البارت 19 ( يوم طويل...! )

53 1 2
                                    

في المساء بعد صلاة العصر كانت الأجواء جميلة وحديقة بأضواء مختلفة تزيدها نورا وأصوات الموسيقى الهادئة  التي تكلفت بها خصيصا "مكة" ، وقد حضر القليل من الناس المقربين من عائلة "اليوسفي" تحت أمر كل من "عيسى" و "يحيى" أن يكون عقد القران بسيط بدون صخب...

كانت "خديجة" تحوم حول النساء في الجهة الخاص بالنساء  تستقبل التهاني بوجه بشوش وإبتسامة عريضة تزين ملامحها ، لم تكن يوما بهذه السعادة حتى أنها تناست الفراغ الذي ستشعر به عندما تجد أن لا أحد معها في المنزل لا حنان "يمنى" و لا جنون "طيف" دمعة ساخنة خرجت من عينيها سارعت بمسحها وعادت إلى ما تفعله حينها إستمعت إلا صوت "مكة" خلفها تردف بهدوء

"خالتو ... يمنى عايزاك هي في الأوضة مع طيف "

إبتسمت لها "خديجة" وهي تنظر إليها بإعجاب فقد كانت ترتدي فستان طويلة تحمل طرفه بيدها لكي تستطيع التحرك مع كعب عالي يزيدها طولا وجمال وبعض من اللمسات على وجهها جعلتها كقطعة من القمر تمشي حولهم ... إقتربت لها "خديجة" وأردفت بحب

"إيه  يا حبيبتي .... الولد عدي شافك بالجمال دا ...؟"

خجلت "مكة" وإحمر خديها من كلام "خديجة" هي لم تراه منذ عودتهم للبيت وفي تلك اللحظة إنشغل كليهما بتحضيرات

لاحظت "خديجة" صمتها وتقدمت إلا الداخل لكي لا تزيدها خجلا وتركتها لوحدها وهي التي كانت تجاهد بشدة ألا تدخل في أحد نوبتها وأن تقنع نفسها أنها إنتهت ولم تعد تخف من أحد حتى ولو كانت يديها ترتعش ووجها يحمر بين الحين والآخر ولكن قاومت لكي لا تخرب حفل أخوها وإبن عمها

التفتت حولها ترسل الابتسامات للمدعوين وكانت عينيها تبحث عنه قلبها يخبرها أنها تحتاجه هو الوحيد الذي يستطيع أن يزيل الثوتر  الذي يحوم حولها وفي تلك اللحظة أبصرته وسط الناس تمعنت النظر فيه هو الذي يتكلم مع شخص بكل جدية وإهتمام... حبيبها الأبدي ... تشكر الله أن لها شخص يحبها مثل حب "عدي" لها وكان دائما سندا وداعما لها ولم يتركها رغم كل محاولتها في إبعاده عنها في كل مرة يتشبت بها أكثر فأكثر ...

لمحها هو الاخر تقف بعيدة عنه  تنظر له بتمعن وكأنها تستنجد به... يراها تتشبت بفستانها الذي يجعلها أمامه كأنها أميرة من أميرات القصص ... جميلة، صغيرة، بريئة كل الصفات مجتمعة فيها ، نعم تلك هي "مكة" حبيبته التي سيفعل المستحيل حتى يجعلها تنسى كل الذي عاشته وسيسعى أن يديق كل من ساهم في تلك الحادثة العذاب فويل لهم من شره لن يترك أحد يفلت من يده

حي أبناء اليوسفي: الجزء 1 من سلسلة (أسود لا تعرف الرحمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن