فصل 30
... رفع سيفه في سماء عاليا ثم أنزله على رقبة منافسه جاثي على قدميه، لتتناثر دماء على ملابسه و على حلبة كلها معلنة بهذا فوز سفاح ماركوس على منافسه تنين أسود "أجونا" الذي خسر معركته و حياته أيضا...تنهنان: "لقد طار رأسه و سقط في نفس مكان الذي سقط فيه رأس فيرموس، تحايل و تلاعب و أزهق دماء لكنه نسي بأن حياة أدوار و قد حان دوره ليذوق من نفس كأس التي شربها ضحيته.. إنه يستحق ذلك حتى و إن كان ماركوس قد فاز بتحايل"
سيفاو: "معكي حق يا خالة.. لقد نال ما إستحقه"
أكسل: "على كل لقد إنتهت معركة لذا دعونا نذهب إلى حصن، و لنخبرها عن هوية منافسها الذي ستواجهه في نهائي منافسة غدا"
.
.
.
.
نور: "اه.. حسنا إذا، فمنافسي قادم هو ماركوس.."
سيفاو: "نعم.. و لهذا فإنني أحذركي منه لأنه ماكر و مخادع...لقد تنافست على تلك حلبة مئات مرات و إلتقيت منافسين أقوياء و أشداء و هزمتهم جميعا إلا ماركوس.. ليس لأنه قوي لأنك أولئك منافسين كلهم كانوا أقوياء من ماركوس.. لكنه كان ذكيا و مخادعا يعرف كيف يضعفك و يكتشف نقاط ضعفك من نظرة واحدة.. لهذا كوني حذرة منه يا نور و كوني ذكية و نبيهة لأن هذا ما يضمن فوزك عقلك فقط.. فقوة لا تكفي لمجابهة ماركوس"
نور: "لم أكن أعرف أنه خطير لهذه درجة.."
تنهنان: "هذا لأنكي لم تريه يوم.. لو رأيته لأدركتي ذلك"
نور: "حسنا.. لا بأس حتى و إن كان خطيرا كما تقول.. فإنني سأفعل كل شيئ من أجل أن أفوز فهذه هي فرصتي لأخيرة لأخذ كأس و أعود لموطني.."
تنهنان: "و لكي تفعلي هذا يجب عليك أخذ قسط من راحة و نوم فقد تعبتي كثيرا في أيام أخيرة مع تدريب.. لهذا فلنذهب للنوم يا عزيزتي.."
هزت نور رأسها بموافقة و ذهبت برفقة تنهنان و ديهيا للنوم...
هم سيفاو بذهاب للنوم أيضا، لكن إستوقفه صوت خافت يناديه
"هاي هاي.. سيفاو..إنتظر"
إقترب سيفاو منه و قال بصوت خافت مثله:
"ماذا هناك يا أكسل؟؟"
وضع يده فوق كتف صديقه و قال و قد إرتسمت على وجهه ملامح جد و هو يقول:
"صديقي أريدك أن تأتي معي.. لأنني أريد مساعدتك في أمر مهم"
تغيرت ملامح سيفاو و هو يرى صديقه يتكلم بتلك جدية و حزم و إرتبك... لكنه أجابه تلقائيا:
"بتأكيد يا صديقي.. لكن إلى أين سنذهب؟؟"
لم يجب أكسل على سؤال سيفاو و هم ذاهبا خارجا من حصن، ما إن لمحه سيفاو خارجا حتى أخذ يجري ورائه و هو ينادي عليه:
"أكسل... مهلا لحظة إنتظرني.. أكسللل"
.
.
.
.
إشتعل مسرح بنيران و هتافات و أنغام أبواق التي صدت في كل أرجاء مدينة أيول و إمتلأ عن أخره بمتفرجين، بينما ميز هذه منافسة حضور ملك يوبا و زوجته ملكة سيليني اللذان جلسا على عرشين ذهبيين و يقف خلفهما رجل أسود ضخم جثة على شرفة موجودة على يمين مسرح بينما يفصل بينهما منضدة صغيرة تربع فوقها كأس أسد ذهبي الذي أعمى أبصار عند إلتقائه بأشعة شمس...
في وسط مسرح إنحنى متنافسين إحتراما لملك و ملكته، ثم إرتفعى بذعيهما إلى أمام بعد أن أدى تحية و تقابلا نحو بعضهما بعض بعد أن إستل كل واحد سيفه و وجهه في وجه أخر..
توقفت أنغام أبواق لتعلن بدأ معركة و لتعم أصوات تضارب سيوف مكان...
تصادمت سيوف ببعضها بعض و إلتقت عيناها عسليتين بعينيه خضراء بينما حرك شفيه قائلا:
"أتعجب كيف أن فتاتا صغيرة مثلك وصلت إلى هنا.. لكن لا بأس فمسيرتك ستنتهي عند حد سيفي عندما يقطع رأسك.."
إبتسمت قائلة بينما أخذت تضغط بقوة على سيفها محاولة صده:
"ستتعجب كثيرا بعد أيها سفاح.. خصوصا عندما أقتلك و أفوز.."
ما إن قالت هذا حتى فكت تشابكهما و تراجعت إلى وراء لتأخذ أنفاسها...
لكنه إستغل فرصة و تحرك بسرعة و إختفي من مكانه..
تعجبت نور و أمسكت جيدا بسلاحها و أخذت تتفحص مسرح بحثا عنه..
إرتكز خلفها مباشرة و أخرج سكينا صغيرا و أطلقه نحو ظهرها...فجأة أحست و كأن شيئا يتوجه إليها من خلف، هي لا تعرف حقا ما هذا إحساس الذي ينبؤها بهذا لكنها إختارت تصديقه.. و إبتعدت من مكانها بسرعة..
و ما إن إبتعدت حتى إكتشفت أن خنجرا كان في طريقه إليها، و لتجد منافسها يقف و يقول لها في تحد:
"ربما نجوتي الأن.. لكنكي لن تنجحي أبدا في نجاح في مرة قادمة"
نور: "لم أكن أعرف بأن تخاف من مواجهة لهذه درجة.."
"هذا ليس خوفا من مواجهة أو ما شابه.. لكن لنقل أنها مهارة تمكنني من فضاء على منافسي بسرعة"
ما إن أنهى كلامه حتى تفاجأة بسهم ينغرس في قدمه، و سرعان ما إنطلق سهم أخر نحوه لكنه تداركه هذه مرة و أمسك به و بسرعة أعاد رميه من جديد على نور، التي تفاجأة به ينغرس في كتفها،
همت بسرعة تنزع سهم بينما كمتت صرخة ألم مدوية بداخلها.. و أخذت توقف نزيف و تربط جرحها بقطعة قماش كانت قد مزقتها من قميصها...
لكنها و بسبب إنشغالها بجرحها كانت قد نسيت أمر منافسها الذي إستغل هذه فرصة و هاجمها بضربة قوية على بطنها أسقطتها أرضا...
أخذ يمشي ببطئ نحو جسدها ملقى أرضا بينما كان ينزع سهم من جرحه من دون أن تظهر عليه ملامح إحساس بألم..
لكنه تفاجئ بتلك فتاة تنهض من مكانها بينما تكون بين يديها شعاع أحمر، ألقت نور بذلك شعاع بإتجاه ماركوس الذي بقي ساكنا في مكانه من دون حراك...إتسعت أعين جميع و أخذوا ينظرون بتمعن إلى وسط مسرح، يحاولون تدارك ما جرى... فقد كان أمر سريعا للغاية...
لكن أمر كان واضحا للغاية....فقد كانت مغمضة عينيها و ممدودة الأرض غائبة عن هذا عالم..
لتعلن نور بهذا فوز منافسها ماركوس الذي وقف عند رأسها و هو يلهث من شدة تعبه..
إنحنى و إرتكز على ركبته أمامها و إبتسم و هو يقول لها:
"أخبرتك بأن نهايتك ستكون هنا... لكن أصارحك لقد أبليتي بلاءا حسنا فأنت وحيدة التي صمدتي أكثر أمامي... و لهذا سأدعكي حية أيتها صغيرة.."
بعدها نهض و إبتعد عنها و أخذ يمشي بكل غرور و فخرة متوجها إلى شرفة حيث يجلس ملك و ملكة من أجل تتويجه بكأس أسد بينما أخذ ناس يصفقون و يهتفون له،
و على جانب أخر إستلقت نور مغميا عليها و مهزومة ممددة على ساحة مسرح بين دماءها...
أنت تقرأ
رواية أيول
Fantasy«عند وميض عين الاسد تفتح أبواب ماضي، لتبدأ رحلة بين طيات صفحات تاريخ» ملاحظة: تعتبر هذه رواية رواية خيالية تم تلاعب فيها بأحداث تاريخية