لقد كان هذا او بأحرى هذه هي نفسها أكبر ساحرة في مدينة أيول هي ساحرة ديهيا و هي نفسها التي إلتقت بها نور و تنهنان في وسط مدينة أيول أثناء الاحتفالات ليلية لكأس أسد و هي نفسها التي أخبرت نور بحل للعودة إلى موطنها
أكسل: "نور.... ما الذي تفعله هذه ساحرة معك و ما الذي تريده؟" قال أكسل هذا و قد علت وجهه ملامح غضب من تواجد تلك ساحرة
نور: "حسنا سأخبركم لكن ليس الان فقد بدأت معركة و خرج متنافسين إلى ساحة، الان سنشاهد معركة و بعدها عندما نذهب إلى حصن سأخبركم بكل شيئ"
بدا الانزعاج على أكسل من وجود تلك امرأة معهم لكنه لم يبدي برأيه حيال ذلك و جلس يتابع بعينيه لوزيتين التي كانتا تشتعلان غضبا و تخفيان وراءهما قصته و سره دفين الذي لا يعرفه أحد.....
في ساحة مسرح وقف متنافسين يرتقبان بعضهما حيث على يمين إرتكز شاب طويل قامة جميل ملامح بعينين خضراوين ناعستين و بشرة بيضاء ناصعة و شعر بني قصير، يرتدي بنطالا بني لون كما أنه غطى ذراعيه مفتولة عضلات بقميص أبيض بينما إمتلأ خصره بوجود كثير من خناجر من مختلف أشكال و أحجام لقد كان هذا شاب هو نفسه محارب أسافو
و على جهة يسرى وقف هناك رجل ضخم جثة و حليق رأس بلحية طويلة قليلا، كان يرتدي سروالا أسود بينما كان جزئه علوي عاريا و قد إمتلأ كله بوشوم لأسماء عدة كانت تملأ تقريبا صدره و ظهره كله.... لقد كان هذا هو باكلو
أخذ إثنين يتأملان بعضهما دون حراك حتى قطع صمت صوت باكلو خشن بلهجة متكبرة:
"يوم أيها شاب جميل سأوشم إسمك على صدري و أضيفك إلى قائمة ضحاياي، ستكون خسارة لشاب مثلك لكن لا بأس لن تتألم كثيرا.. كما أنه سيكون ممتعا رؤية وجهك جميل و هو بلون دم"
أجابه أسافو بهدوء:
" أربعمائة"
ضحك باكلو بقوة ثم قال:
"ماذا تعد يا فتى؟؟ هل تعد دقائق قبل موتك؟؟"
أسافو: "لا ولكن أنت سيكون رقمك أربعمائة في قائمة ضحاياي"
إختفت إبتسامة عن وجه باكلو و أخذ وجهه ملامح جد و قال:
"لا تغتر بنفسك كثيرا أيها صعلوك!! فقائمتك ستنتهي يوم، بموتك!!"
بعدها حرك سيفيه لذان كان يمسكهما في يده في هواء
باكلو: "هيا.. أرني ما في جعبتك أيها فتى"
إبتسم أسافو إبتسامة خفيفة و قال:
"كما تريد!!"
وضع أسافو يده خلف ظهره و أخرج سيفا من غمده كان مربوطا على ظهره ثم رفعه إلى أعلى و هجم على منافسه الذي صد هجمته بسيفه إثنين، بعد هذا تصادم سرعان ما تراجع أسافو إلى وراء بينما إستغل باكلو فرصة و تحرك بسرعة إلى خلف منافسه و وضع سيفه على رقبة أسافو
"هل لديك أي طلب أخير أيها شاب قبل أن تموت؟؟"
لم يجب أسافو مما دفع باكلو رفع سيفه إلى أعلى ثم أخذ ينزله على رقبة أسافو لكن تدارك أسافو أمر و إستغل فرصة و أخذ كيسا كان مربوطا على خسره و نثر محتواه في هواء مما سبب ضبابا كثيفا أعاق باكلو من إنزال سيفه على منافسه و أخذ يسعل بقوة
إنقشع ذلك ضباب كثيف و تبينت رؤية لباكلو الذي أخذ يبحث بعينيه محمرتين من شظايا متطايرة، لكنه لم يستطع أن يجد أسافو ، إلى أن جائه صوت من خلف:
"أنا هنا خلفك.."
ما إن سمع باكلو صوت حتى هم بالاستدارة لمواجهة أسافو لكنه لم يستطع تحريك أطرافه، حاول مرة أخرى لكن إطرافه لم تتحرك بتاتا
تحرك أسافو و قابل باكلو وجها لوجه و قال له:
"لا تحاول أن تتتحرك عبثا.... فأنت لن تستطيع تحرك!!"
باكلو: "ما الذي فعلته بي أيها أحمق؟؟!.. لم أكن أعلم أنك تخاف من مواجهة إلى هذا حد أيها جبان.."
"لا تقلق أنا لم أفعل هذا من أجل أن أوقفك و أقتلك بدون عناء لكن أنا أسف هذه عادتي، أن أشلك كي أسجل عليك رقمك قبل موتك!!"
