في مبنا شاهق، ترفرف فوق أسواره عالية رايات بيضاء،
و يتخلله باب حديدي كبير يقف على مقدمته حارسان يرتديان لباسا حديديا و خوذة حديدية تغطي رأسيهما و يحملان في أيديهما رماحا و على خاصرتهما سيوف حادة تلمع عند ملامسة أشعة شمس لها، كان هذا مبنى ضخم يمثل معتقلا لتدريب جنود جيش الامبراطورية موريتانية الذي كان قائد أكسل يشرف عليه و على تدريب جنود بحكم مهارته عسكرية خصوصا في رماية فلم يسبق له ابدا أن أخطأ هدفا و كذا كان لذكائه و حكمته ايضا سببا في إحتلاله لهذا منصب رغم انه لم يتجاوز 25 من عمر بعد
_بعيون مبهورة و ملامح تخللتها علامات دهشة التي ارتسمت على وجهي نور و تنهنان اللتان وقفتا أمام هذا صرح و انبهرتا من ارتفاعه شاهق و كذا شكله جميل و أخذتا تتأملان و تتفحصان معالمه بدهشة و إعجاب،لكن فجأة قطع تأملهما صوت أحد حارسين،
حارس: "ما الذي تفعلانه ايتها مرأتان!! إذهبا من هنا هذا ليس مكانا للتجوال او تأمل! هيا إذهبا"
تنهنان: "على رسلك يا بني، نحن لا نتجول هنا كما اننا نقصد هذا مبنى فقد تم اخباري بأن قائد أكسل يعمل هنا و نحن نريد لقائه في أمر مهم"
تجهم وجه حارس و خاطب تنهنان بفظاظة: "نعم صحيح قائد أكسل هو مسؤول عن هاته كتيبة، لكن لا يمكنه أن يقابل أحدا فهو مشغول بأمور عسكرية مهمة جدا ولا أظن ان موضوعكما أكثر أهمية من هذا
تنهنان:" يا بني إنه أمر مهم جدا، كما أنه ربما إن ذهبت و أخبرت قائد عنا لوجد وقتا ليستمع فيه إلينا فلن يأخذ هذا وقتا طويلا "
-"لقد أخبرتك أيتها عجوز ان قائد مشغول ولا يستطيع لقائك.. لذا إذهبي من هنا و عودي غدا للقائه.. بطبع إن لم يكن مشغولا غدا أيضا .. "قال حارس هذا بإستهزاء مما استفز هذا نور و اقتربت منه كي تلقي بكلمات سخط عليه، لكن تنهنان منعتها و همست في أذنها:" إهدئي يا نور ، لا تنسي اننا نتعامل مع جنود جيش و يمكن لخطأ كهذا ان يكلفنا حريتنا و يأسرنا خلف قضبان سجن و هكذا لن تستطيعي مشاركة في منافسة و هذا يعني عدم ذهابك إلى موطنك، دعينا نفعل مثل ماقال و نعود غدا، ربما نستطيع لقاء أكسل غدا، هيا يا ابنتي "
هدأت نور و تراجعت عن مبادرتها تلك و همت ذاهبة يائسة هي و تنهنان، لكن بعد مشيهما خطوات قليلة توقفا بعد أن سمعا صوتا من ورائهما ينادي
-انتظري... انتظري قليلا يا خالة !! "
التفتتا ورائهما لتريا منادي فقابلهما شاب أسمر، طويل قامة بعينين لوزيتن و شعر بني قصير تخلل وجهه ملامح جدة التي مسحت عند ارتسام ابتسامة عريضة على وجهه عندما التفتت امرأتان إليه، فمشى هذا شاب بخطوات متسارعة بتجاه مرأتان و توقف قبالتهما عندها تعرفت تنهنان عليه و قالت و قد اختلجت عبرات بين مقلتي عينيها
-"أكسل... هذا أنت يا بني، لقد صرت شابا يافعا "
بعدها أقبل أكسل وعانق تنهنان بقوة و هو يقول
-"نعم يا خالة.. هذا أنا.. هذه سنوات كثيرة لم ألتقي بك فيها، كيف حالك؟.. أخبريني؟! "
فكت تنهنان عناقه و هي تمسح دموعها و أخذت بنظرات حانية تتفحص ملامح أكسل و تمسح على شعره بحنو و تقول
-"بخير يا بني.... هذه سنوات لم أرك فيها، منذ وفاة إبني أخبرني كيف حالك يا بني؟
أكسل: بخير يا خالتي عزيزة "
كانت نور تشاهد هذا لقاء و هي تشعر بسعادة لانهما اجتمعا فيبدو ان تنهنان كانت تعتبر أكسل كإبن لها و قد إستطاعت اجتماع به،
تنهنان: " أعرفك يا بني هذه نور و في حقيقة لقد جأت معها إلى هنا كي تساعد نور في مشكلتها"
-"مرحبا يا نور، تشرفت بلقائك "قال أكسل هذا و صافح نور و ابتسم في وجهها فبادرته نور إبتسامة و قالت" وانا ايضا، تشرفت بلقائك "
أكسل: "حسنا يا خالة بما انه هكذا فدعينا ندخل إلى داخل مبنى و نتحدث"
دخل ثلاثة الى مبنى و قادهم أكسل إلى مكتبه و هناك جلس ثلاثة و بادر أكسل
-"نعم يا نور.. تفضلي فيما تريدنني مساعدتي؟ "
-"في حقيقة كي تساعدني يجب أن أخبرك بقصتي أولا و هي غريبة...و يمكن أن لا تصدقني.. لكن أنا لا أكذب فهذه حقا قصتي "قالت نور هذا و باشرت بعدها تحكي قصتها لأكسل ثم بعدها أخبرته تنهنان بما قالته كاهنة لنور و بأن مخرجها يكون في مشاركة في منافسة و أنه وحيد الذي يمكنه مساعدتها في هذا و تدريبها
أكسل:" حقا يا أنسة نور... قصتك غريبة جدا و يصعب تصديقها.. لكن بما أن خالتي تنهنان تصدقك فأنا أيضا.. لكن هناك مشكلة في أن وقت ضيق جدا لتدريبك بشكل جيد فقد بقي يوم و غدا فقط ثم تبدأ منافسة، ولا سيما كونك مبتدئة "
نور: "أرجوك يا سيد أكسل ساعدني.. فهذه فرصتي ولا يمكنني انتظار أربع سنوات أخرى هنا و مشاركة في منافسة قادمة ... أرجوك.. ساعدني، لا بأس سأتدرب في كل وقت ليلا و نهارا و من دون أن أنام... فقط ساعدني!!"
أكسل: "حسنا يا انسة نور... سأساعدك رغم كون أمر صعبا لكن سأحاول، و سنتدرب كثيرا و بجهد لذا أريد منك مكوث في حصن هنا، كي تتدربي جيدا ولا نضيع وقت أيضا.. ما رأيك هل انتي موافقة؟"
نور: "لا بأس بهذا يا سيد أكسل انا موافقة"
تنهنان: "بأنك قبلتي و ستبقين... فأنا أيضا سأبقى هنا معك، فقد اعتدت وجودك معي فلا يمكنني عودة الى ذلك بيت حجري و بقاء وحدي هناك.. أكسل بني لا مشكلة في هذا.. صحيح؟"
أكسل: "لا مشكلة يا خالتي.. كما انني أستطيع أن أشبع شوقي لك.. فوالله قد اشتقت لكي كثيرا.. فأنت لست أم صديقي عزيز فقط و إنما أمي أيضا"
بعدها قام أكسل بتخصيص غرفة لنور و تنهنان، كما أنه أمر نور براحة و أخبرها أنه مساءا سيبدأ بتدريبها
أنت تقرأ
رواية أيول
Fantasi«عند وميض عين الاسد تفتح أبواب ماضي، لتبدأ رحلة بين طيات صفحات تاريخ» ملاحظة: تعتبر هذه رواية رواية خيالية تم تلاعب فيها بأحداث تاريخية