9

6 3 0
                                    

صلِّ على نبينا وحبيبنا محمد.
________________________

مرَّت ثلاثة شهور على السيل، لقد أكملت حياتي مع أيمن وعمتي ياسمين، عمي أمجد توفى وأسيل مفقودة.

ومن فقد مات.

أعيش معها في منزل أهل عمتي ياسمين، بيتهم دمره السيل لكنه لم يجرف من مكانه، أما منزلي أنا فلقد إختفى من مكانه هو وما يجاوره من منازل.

عمتي ياسمين تمتلك أختًا واحدة وأخًا، أختها تزوجت قبل السيل وعاشت مع زوجها في إحدى المدن الغربية، وأخيها يعيش معنا بعد موت خطيبته في السيل.

إن خاله مجروح بشدة فعرسه كان الأسبوع الذي بعد السيل، ملابس العرس والتجهيزات لا تزال في المنزل.

منزلهم في منطقة مرتفعة عن السيل، لهذا المياه لم تدمره.

مع كل هذا الوقت لم استطع التقبل، لم استطع التحمل، سأجن حرفيًا.

____________

خرجت مع أيمن في اتجاه مكان نسيته، مع أنني أنا من طلبت الخروج إلا أنني لا أذكر لأين.

مشيت مع أيمن وأنا أحاول عصر عقلي لتذكر وجهتي لكن لا شيء، لا شيء بتاتًا.

لحقت به إلى أن وصلنا أمام مكتب ليس بالكبير مكتوب عليه السجل المدني.

السجل المدني؟ آه لقد تذكرت ما أريده، أريد شهادة بالوضع العائلي، منذ دفنت عائلتي وأنا أنسى كثيرًا، معظم الوقت عقلي ليس معي.

أيمن: أأنت معي؟.

إلياس: نعم، نعم.

دخلنا للمكتب، وتوجهنا للموظف الذي يعمل هناك، فسأله أيمن بأدب، إن أيمن يتكلم دائمًا بالنيابة عني.

أيمن: في الصباح أتى رجل لهنا وطلب شهادة بالوضع العائلي لإلياس نور الدين، لو سمحت أتيت لأخد الشهادة.

نهض الموظف من الكرسي واتجه لمكتب عليه عدد قليل من الأوراق، أخد ثاني ورقة واتجه لنا.

- تفضل.

أخدت الورقة منه ونظرت لاسمي الوحيد الذي موجود فيها، آخر مرة أحضرها لي أبي كانت تحتوي على 15 اسمًا.

نظرت لاسمي كيف أصبح وحيدًا، وشعور قاسٍ سيطر على قلبي وجعلني أفقد توازني.

أمسك أيمن بي، وأحضر الموظف الماء لي وأجلساني على كرسي.

لم استطع شرب الماء، أشعر بصداع حاد يضرب رأسي، ونظري أصبح مشوشًا كتلفاز في الستينات.

جسمي ارتخى على الكرسي، ونفسي مضطرب، رؤيتي ضبابية مشوشة، و رأسي كطبل عرس.

الى أن شعرت بشيء حلو بداخل فمي، لم اعرف ما هو.

من 17 اسمًا الى اسم واحد، ما تبقى من عائلتي أنا فقط.

___________

في الواقع، لقد كانت حقيقة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن