عدت الى بيت ابي كما عدت الى الواقع وقلبي معلق بالماضي، لا يسعني ان اصدق ان بعد كل تلك السنوات التي قاسيت بقا عذاب الحسرة وطالتني سياط ألسنة الناس والعامة والاقارب بالشماتة او الشفقة من ما ألت حالتي إليه يعود معتز بتلك البساطة.
ويمشي ويتصرف بحرية وكأنه ملاك مُنزل من السماء لم يطلق ويحطم حياة ريم ويلقي بإبنه ويعلق حياتي وأحلامي لأجل غير مسمى او معلوم وكيف لا يعاقبه او يوبخه احد وهو رجل وانا إمرأة اي لا يعيبه شيء كما يدعون ام ان أخطأت انا وبدر مني كل ما هو منافي قد قام به هو لكانت قامة ساعتي الان والمرأة في مجتمع عقيم يعيبها كل شيء!
ولكن لماذا احمل هم فوق همي غدًا ان شاء الله سوف اذهب إلى وكيل النيابة لاقدم اعتذار رسمي عن تلك القضيه وينتهي هذا الكابوس وارفع دعوا طلاق وينتهي الامر.
مهلًا لحظه انا اعرف انها احلام وردية ولن تنتهي القصة بتلك البساطة ولن تكون النهاية سعيده ولكني أُمني نفسي عل الامر ينتهي بسلام وسلاسه.
قبحك الله يا معتز وقبح ما جئت به وقبح فعلتك سيطرت على حياتي والان تفكيري كيف لي سبيل بالخلاص والمناص منك؟!
ولكن قطع شرودي وانهماكي في تفكيري بما سيجري مُستقبلًا صوت طرق الباب وقد اعتدلت من اضجاعي وازلت تلك الوسادة عن راسي لاسمح للطارق بالدخول وقد كان ابي وامي ونادرًا ما يحدث ذلك ان يتفق ابي وامي على شئ ولكني دائمًا ادعي عدم المعرفة!
توسطت السرير واعدت خصلات شعري المشعشة حلف اذني ليجلس ابي على يساري وامي على يميني وقد ابتسمت بفتور لتتسلل اصابع يده الخشنه الى وجنتي يمسح بقايا دموعي بحنان وامي تربت على ظهري قائله : مالك يا بتول زعلانه ليه ؟
بللت شفتاي ونظفت حلقي واخذت اقلب بصري بينهم لاتنهد قائله: معتز رجع وهو اللي ماسك القضية الجديدة قصادي، حاولت ارفض التشريح او ابدل مع اي دكتور وكيل النيابة طلب بدل وملقتش بس بكره ان شاء الله هقدم على اعتراض وغير كده عملية عيني قربت باذن الله محلوله متقلقوش .
نظر ابي للارض يفكر وهو يداعب لحيته بشرود ثم عاد ونظر الي من خلف نظاراته الطبيه قائلًا : طيب لو طلب يشوف مروان هتعملي ايه ؟! متنسيش هو ابوه .
حركت قدماي هي الهواء كاني اركب ارجوحه حتى اخفي توتري قائله : وانا مش امه اللي خلفته يعني مهما حاولت مش هعرف امنه لو اعرف كنت اطلقت من زمان
ربت ابي على ظهري بحنان قائلًا وهو يواسي المي: متزعليش لعله خير هو جه برجليه وان شاء الله هتقدري تطلقي وانا مش هسيبه قفضل وراه ومش هسيبه الا لما اجيب حقك منه ومروان هيفضل معاكي ان شاء الله .
رفعت اهدابي ومقلتاي الى رب السماء بامل وانا ادعوا بعدم زول نعمة مروان من حياتي، فمن لي غير الله سواه يديم النعم ويزيل الهموم ويرفع الهمم، فلا اتخيل ان حياتي في يوماً من الايام من دون صوت مروان ومرحه وبكاءه وعراكه ورائحته ودلاله.
أنت تقرأ
قلب معتم ||The dark heart
Fantasyمواعيد النشر الخميس كل اسبوع لا اعلم ما هى الحقيقة حقًا؟ لكن كل ما أعرفه هو اننى لست امرأة عادية كاللواتى تقرأن عنهن. فلا أنا تلك الرقيقة ولا هذه الفقيرة ولا انا هذه التى تغفر في كسر للثانية لمن حطم وبعثر كرامتها فقط لانها تحبه، ولا انا تلك الضعيفة...
