فصل 22
توارت شمس في أفق و إختبأت وراء غيوم سوداء التي أخذت تمطر بغزارة..
لتطهر الارض و تمسح لون أحمر الذي إكتسته ساحة مسرح...
و تنثر رائحة مطر ممزوج بتربة....
بدل رائحة دماء التي غزت مكان....
بينما حل صمت رهيب في مكان... و أخذت عقول تستعيد صورا من واقعة.. لتفهم تفاصيل حادثة....
.
.
.
و ذلك عند تحرك ماتيا من مكانها بتجاه جوبا الذي صد ضربتها بسيفه كبير و دفعها للوراء مما جعلها تسقط أرضا..
بعدها نهضت ماتيا من مكانها و أخذت تمسح غبار عن ملابسها،ثم إستلت قوسها و سهمها من ظهرها و ثبتت سهم بقوس...
و تحركت بسرعة و وقفت على حائط صغير محيط بساحة
بمهارة و توازن، بينما وجهت سهمها على جوبا..
لكن جوبا لم يبدي أي رد فعل فقد بقي واقفا في مكانه مربعا كتفيه و ينظر ببرود إلى ماتيا...
ماتيا: "مابك أيها محارب... لما لا تستعمل سيفك؟؟ أم أنك تريد إيقاف سهمي بدرعك ذاك..؟؟! لا تتأمل هذا لان سهمي حتى و إن لم يخترق جلدك..فسيمشي في عروقك.."
إبتسم لها و قال:
"ليس غريبا هذا أبدا... فمن عادة أفاعي خداع... و هكذا أنتي أيتها امرأة تدسين سمك في سهامك كما تفعل أفاعي.."
ماتيا: "لا تهمني طريقة أبدا بخداع او حتى غش... مهم أن أقضي على فريستي... فإن لم يقتلك سهم.. فسيقتلك سمه"
"في حقيقة.... أنا أسف حقا.. لانني سأخيب أملك فأنا لن أموت بل أنتي من ستموتين أيتها مخادعة"
شدت ماتيا على قوسها أكثر و أغمضت عينها يمنى و ركزت على هدفها قابع أمامها و الذي لم يتحرك مطلقا و قالت:
"سنرى...."
ثم أطلقت سهمها الذي إنطلق مسرعا تحركه نسمات هواء نحو هدفه الذي لم يلقي بالا له و ظل مكانه...إخترق سهم جلد و تناثرت دماء منه...
إرتسمت ملامح صدمة على وجه ماتيا و أخذت تلتمس جرح
صدرها الذي أخذ ينزف، بينما تسارعت أنفاسها
"أيها وغد ما الذي فعلته؟؟"
ثم أخذت تتقيئ دم
"يا إلاهي... سم.. بدأ ينتشر في جسمي.. يجب أن أشرب ترياق"
ثم وضعت يدها في جيبها و أخرجت قارورة صغيرة تحتوي على مياه زرقاء،
نزعت سدادة و رفعت زجاجة لكي تشرب ترياق... لكن فجأة قطع ذلك جوبا الذي كان واقفا يشاهد ماتيا بعدما إستطاع و بسرعة كبيرة أن يمسك بسهم قبل أن يصل إليه.. ثم إتجه بسرعة إلى ماتيا و غرس سهمها في صدرها...
فأخذ زجاجة منها و أخذ يضحك و يقول لماتيا التي كانت جاثية على قدميها:
"لا أيتها أفعى صغيرة... لن تشربي من هذا... ستموتين بسمك أيتها ماكرة"
صرخت ماتيا بغضب في وجه جوبا و قالت:
"أيها أحمق... كفاك لعبا أعطني ترياق.. و إلا سأقتلك"
"أوه... حقا لقد أخفتني... ههههههههه ستقتلينني و أنت في عداد موتى.. يبدو أن سم جعلكي تهذين"
أفرغ جوبا محتوى زجاجة و قال:
"لقد إنقلبت خدعتك عليكي أيتها أفعى صغيرة... والان إستمتعي بها وأنتي تموتين ببطئ"
إستشاطت ماتيا غضبا عندما فعل جوبا هذا، ثم إستجمعت قواها و نهضت من مكانها بعدما كان جوبا قد إستدار و ذهب تاركا إياها تتعذب بسمها حتى تموت...
.
..ولكن إنقلبت موازين....
جمعت ماتيا قواها و إستلت سهمها و قوسها و ثبتت سهم بقوس ثم أغمضت عينها يمنى و ركزت على هدفها من جديد، الذي كان يضن في قرارة نفسه أنه فاز
لكن سهم إنطلق و غير ذلك...
إخترق سهم جلده مخترقا قلبه و منهيا حياته... و معلنا فوز ماتيا
التي عندما تأكدت من موت منافسها أدخلت يدها في جيبها و أخرجت قارورة مثل قارورة زرقاء أخرى و شربت ترياق الذي بداخلها...
ثم بعدها فجأة سقطت مغميا عليها على أرض ساحة...
.
.
.
في حصن كانت نور تتدرب مع ديهيا و تحفظ بعض تعويذات التي تساعدها على إستعمال بعض خدع، و قد تعلمت نور منها بسرعة، حتى أنها لفرط حماسها طلبت من ديهيا ان تواجهها لكي تستعرض مهارتها
ديهيا: "لا تغتري بنفسكي يا فتاة... فمهما تعلمتي فلن تستطيعي تغلب علي.... كما أن ما علمته إياك ليس سوا بداية صغيرة لما هو أكبر و أصعب.... لهذا لا تتعجلي فلا يزال هناك كثير لكي لتعلمه"
نور: "اوه.... هذا ممل منذ أيام و أنا أتدرب و أجد و قد إستطعت تعلم كثير.... لهذا أظن بأن مواجهتي لك ستساعدني على إسترجاع و إستخدام ما تعلمت... هيا.... وافقي...فهذا يعتبر تدريبا أيضا... هيا... ارجوك وافقي.."
ديهيا: "حسنا... لنرى ماذا تعلمتي أيتها صغيرة"
نور: "لا تناديني بصغيرة لانني لست طفلة.... عمري 17و لم أبقى صغيرة"
ديهيا: "حسنا.. أيتها صغييرة كبيرة"
"اه.... أنتي مزعجة... معه حق أكسل عندما ينزعج منك"
"هيا... كفى ثرثرة... أرني ما لديك.."
عقدت نور يديها و أغمضت عينيها و أخذت تتمتم.....
أخذت هالة بيضاء تحيط بنور التي كانت لا تزال تتمتم.، لكنها تلك هالة ما لبثت حتى تجمعت في يديها معقودتين..
فتحت نور عينيها و فكت يديها اللتين كانت تحيط بهما هالة بيضاء و ثبتت نظرها على ديهيا التي كانت واقفة قبالتها...
أخذت هالة التي بين يديها تكبر و يزيد وميضها.. و ما لبثت نور قليلا حتى أطلقت من يديها شعاعا أبيض بتجاه ديهيا..
.
.
إنعدمت رؤية في مكان بسبب ضباب الذي حل بسبب ذلك شعاع أبيض..
لكن سرعان ما بدأ ذلك ضباب بإنقشاع شيئا فشيئا...
و كانت نور واقفة تحاول أن ترى ما حدث، بعدما لم تستطع رؤية ديهيا..
إنقشع ضباب و تبينت رؤية لنور التي وقفت وحدها على أرض ساحة بينما لم يكن هناك أثر لديهيا
نور: "يا إلاهي... هل يمكن أن شعاع الذي أطلقته قد أصاب ديهيا و قتلها و حولها إلى ضباب... لا. لا يمكن ديهيا ليست ضعيفة إلى هذه درجة... لكن أين هي."
"هنا... خلفك"
و قبل أن تستدير نور لصوت... أتتها ضربة مباغتة و قوية طرحتها أرضا و أفقدتها وعيها..
ديهيا: "فتاة ضعيفة.. أظننتي حقا أنكي قد قتلتني؟؟.... غبية"
أنت تقرأ
رواية أيول
Fantasy«عند وميض عين الاسد تفتح أبواب ماضي، لتبدأ رحلة بين طيات صفحات تاريخ» ملاحظة: تعتبر هذه رواية رواية خيالية تم تلاعب فيها بأحداث تاريخية