في الواقع، لقد كانت حقيقة.

4

صلِّ على النبي.
________________________

مرَّ السنين بسرعة و الآن بلغت الخامسة عشر، لم يعد أبي الموقر يضايقنا كثيرًا.

وبالمحكمة استطعت الحصول على ميراث أمي، منذ خمس سنوات وأنا أعيش بهناء نسبيًا.

لقد كبرت، وكبرت نرمين ونرجس أيضًا.

آه، على ذكر نرمين، لقد بلغت الثالثة عشر الآن، وفي أحد الأيام الكريمة، في ليلة هادئة قضيناها في النوم في العطلة الصيفية.

أيقضتني وهي تبكي، كدت أن أجن تلك الليلة، لقد فهمت ما حدث لها لكنني لم أستطع إخبارها.

وبقينا ندور في المنزل معًا، ونرجس تغط في نوم عميق، هي تبكي وتدخل للغرفة وتخرج منها لتدخل للمطبخ.

وأنا ألحق بها عاجز عن الكلام، تمنيت لو أن عمتي ياسمين أخبرتها بهذا ولم تدعنا ندور في المنزل لأكثر من ساعة، وهي تبكي وأنا ألحق بها.

كدت أن أجن تلك الليلة، التي أنهتها بإخباري أنها تريد الذهاب للمستشفى وكتابة وصية قبل موتها.

ظلت تنحب عليَّ تطلب مني الذهاب للمستشفى، وأنا أنظر لها أفكر كيف أخبرها أن هذا طبيعي.

انتهت تلك الليلة بإيقاظنا لجارتنا العمة ليلى عند الرابعة فجرًا، ومبيت نرمين معها.

كلَّما أتذكر تلك الليلة أشعر بالصداع، كان بمقدوري أن أخبرها لكنني لم أستطع، وظللت ألاحقها في المنزل كالأحمق.

من الجيد أنها فهمت أن هذا شيء طبيعي، لقد ظنت أنها ستموت، لقد أضحكتني عندما قالت لي: لو متت حنُّوني.

أغلقت أزرار قميصي الأزرق الجميل، إنه اختياري الشخصي وهذا يثبت أنه جميل، مع سروال أسود، وحذاء أزرق به خطوط بيضاء، سأكون أوسم شاب.

وضعت القليل من عطري الرجالي وانا أنظر لنفسي في مرآة الحمام، ثم خرجت لأستقبل أختيّ الجميلتين.

ترتدي أختي الصغرى فستانًا ورديًّا منتفخ كفساتين أميرات ديزني، لكن لا.. أختي أجمل من تلك الأميرات.

وترتدي أختي الأكبر بدلة رسمية تليق بها بلون فستقي راقي، وترتدي حجابًا أبيضًا كلون القميص الأبيض الذب بداخل الجاكة الفستقية.

لا يمكنني تركها تخرج من دون حجاب فهي بالغة الآن، وجسدها الأنوثي بدأ بالنمو فهذا سيجذب الرجال لها.

لقد مرَّ أسبوع على عيد الفطر المبارك، والعم أمجد طلب منَّا القدوم لمنزله، لا أحب التواجد في التجمعات العائلية الخاصة بهم، لكنه أصر على قدومي.

خرجنا من المنزل برفقة بعضنا، وأخرجت مفتاح السيارة الفخمة المركونة أمام منزلي، عندما أقول فخمة فهي بالمعنى الحرفي فخمة.