الـجـزء ... الـثـانـي عـشـر

12 2 0
                                    

الـجـزء ... الـثـانـي عـشـر

وَاذْكُـرْ رَبَّـكَ إِذَا نَـسِـيـتَ

قبل عشر سنوات...
كانت تجلسُ على أحد مقاعد الانتظار تنتظرُ الأطباء أن يطمئنوها على ابنها ذو 10 سنوات الذي كان تحت الخطر بسبب حادث حدث له ! كانت ترى الأطباء يدخلون ويخرجون ولكن لا تعلم ما الذي يجري كانت تدعي الله من أعماق قلبها بـ أن يرد الله لها ابنها سليمًا معافيًا على قيد الحياة ولكن  اقتضت حكمت الله غير ذلك ... اخذت تسمع صوت صفير الجهاز و ازداد دخول الأطباء وعدم خروجهم ! استقامت تتجه نحو الباب و تدخله و رأت ابنها يحتضر ... وكان جميعُ الأطباء حوله يحاولون انعاشه ولكن ! ليس هناك جدوى فقد احتضن الله روحه وأخذ أمانته بقيت تحت صدمتها تنهد الأطباء بـ تعب وهم ينظرون لـ جسد الطفل الذي يحتضنه السرير كان هزيل الجسم و البنيه وكانت هناك علامات ضرب و جروح في كل جسمه رفع أحد الأطباء رأسه نحو السماء كي لا تسقط دموعه واحتضنت إحدى الممرضات وجهها وهيه تبكي التفت أحدهم إلى تلك المرأة التي ترتدي عباءه سوداء وتضع على رأسها شال مردود على كتفيها لا يغطي شيء من شعرها تبدو في منتصف ثلاثينات أو على مشارفها كانت تنظرُ بـ عيون ممتلئة بـ دموعها التي تجعل بؤبؤها يهتز من المنظر الذي امهامها قام بـ تقدم لها و أردف : سموحه منش أنتِ تقربين لذا طفل شي ؟!
اردفت بـ صوت مرتجف من الغصة التي في جوفها : ايوا ، أنا امه ...
استغرب طبيب منها كان متوقع أن تكون أخته ، عمته ، إيًا من ذالك ولكن أمهُ !
أردف هوه الآخر : اعتذر منش واجد لاكن بذلنا كل جهدنا بـ محاوله انقاذه بس رب العالمين شاء ولا اعتراض على حكمه و أردف في نهايه حديثه ، عظم الله اجرش في ولدش" تـركـي " ،.
وفي هذه الأثناء بدأ الاطباء بـ الخروج بعد الإنتباه لـ وجودها واحد تلو الآخر ولم يبقى سوى هيه و دكتور " إيهاب " قامت بـ الانسحاب تدريجيًا من أمامه و توجه نحو السرير الذي يوجد به طفلها وجلست على طرفه و قامت بـ ابعاد الغطاء عن وجهه و اخذت تلعبُ بـ شعره ... كانت تحاول الا تنزل دمعها ولكنها اغلقتها كي لا تفيض فـ امطرت وكانت تقول له : آسفه سامحني سويت يلي بمقدوري ! تكفى ارجع لي لا تتركني ! .... كانت منهارة محتاجة لـ شخص يطبطبُ عليها يمسحُ على. رأسها بـ حنان لكنها لم تجد أحد كانت لوحدها مع جثت طفلًا هامدة لا حياة فيها و طبيب غريب يشهدُ على انهيارها عن بعد ... كانت تحتضنُ كفيه و تقبلهم بـ حرقه كانت تتحسسُ جسده الهزيل ودموعها تتحسسه قبلها ! كانت منهارة بشكلًا جنوني ! وكيف لا تنهار وهذا ابنها ! لمعت عيون ذالك الطبيب الذي يشاهدها قام بـ الانسحاب لـ أنه لم يستطع !

وعندما خرج قام بـ الاستناد على الحائط و الجلوس وأخذ يمسحُ دموعه فـ الذي شهده لا يتحمله ايُ قلب بشري دون أن يدمي وتفيض عيناه !
و أخذته أقدامه تسحبه نحو الكافتيريا قام بـ اخذ زجاجة ماء له أخرى لها لا ينكرُ أن قلبه أدمى من منظرها والذي أدمى قلبه أكثر انه لا يوجد احد حتى يمسح على جرحها بـ كلمة واحده او حتى أن يطبطب عليه .
.
.
وبعد مدة قام بـ طرق الباب في الغرفه التي تتواجد بها وقام بـ دخول وجدها تدفن وجهها بين كتفه و عنقه تستنشقه عبيره الأشبه لـ رائحة المسك !
قام بـ تحمحم و أردف بـ صوت جهوري : يا ام تـركي ، هاذي موية خذي اشربي ... وارحمي عيونش لأن ما بفيدش البكي بـ شيء ! واقول يا ام تـركيلو كان خير له لـ رب العالمين بقاه ولكن رب العالمين ارحم مني ومنش واعلم بعباده يمكن رحمه من الحين وريحه من المعاناة يلي بتصير له بعيدين لا تلومين نفسش الله ياجرش .
نـوره بـ صوت مبحوح : وكيف ما احمل نفسي ذنب وكل ذا نتيجة اختياري الغلط كان ممكن يكنون احسن بس .... لم تكمل بسبب غصتها التي لم تستطع بلعها وأخذت تبكي ... استغرب الطبيب جدًا واردف في نفسه: معقوله تكون تقصد زوجها ! ، طيب وينه ما اشوفه له كم بالعمليات فوق 9 ساعات ! كانت هي لوحدها موجودة وهي يلي جابته على ما اتوقع ... كان يريدُ طرح الأسئلة ولكن قدم فـيـصـل في هذه لحظة ...

فـرقـتـك عـزت علـيا صرت بيّن أهلي غريب أرجعي وامحي ضـلـالـي نـوري حياتي فيكِ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن