تُذكر أول مرة شوفتك فيها

77 2 0
                                    

"شركة U Flights "

كان جالساً يحتسي قهوته المعتادة في هذا الوقت من اليوم بعد أن انهى عدة اجتماعات ولقاءات روتينية يستمع للموسيقى ويطالع النافذة التي تطل على منظر الخضار الذي أصبح يريح عقله وقلبه ولا يشوش أفكاره. الآن في هذا الوقت من اليوم يكون لنفسه فقط لا يملكه أحد سواه لا أهله ولا عمله ولا مسئولياته الكثيرة ، يعانق وحدته السائدة منذ سنوات ولا يحاول التحايل عليها أو رفضها فقد أخذ شوطاً كبيراً في العلاج النفسي لتخطي أزمة الثقة التي أصيب بها بعدما وقع في الماضي من مصائب وقد تألم كثيراً في رحلة العلاج وتعلم فيها الكثير عن تقبله لذاته وألمه ووحدته واحتياجاته البشرية دون الشعور بأنه قليل أو منقوص لما تعرض له من خيانة من زوجته السابقة...
لن نقول أن علاقته بعلي كانت تدمرت ولكنها تأثرت كثيراً فقد تألم وفقد الكثير من أُلفته مع شقيقه الوحيد لكن دون عَمد منه فهو يحبه ولا يطيق أن يُصيبه أي أذي لكنه لم يستطع معاملته بشكلٍ طبيعي بعدما حدث وقد احتاج منه ذلك لمجهود وعلاج وتحليل من طبيبه النفسي لكي يتقبل أنه وشقيقه ضحايا لعبة من نور ولم يكن لشقيقه ذنب حقيقي كي يغضب منه أو عليه..
وهو جالساً على مكتبه يُطالع صور عائلته على الحائط فقد مُلئ المكتب بصور له مع شقيقه ومع عمر وساندي وابنهم وكذلك صوره مع رامي ودينا وصوره مع ياسمين وزوجها وصوره مع والدته وخالته المرحومة وخالاه طه وغالي المختار تلك العائلة الكبيرة التي حظى بشرف الانتساب لها وشرف البنوة لها وصورة والده الغالي يونس القادر ....
أدهم الآن مع الذكريات ......
وعندما كان هو سارحاً في ذكرياته بآلامها وحلوها ومُرها سمع اصوات خارج مكتبه تبدو شِجاراً وهذا أمر غريب على هذا المكان الملئ بالعاملين كخلية النحل ؛ فمنذ أن أنشئ أدهم هذه الشركة بالتعاون مع الشركة الألمانية وُضع نظام صارم للعمل والعاملين ضَمن نجاح  المؤسسة ونجاح صاحباها يوسف وأدهم وأصبحت من أشهر شركات الطيران بمصر....

أدهم في جهازه : أيه اللي بيحصل عندك يا مروة ؟

مروة : مفيش يا أدهم بيه !! فريدة هانم مصممة تدخل وتقابل حضرتك رغم أني بلغتها ان حضرتك في وقت الراحة ....

أدهم بتفهم : تمام خليها تدخل يا مروة .....

هذا الجزء مرتبط برواية الفريدة
لذا من لم يقرأ الفريدة
لن يعرف مصير الأدهم

عائلة القادر ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن