فصل 18
فتا أسود بشرة بشعر أسود مضفور ضفائر قصيرة و عينين إستمدى لونهما من سماء زرقاء و جسم قوي مفتول عضلات، يحمل على ظهره سيفا كبيرا يشبه سيوف ساموراي...
دخل مسرح و هو يمشي بخطوات متثاقلة و إعتلا وجهه ملامح جدة و سرعان ما توقف في وسط مسرح و أخذ يتطلع بعينه زرقاوين إلى منافسه و هو يدخل مسرح...
بشعر أبيض قصير و عينين خضراوين و بشرة حنطية يرتدي عباءة سوداء،تعلو وجهه جميل ندبة كبيرة و يحمل على خاصرته سيفا...
تواجه إثنان في وسط مسرح حيث وقف على يمين شاب أسود ماسين و على يسار وقف شاب صاحب ندبة "سفاح ماركوس"....
في ظل صمت الذي حل في قلب مسرح كانت مدرجات تعلو بأصوات تشجيع، بينما وقف أصدقاء في صف أول بصمت تام بعدما كسر صمت صوت نور:
" يبدو شاب أسمر قويا، لهذا أعتقد أنه هو من سيربح "
سيفاو: "لا تنخدعي بمظاهر يا نور، لان شاب ذا شعر أبيض أقوى مما يبدو عليه فهو يلقب بسفاح نظرا لقوته و دمويته، فهو لم يخسر معركة طول مشاركته حافلة في منافسة، فمنذ أول مشاركة له و هو يهيمن على مكان و على كأس أيضا، فحتى أنا لم أستطع صمود أمامه يا نور"
نور: "ألهذه درجة هو قوي"
أكسل: "هو ليس قوي بنية كثيرا يا نور، هناك من هو أقوى منه، لكنه ذكي للغاية و يحسن إستعمال مهاراته بذكاء... إن قوته تكمن في رجاحة عقله و كذا مهارته فائقة التي تجمع بين قوة سيف و مهارة سحر"
إنصدمت نور مما سمعته و أخذت تتفرس ملامح ماركوس التي لا تشي أبدا بأنه قوي او حتى ذكي مثلما يقولان لهذا إعتبرت أن كلامهما كان مبالغا فيه، فقد كان شاب أسود بشرة يبدو أقوى و أمهر...
في قلب مسرح كانت بدأت معركة حين بادر ماسين بهجوم بسرعة بواسطة سيفه كبير على ماركوس و الذي إستطاع تجنب ضربته بكل خفة و مهارة، مما جعل ملامح دهشة تكسو وجه ماسين فقد كانت ضربته سريعة و مباغتة و لكن رغم هذا فإن ماركوس كان أسرع بكثير..
ماركوس: "ما بك يا فتى؟ لماذا إصفر وجهك، لقد بدأنا لعب الان فقط أيها فأر صغير"
ماسين: "لا تقلق علي أيها فأر كبير، خف على نفسك فقط من أن تقع في مصيدة"
إبتسم ماركوس إبتسامة خفيفة ثم إستل سيفه و هجم على ماسين و الذي سرعان ما تدارك أمر و صد هجمته بسيفه
ماركوس: "يبدو أنك جيد أيها فأر صغير، لكن رغم هذا فلن تصمد كثيرا أمامي"
لكن ماسين أخذ يضغط على سيف بقوة صادا هجوم ماركوس و لقوة سيف أسافو إستطاع هذا أخير أن يصد ضربة بكسره لسيف ماركوس و الذي تطاير نصله في سماء بعد أن سبب جرحا صغيرا في وجه ماركوس
سرعان ما تراجع ماسين إلى خلف و بقي رافعا سيفه بإتجاه ماركوس الذي لم يتحرك من مكانه قط و بقي ساكنا في مكانه بينما سقطت قطرات دم من جرح وجهه
ماسين: "ما بك أيها فأر كبير، هل تأثرت عند رؤية دمائك ام أن خوف قد تملكك بعد كسرت لعبتك صغيرة؟"
رفع ماركوس وجهه دامي و قد تغيرت ملامحه و إكتسى وجهه ملامح مخيفة و أخذ يضحك بهستيرية...
بعدها توقف عن ضحك و أخذ ينظر بنظرته مخيفة تلك إلى ماسين الذي حاول أن يحافظ على هدوئه بعد أن شعر بخوف من نظرات ماركوس له
رمى ماركوس من يده ما تبقى من سيف و قال:
"لا تقلق، أنا لا أحتاج إلى ذلك سيف، تكفيني يد واحدة لكي أقتلك أيها فأر صغير، لكن قبل ذلك سأتسلى بك قليلا.."
رفع ماركوس يده يسرى في هواء و التي ما إن رفعها حتى إرتفع معها جسد ماسين و سقط منه سيفه، و الذي بدأ يصرخ ما إن رأى جسده يرتفع وحده في هواء
ماسين: "ما الذي تفعله.... أنزلني... أيها جبان... أنزلني لنتواجه"
ماركوس: "يكفينا لعبا أيها فأر صغير.... لقد حان دوري سأجعلك تدفع ثمن هذا جرح الذي سببته في وجهي"
بعدها قام ماركوس بإخراج سكاكين و خناجر كانت معلقة بخاصرته و التي قام برفعها في سماء و التي جعلت تدور حول ماسين في هواء بينما هو يصرخ في ماركوس و هو يحرك أطرافه محاولا تخلص من قبضة ماركوس التي تعلقه في هواء
ماسين: "أيها مجنون.... أنزلني... ما الذي تحاول فعله؟"
ماركوس: "سترى ما الذي سأفعله أيها فأر"
بعدها توقفت خناجر فجأة بإتجاه ماسين
و الذي توقف عن تحريك أطرافه من خوفه و سكت و هو يتطلع في تلك سكاكين موجهة نحوه في ريبة...
وفجأة إنطلقت صرخة مدوية في مكان....
لقد كانت صرخة ماسين، فقد إنطلقت تلك خناجر و غرست في جسده كله و أخذ جسده يمطر دما
بينما أخذ ماركوس يضحك بهستيرية:
"مابك أيها فأر هل تألمت، لا بأس سينتهي ألم قريبا"
حرك ماركوس يده مرتفعة في هواء و التي ما إن حركها حتى خرجت تلك خناجر من جسد ماسين و سقطت أرضية مسرح، بينما أنزل ماركوس جسد ماسين بقوة على أرضية مسرح مما سبب إرتطاما عنيفا كسر كل عظام ماسين..
ماركوس: "حسنا.... أيها فأر لا تقلق لن تشعر بأي ألم من الان.."
بعدما غرس ماركوس أظافره طويلة في صدر ماسين مجروح و نزع منه قلبه.....
نور: "يا إلاهي... هذا مرعب حقا... لقد غرس خناجره في جسد و كسر عظامه و لم يكفه هذا فقام بنزع قلبه و قتله فقط لانه سبب له خدشا على وجهه... إنه متوحش حقا"
سيفاو: "لقد أخبرتك بأنه متوحش.. و لكنكي ظننتي أنني أبالغ"
نور: "لم أعتقد أبدا... أنه لهذه درجة من دموية"
ديهيا: "أنتي لم تري... شيئا بتا فهو لازال لم يستخدم قوته كاملة"
بدت علامات توتر على وجه نور فقد لاحظت بأن هناك متنافسين أقوياء جدا و يملكون قوى لا تستطيع هي صمود أمامها، و لهذا سبب تحديدا تريد أن تتعلم بعضا من مهارات و طلاسم سحر لكي تستطيع مجابهتها... لكن هذا يبدو صعبا....
تنهنان: "حسنا يا أولاد دعونا نذهب من هنا... أكاد أختنق من رائحة دماء"
إستمع جميع لكلام تنهنان و خرجوا من مسرح و قرروا ذهاب إلى حصن لكن أكسل و سيفاو لم يرغبوا بذهاب معهم فقد قرر سيفاو ذهاب إلى بيته و سحر برفقة أكسل هناك،.....
فإفترقا عن أخرين اللذين ذهبوا إلى حصن، بينما هما ذهبا إلى منزل سيفاو
.
.
.
في منزل سيفاو جلس إثنان على سطح تحت ضوء قمر مكتمل و هما يضحكان و يتجاذبان أطراف حديث إلى أن قال سيفاو:
"أكسل... في حقيقة يا صديقي أنا لا أريد أن أزعجك و لكن أنا أريد أن أعرف هل حقا أن سبب إنزعاجك من تلك امرأة مدعوة ديهيا يعود لكونها ساحرة ام لسبب أخر؟!"
تغيرت ملامح أكسل و بدا حزن على وجهه و بعض إنزعاج....
سيفاو: "يبدو أنني أخطأت بسؤالك... انا أسف لا أقصد تطفل أبدا... إنا فقط أردت أن....."
قاطع أكسل سيفاو و إبتسم في وجهه قائلا:
"أعلم يا سيفاو أن هذا نابع من قلقك علي..... كما أنني لم أنزعج أبدا من سؤالك... و إنما عند سماع إسمها لعين.... لكن إن أردت حقيقة فأنا حقا أكره تلك امرأة ديهيا شخصيا و ليس سحرة تحديدا.."
سيفاو: "لماذا.... ما قصتك معها؟!!"
أكسل: "يبدو أن أمر لن يخفى بعد الان...... حسنا سأخبرك الان بكل شيئ يا سيفاو ......"
أنت تقرأ
رواية أيول
Fantasy«عند وميض عين الاسد تفتح أبواب ماضي، لتبدأ رحلة بين طيات صفحات تاريخ» ملاحظة: تعتبر هذه رواية رواية خيالية تم تلاعب فيها بأحداث تاريخية