افتتح القراءة بالصلاة على النبي.
الإثنين، 11 سبتمبر 2024م
بعد عام كامل من الحادثة._____________________________
سطعت شمس الصباح، لتسقط ضوءها على الأراضي الخضراء، لتنتفع منها الأرض.
مرت الرياح بخفة، فحركت البراعم، ونشرت الأريج في المكان، لتختلط رائحة الشذا مع أكسجين الحياة.
وقفت على تل منخفض الارتفاع، و نظرت للفاتنة التي أهواها، إنها عزتي وهيبتي.
مدينة من أجمل المدن، مدينة الأمل والتطور، إنها مسكن صحابة الرسول صلِّ الله عليه وسلم.
تنهدت عاجزاً عن التعبير لهذه المدينة التي آوتني، فسمعت صوت خطوات تقترب مني، وصوت حنون ينادي اسمي.
- إلياس.
نظرت خلفي وأنا مدرك أنه صديقي الوحيد.
أجبته بنبرة لطيفة أحاول نزع الحزن منها.
إلياس: نعم يا أيمن.
تقدم صديقي لي، ووقف بجانبي، إنه سندي الوحيد في هذه الحياة بعد الله عز وجل.
ثم وجه لي سؤالاً له أيام يكرره لي وأنا أتهرب من الإجابة، و لارتاح من سؤاله قررت الإجابة.
أيمن: هل أنت مقهور؟
إلياس: لا، ربما أنا سعيد.
أيمن: هل أنت حزين؟
حاولت تغيير الموضوع وتلطيف الجو.
إلياس: انظر إلى مدينتي الجميلة.
و.. تنهدت بحزن شديد، لقد تذكرت شيءً لم أرد تذكره، عقلي يريد مسح تلك الذكرى المؤلمة من قلبي، لكن قلبي لا يريد، إنه يحتضنها بقوة حتى لا أنساها و تبقى عالقة في ذهني.
ثم تكلمت بنبرة عابسة مصبوغة بحزن دفين يخرج بين الأشهر ليجعلني أتألم لأيام قد تتجاوز الأسابيع.
إلياس: قبل أحد عشر عام، أخبرتك أنني أحب أختك و سأتزوجها.
تكلم أيمن بنبرة لطيفة؛ ليزيل الحزن عني قليلاً.
أيمن: لقد رفضتك، وأبرحتك ضرباً حتى نزفت.
إلياس: نعم، علم والدك وافق.
أيمن: وهذا ما زاد غضبي منك.
نظرت إلى السماء الزرقاء الجميلة بحزن، ولم أشعر بنفسي إلى أن شعرت بقطرات الماء المالح ترسم طريقها على خدي، كما يرسم المطر طريقه على الحجر.
وأردفت قائلاً بنبرة حزينة، لا تحمل أي إحساس.
إلياس: لقد ذهبت أختك، و ذهب معها ذلك الزواج، لم أستطع أن أطيق أي فتاة غيرها.
أنت تقرأ
في الواقع، لقد كانت حقيقة.
Short Storyدرنة.. أتعرفها أم تسمع عنها؟. ليلة عاصفة، ساحقة أخدت معها الكبير والصغير، فيضان أم سيل أم طوفان. السد!!. قرت عينه بأمانتين صغيرتين، سُفِك دمه حفاظًا عليهما. عاش تجربة التربية وهو طفل صغير، واستطاع أن يبرهن مقدرته على التحمل إلى أن سلب منه كل شيء...