2

18 3 0
                                    

صلِّ على سيدنا محمد.
_________________________

وقفتُ بجانب رجل في منتصف عقده الثالث، أمام قبر في المقبرة.

لقد جفت عيناي من الدموع، فلقد ارهقت جسدي بما يكفي، واستنزفت كل طاقتي، وأنا منهار الآن.

لقد ذهبت أمي وتركتني وأنا لم أكمل السابعة، لقد تركتني مع طفلتين لن أفهم طريقة التعامل معهما.

نظرت لخالي الذي يبكي بصمت تام، دموعه تنزل بسرعة مع انه هادئ، أعتقد أنه هادئ من أجلي.

إلياس: خالي.

نظر إليَّ بوجه عابس جداً، لقد شحب لون بشرته، فلم يمر ثلاثة أيام على موت أخته، أبي الموقر بعد دفنها ذهب وأكمل حياته الوردية متناسياً أطفاله الصغار.

إلياس: أريد العودة لمنزلي.

أمسك في يدي، و غادرنا المقبرة بهدوء، أتمنى ألا آتي لها بعد اليوم، لا أريد أن أجرب هذا الشعور مع أي أحد كان.

وقفت أمام سيارة خالي، ففتح لي الباب برفق، وطلب مني أن أصعد.

صعدت لسيارة، وجلست في المقعد أحاول أن أتوقف عن البكاء، صعودي جعلني أتذكر أمي، و عندما أتذكرها ينفطر قلبي.

صعد خالي في مقعد السائق وبدأ القيادة بسرعة مناسبة في اتجاه منزلنا.

ثم تكلم معي بنبرة جادة فيها بعض من الحزم.

فخري: إسمعني يا إلياس جيداً، هناك أمور يجب أن أخبرك بها حتى لا تنخدع.

إلياس: ما هي؟.

فخري: أتعرف الرجل الذي يدعى نور الدين؟.

نظرت له باستغراب، وأجبته على الفور، فأنا أعرفه جيداً.

إلياس: نعم، إنه أبي.

فخري: أعرف أنك طفل لست مستعداً لهكذا أمور لكن افهمني، مهما صرخ عليك، مهما وبخك، حتى لو ضربك لا تبصم على أي ورقة يحضرها لك.

إلياس: لماذا؟.

فخري: فقط افعل ما قلته لك.

إلياس: حسنا.

ثم توقفنا أمام منزل صغير، فتعجبت لماذا أحظرني لهنا، لا تزال أختاي الصغيرتان في منزل جدي.

نزل من السيارة وتركني، ودخل للمنزل بعد أن فتح الباب بالمفتاح، بعد دقائق خرج وهو يمسك ملفاً في يده، وصعد في السيارة.

فخري: والدك لن يرتاح حتى يصبح هذا البيت باسمه، امك سجلته باسمك قبل أن تموت، هي تريده لك و لأخواتك، لو علم أنها تنازلت قبل موتها بالمنزل لك سيجن جنونه.

إلياس: إذاً أمي أمنت حياة أختاي بي؟.

فخري: نعم، أنت أخاهن الكبير، سندهم الوحيد في هذه الحياة، ثق بنفسك يا إلياس.

في الواقع، لقد كانت حقيقة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن