رمشت بأهدابى السوداء الكثيفة بدهشة وكأن أحدهم سبني الان ولو فعل ما كنت الأن كصنمًا متحجرًا امام السيد عضلات هذا!لقد سمعت جيدًا هو طلب منى انا الزواج؟!
لما اشعر الان ان حرارة الجو فاقت الخمسين وبات تحملى لملابسى يخنقنى واريد ان اغطس في دلو من الثلج لعله يُطفأ نار الاحراج تلك!
افقت من جحوظ عينى وغليان دمائى هذا على صوته الهادئ وطرقعة اصابعه امام وجهى قائلًا بجدية: دكتوره بتول قولتى ايه؟
بللت شفتى ونظفت حلقى وتحدثت بصوت جاهدت ان يكون مسموعًا: هو الرأى الاول والاخير لبابا فسبلى فرصه اكلمه واعرفه طلب حضرتك.
ارتدى نظارته الشمسية التى كانت تستند على جبهته قائلًا: تمام انا عاوز اقبله في العيادة يوم الخميس الجاي ان شاء الله اللي هو بعد بكره لو مفيش مانع.
هززت راسي بالموافقة وأجبت باقتضاب حتى اتمكن من الهرب من امامه: اه طبعًا ان شاء الله.
ثم فررت من أمامه واخذت فى الهرولة بسرعة وقد نسيت اننى احتاج سيارة اجرى حتى اعود الى المشرحة وأكمل عملى واخترت ان اسير بسرعة قبل ان ينطق باى كلمه اخرى امامى.
ولكن لا يمكننى وصف مشاعرى جيدًا فقد كانت خليط غير متجانس قوامه من المشاعر المتضاربة، فبالرغم من اننى شخصيه هادئة ومتزنه بعض الشئ الا اننى لم اشعر بتوتر كالذى مثل الان الان.
بحياتى لم اضع طموح او مواصفات معينه للرجل الذي سوف اتزوجه ولم افكر في الامر بجدية فقط حياتي كلها دراسة وعمل وفكرة ان يقتحم احدهم حياتى ومشاعرى فكره جديده لم تخطر ببالى أبدًا، ولكن معتز بالنسبة لي شخصية غامضة فانا لم اتحدث معه سوى مرتين وفى الثالثة يطلب يدى للزواج، ومهنته تلك اعنى ضابط شرطة أى ألتزام وجدية في كل شيء ولا مجال للخطأ عنده.
فقط اصل الى البيت وانهى عملى واتحدث مع ابى!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وفى مكان جديد تمامًا نزوره ونزور اهله للمرة الأولى، ألا وهو منزل معتز وامه الساحرة الشريرة وملكة الشر والغضب والحقد والبعد الثالث من الخبث والخبائث!
دخل معتز منزله قرب العصر وقد كان يسكن في حى اغلب سكانه من ضباط ولواءات الشرطة برتب مختلفه وقد كان والد معتز لواء شرطه سابق لكنه امانته قد استردها الرحمن وفى تعداد الموتى الان.
قد كانت أم معتز والمدعوه بأمل_ وهى تبعد كل البعد عن الأمل،قد كانت قتلها الله امرأة بدينة خفيفة الشعر وبالرغم من انها تملك عينين عسليه لكن تقطران سمًا وخبثًا _ تجلس على الاريكة ذات لون النبيذ والمساند الذهبية وفوق راسها صورة كبيرة مُعلقة على الحائط لوالد معتز بزي الشرطة وعلى يمينها ابنتها وصديقتى واختى الكُبرى ميرڤت قد كانت تمسك بطبق به اعواد البازلاء الخضراء تُخرج منها حبات البازلاء وقد كانت فتاه هادئة الملامح ذات وجه قوقازى مشرب بحمره خفيفة وشعرها فاتح اللون بعض الشيء وعينيها ضيقة قليلًا وقد تحصلت على شهادة الدبلوم الصناعى فى قسم الملابس واكتفت بها او بمعنى ادق اجبرتها أمل تلك على الاكتفاء بها وعلى يسارها ريم وهى ابنت اختها الوحيدة والراحله وقد رحلت هي وزوجها اثناء حادث سير ولم ينجبوا سوى ريم التى تكفلت بها ام الشرور تلك وقد كانت ريم صغيره فى الثامنة عشر من عمرها فقط تحصلت على الشهادة الاعداديه وهى بالنسبة لمعتز من جيل اخر وقد كان في الثلاثين ذلك الوقت وقد كانت قصيرة القامة طويلة الشعر سمراء البشرة وقد كانت ذات عقل جميل ومتفتح لكن خاضع بين يدى امل وهذا ما تريده ان تكون ريم وميرڤت خاضعتين لها بمستوى تعليمى اقل منها فقط قد مُحيت اميتهن.
أنت تقرأ
قلب معتم ||The dark heart
Fantasyمواعيد النشر الخميس كل اسبوع لا اعلم ما هى الحقيقة حقًا؟ لكن كل ما أعرفه هو اننى لست امرأة عادية كاللواتى تقرأن عنهن. فلا أنا تلك الرقيقة ولا هذه الفقيرة ولا انا هذه التى تغفر في كسر للثانية لمن حطم وبعثر كرامتها فقط لانها تحبه، ولا انا تلك الضعيفة...