باكلو: " ما الذي تقوله أيها أحمق!! "
بعدها أخذ أسافو خنجرا من خصره و إقترب من باكلو الذي كان يحاول أن يحرك أطرافه، و وجه خنجره على صدر باكلو موشوم عاري و أخذ ينقش على صدره جروحا تمثلت في أرقام
بينما كان باكلو يصرخ في وجهه و يقول:
"ما الذي تفعله أيها مجنون، فك سراحي... الان"
أسافو: "لا تقلق لقد إنتهيت"
توقف أسافو بعد أن كتب بخنجره على صدر باكلو رقم 400...
بعدها تحرك مبتعدا عنه قليلا و وقف مقابلا له بينما بقي باكلو ساكنا في مكانه، بعدها نفخ أسافو مسحوقا أبيض كان على يده بإتجاه باكلو...
أسافو: "حسنا.. يمكنك تحرك الان"
قام باكلو بتحريك أطرافه و إستل سيفيه اللذان سقطا في الارض و قال و شرر في عينيه:
"أيها أحمق جبان... لقد تساهلت معك.... لكن الان أقسم أنني سأقتلك و أقطع جسدك إلى 400 قطعة"
أسافو: "لا أظن ذلك"
بعدها هم أسافو و رمى بخنجرين على باكلوا و الذي صدهما بسيفيه و سرعان ما إستدار باكلو بسرعة و صد هجمة أسافو الذي إنصدم من سرعة بديهة باكلو فلم تنفع حيلته بإشغاله بصد خناجر بينما يهجم عليه من وراء فقد كان سريعا و ذكيا...
باكلو: "يبدو أن حيلتك لم تنفع أيها فتى جبان"
بعدها رفع باكلو قدمه و ضرب أسافو على بطنه بقوة مما أسقطه أرضا يتألم من ضربة قوية بعدما سقط منه سيفه...
توجه باكلو إليه و رفعه و أخذ يضربه ضربات متتالية مما سبب في إنفجار أنفه و فمه بدم و رسم على جسده جروحا و كدمات
ثم رماه أرضا و أمسك بسيفه الذي كان قد غرسه في أرض و وجهه على رأس أسافو الذي كان قد جلس جاثيا على قدميه،
ثم أنزل باكلو سيفه بسرعة على رأس أسافو....
تلونت ساحة بلون أحمر للدماء.. بينما حل صمت رهيب في مكان بعدما حدث ما لم يكن في حسبان.....
إستلقت جثته في وسط ساحة و قد غرس خنجر في صدره الذي يحمل رقم 400 مكتوب بدماء، لقد قتل باكلو و فاز أسافو الذي خرج من ساحة يترنح و قد إمتلأ جسده كله بدماء فقد نجى بأعجوبة بعدما إستطاع في لحظة و بسرعة أن يغرس خنجره في صدر باكلو قبل أن يلمس سيفه رقبته، و قد سقط باكلو صريعا بعد أن إخترق خنجر قلبه و أنهى حياته...
إرتفعت صيحات أخيرا بعدما أدرك ناس ما حدث و أخذوا يصفقون و يصفرون في سعادة للفائز أسافو
بينما و في مدرجات أخذت نور و من معها يخترقون ناس للخروج من هناك و ذهاب إلى حصن، حيث هناك ستفتح نور أبواب مغلقة و تخبر أصدقائها بخطتها و دوافعها أيضا، فهم إلى الان لم يفهموا سبب تصرفها هذا و سبب أيضا تواجد تلك امرأة ساحرة معهم......
.
.
.
*في حصن:
تنهنان: "حسنا يا نور، نحن الان في حصن، و الان أخبرينا ما الذي تفعله هذه امرأة معنا هنا؟؟"
أكسل: "نعم... أخبرينا لانني لا أتحمل رأيتها هنا"
ديهيا : "لا بأس إن كنت لا تتحمل رؤيتي فأغمض عينيك"
نهض أكسل من مكانه غاضبا بتجاهها بينما سيفاو أدرك أمر و إعترض طريقه
سيفاو: "حسنا إهدأ يا أكسل"
أكسل: "لن أهدأ يا سيفاو و هذه امرأة لعينة هنا"
قالت نور في غضب: "ما بك يا أكسل؟ منذ أن قدمت
معي و أنت لست على ما يرام، هل تعرفها او لديك مشكلة معها لكي تنزعج بهذا قدر من وجودها"
إبتلع أكسل ريقه و قال: "لا... لا علاقة لي بهذه امرأة ساحرة، انا... انا فقط أكره سحرة ولا أطيق وجودهم"
نور: "انا أسفة و لكن ديهيا ستبقى معنا مدة لاﻧها ستساعدني"
أكسل: "ما الذي تقولينه يا نور؟ لا يمكن أبدا أن أبقى مع هذه مشعوذة في مكان واحد"
نور: "أكسل حسنا.... يكفي.... أرجوك إسمعني ثم بعدها قرر فإنني حقا أحتاج مساعدتها"
تنهنان: "حسنا أخبرينا الان ما الذي حصل؟"
نور: "حسنا..."
أنت تقرأ
رواية أيول
Fantasía«عند وميض عين الاسد تفتح أبواب ماضي، لتبدأ رحلة بين طيات صفحات تاريخ» ملاحظة: تعتبر هذه رواية رواية خيالية تم تلاعب فيها بأحداث تاريخية