البارت 18 (طلب صعب)

338 2 3
                                    

وقف غاضبا حتى إستمع صوت إرتطام الكرسي خلفه وعيونه لا تبشر بالخير يصوبها نحو تلك المسكينة التي إقتربت من "يمنى" كأنها تحتمي بها وقد إلتمعت عينيها بخوف لم يكن ل "طيف" أن تتفوه بمثل تلك الأكاذيب ولكن ستسايرها لترى هل فعلا يستحق تلك المشاعر التي تكنها له

الكل كان ينظر له واقفا أمامهم كأنه سيشن الحرب عليهم بعد قليل، شعر بضيق يجتاح صدره ، إحساس لم يشعر به قط في حياته كأنه سيختنق كأن الهواء لا يعرف مكانا في داخله، ما قالته تلك المجنون كاد يصيبه بالجنون ، سيفقدها ستذهب لشخص أخر غيره   لقد صدق صديقه ففي هذه اللحظة تأكد أنه يحبها لا بل يعشقها ليس هناك مفهوم أخر لما يشعر به سوى أنه يكاد يجن لو فكرت حتى في عقلها أن توافق على تلك الخطوبة

تمعن "يحيى" النظر في شقيقه وهاهو الآن يتأكد مليون في المئة أنه يكن لتلك الفتاة مشاعر فقد كان دائما ما يلاحظ نظراته لها وكيف كان يشعر بالإرتباك كلما كانت هي معهم ، وهذا الموقف أثبت فعلا أن ما شعر به صحيح، شقيقه "سعد" يحب هذه الفتاة

أما صاحبة الكارثة إبتسمت بخبث فهاهي تتأكد شكوكها هي وخالتها، هذا المتعجرف يحب صديقتها وهو يأبى أن يعترف ولكنها خلفه حتى يرمي كل ما في صدره ، تراه غاضبا لازال واقفا أمامهم وعينيه مصوبة ناحية تلك المسكينة التي غمزت لها هي و "يمنى" ألا يتفوها بحرف واحد وأنها ستتكلف بكل شيء

و "يمنى" لم تقل على "طيف" بشيء فهي أيضا كانت فضولية حول مشاعر "سعد" لأنها وببساطة لا تريد أن تحزن صديقتها وتتبع شخص لا يكن لها شيء ولكن ما ترى أمامها الآن ينقاض الأمر تماما هذا المجنون أمامها يكاد يقلب الطاولة على رؤسهم

"فيك إيه يا سعد...؟"

كان هذا صوت "عيسى" الذي لم يفهم أي شيء من تصرف "سعد" فهو كان يشرب عصيره حتى رمت عليه "طيف" الكلام و إستمع حينها إلى صوت الكرسي،

"في مشكلة في الجامعة ولا إيه ...؟"

نطقت بها "مكة" هي الأخرى التي لم تفهم ما يحدث هي الأخرى فهي لم ترى يوما "سعد" بمثل هذه الحالة ، فقد تغير لون جلده كليا وتحول إلى أحمر وعينيه تطلق الشرار

التفتت ل "أفنان" التي كانت تدرس الموقف هي ليست غبية لكي لا تفهم ما يحدث ولكنها تنتظر أن تصل لنهاية لكي تستنتج في الاخير

إستيقظ "سعد" من شروده بها وهو يراها كيف تحتمي بصديقتها ولكنها مخطئة إن فكرت أنه قد يكون شخصا في هذا العالم يأخدها منه ليس بعد الآن... لن يسمح لهذا أن يحدث ولكنه عليه أن يهدأ لكي يعرف كيف سيتصرف ، حمل معطفه بغضب وهاتفه الموضوع فوق الطاولة وهتف بغضب

حي أبناء اليوسفي: الجزء 1 من سلسلة (أسود لا تعرف الرحمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن