البنية التى كسرت له زجاج السيارة " و عندما صحح له مذكرا إياه بكلمته "العجوز المتصابية "
أجاب حسن بالإجابة الأكثر جنونا فى العالم
" ما المانع أن تكون العجوز المتصابية بكر "
شعر عند هذه المرحلة أنه لا يجب أن يتحدث إلى حسن فعندما يصل إلى مرحلة أن امرأة متزوجة لديها أربعة ابناء بكر لا يجب أن تتحدث إليه .

حاول حسن أن يشرح ، أن طارق هذا ليس من الأصل رجلا .
و إن كان يظن حسن فى هذه المرحلة أن ما يقوله يعد شرحا فهو أصبح من وجه نظر ماجد معتوه رسمى لا ينقصه سوى أن يركبوه صغار القرية على الحمار بالعكس و يدورا به فى بلدتهم زاعقين
" حجر مبروم فى بلاد الروم يزعج ويجول صالحوه "

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن