فصل 15
كيان أسود مخيف تحيط به هالة من ظلام و يغطيه رداء أسود أخذ يقترب من نور التي كانت ساكنة في مكانها لا تستطيع حراك و على ملامحها إرتسمت علامات خوف..، إقترب ذلك شخص شيئا فشيئا و أخذ يقول بصوت مخيف:
"أمزلتي حية أيتها الفتاة صغير!! يبدو أنكي نجوتي.... لكن هذا الأمر لن يطول كثيرا ستموتين قريبا.. ولن تبلغي هدفك... أنتي ألقيتي نفسكي في نار بمشاركتكي في هذه منافسة.. و هذه نار ستحرقك مثل نار التي أحرقت تالا... ستكون نهايتكي على يد أحد هؤلاء سفاحين.." بعدها و على مسافة قريبة جدا من نور التي كانت لا تزال ساكنة ولا تستطيع تحريك أطرافها التي تأبى أن لا تتحرك، أزال ذلك كيان مظلم ذلك رداء عنه كاشفا عن وجه إمرأة عجوز قبيح جدا تشبه مشعوذات و أخذت تلك عجوز بيديها مجعدتين تغرس أظافرها طويلة في جسد نور، التي بدأت تصرخ من شدة ألم و كانت لا تزال لا تستطيع تحرك فأخذت فقط تحرك عينيها عسليتين و ترى بهما ذلك وجه بشع الذي أخذ يغرس مخالبه في جسدها
نور: "ما الذي تريدينه؟؟ و من أنت؟ أتركييييني"
"لا يهم من أنا يا نور، مهم أنكي ستموتين و لن تحققي هدفك أبدا"
ثم بعدها أخذت تضحك بهستيرية....
و في ظل هذا ظهرت أفعى سوداء على كتف تلك امرأة و التي أمرتها تلك مرأة قائلة:
"يا أفعتي جميلة إغرسي أنيابك في هذه فتاة و أنهي حياتها"
إنقضت تلك أفعى متجهة إلى نور بأنيابها طويلة..
بينما أخذت نور تحاول تحريك أطرافها و إنقاذ نفسها لكنها لم تستطع، كما أن أفعى إقتربت كثيرا فأخذت تصرخ بقوة:
"لالللاااالاللاااااا أتركيني إبتعدييييي"
لكن أفعى غرست أنيابها في رقبة نور......
.
.
.
إستيقظت نور مفزوعة و عرق يتصبب من جبينها و أخذت تلتمس عنقها الذي كان سليما
"أوه... لقد كان كابوسا، يا إلاهي إنه مرعب حقا لقد خيلته حقيقة!!"
قالت هذا ثم جلست و أخذت تشرب بعض ماء من كوب كان موضوعا بجانب سريرها لتحاول تهدئة نفسها، و ما إن فعلت ذلك حتى ألقت نفسها على سرير مجددا و أخذت تنظر في ظلام حالك الذي ساد في غرفة ثم ألقت بنظراتها على تنهنان التي كانت نائمة في هدوء على سريرها الذي يقبع بجانب سريرها،
نهضت من سريرها و أزاحت غطاء عنها و مشت بخطوات هادئة كي لا توقظ تنهنان، و فتحت باب و خرجت من غرفة إلى ممر بخطوات هادئة كي لا توقظ أكسل و سيفاو اللذين كانا نائمين أيضا في غرف مقابلة لغرفتها في ذلك ممر، الذي ما إن عبرته حتى أضفى بها إلى ساحة كبيرة التي إحتوت على طرفها على يمين سلالم تضفي إلى سطح حصن و أخذت نور تصعد درج متجهة إلى سطح..
إرتدت سماء لونها أسود ليلي و تزينت بنجوم متللألأة و أنيرت بضوء قمر جميل الذي إنعكس على وجهها حزين، فقد خيم حزن على قلبها و أظلمت ظلمة خوف فيه فهي الان و بعد أن شهدت منافسة يوم التي كانت مختلفة جدا عن باقي منافسات سابقة فقد حضر فيها سحر و خدعه و هذا ما أقلقها فبعد ما رأته إتضح أن مهارتها في رماية لا تكفي للفوز فيستطيع سحر بخدعه تغلب على مهارتها، فباتت خائفة و مهمومة.. و أخذت تفكر في حل يستطيع مساعدتها على تغلب على قوى سحر أو حتى تفاديها من خلال شيئ ما، لكنها لم تستطع وصول إلى شيئ و هذا كان يزيد من قلقها تجاه هذا أمر، فأخذت تتأمل في سماء جميلة فقد كان منظرها جميل يشعرها ببعض راحة، و فجأة و في سماء ظهر شهاب و عبر سماء مسرعا بنوره، لم تصدق نور ما رأته و نهضت من مكانها منبهرة به
"أوه... إنه جميل للغاية..... أتذكر أني رأيت واحد مثله في شوارع مدينة أثناء إحتفال ببدأ منافسة.... مهلا لحظة!!!! في شوارع أيول!!! اه لقد وجدتها، وجدت حل!! إنه في وسط مدينة، ذلك شخص هو من سيسا عدني بتأكيد!!!!"
بعدها نهضت نور بسرعة من مكانها و كانت قد تغيرت ملامحها حزينة و إرتدى وجهها ملامح سعيدة فقد إستطاعت أن تجد حلا يمكنه مساعدتها، فأخذت تنزل درج متجهة إلى غرفتها و التي ما إن وصلت إليها حتى فتحت باب ببطئ و دخلت غرفة حيث كانت تنهنان لا تزال نائمة في سريرها، فأخذت حقيبة التي كانت تحوي سهامها و قوسها من غرفة ثم أخذت ورقة صغيرة و كتبت عليها ملاحظة و تركتها في سريرها ثم خرجت إلى خارج
و عادت إلى مكانها في سطح و أخذت تتأمل سماء منتظرة طلوع نور لتنفذ ما كان يدور في بالها بعد أن غادر نوم عينيها من فرط حماسها.....
.
.
.
في صباح باكر نهضت تنهنان من نومها ثم ألقت بنظراتها في غرفة و التي ما إن وقعت على سرير نور حتى وجدته فارغا
"يبدو أن نور إستيقظت باكرا يوم"
بعدها نهضت من مكانها ثم همت خارجة من غرفة لكنها لمحت ورقة موضوعة فوق سرير نور مكتوب فيها:
"خالتي تنهنان لا تقلقي علي لقد خرجت باكرا من حصن من أجل مهمة خاصة لهذا إذهبوا أنتم للمسرح لمشاهدة منافسة يوم و بعدها عندما أنهي عملي سألحق بكم و أخبركم بكل شيئ لهذا لا تلحقوا بي"
تنهنان: "يا إلاهي ما هذه مهمة خاصة التي تقوم بها و لماذا لم تخبرنا بها؟؟ لقد قلقلت بفعل عليها حتى إنها لا تعرف طرق مدينة أيول ولا أماكن فأين يمكن أن تكون؟؟!!"
أخبرت تنهنان أكسل و سيفاو بما قالته نور في رسالتها و اللذين قررا إحترام قرار نور و ذهاب إلى مسرح و إنتظارها هناك، فخرجوا معا متجهين إلى مسرح و قد كانوا قلقين جدا على نور....
--في مسرح أيول:
إحتل ثلاثة مراكز أولى في مدرج أول و قد إعتلى وجوههم قلق كبير فلقد تأخرت نورا كثيرا، فهل يمكن أنه حدث لها شيئ؟ لقد كان هذا سؤال يطرح نفسه في رؤوسهم جميعا مما دفع أكسل للوقوف من مكانه و قال لتنهنان و سيفاو:
"لقد تأخرت نور كثيرا، ولا أستطيع إنتظار أكثر سأذهب و أبحث عنها"
بعدها هم بذهاب لكن يدا أمسكته من كتفه معترضة ذهابه فاستدار ليراها
"نور؟!!"
"نعم يا أكسل لقد أتيت فلا داعي للذهاب"
تنهنان: "أين كنتي لقد قلقنا عليكي جدا"
نور: "قبل أن أخبركم بهذا أود أن أعرفكم على شخص"
تنحت نور جانبا و ظهر ورائها شخص كان يرتدي عباءة و يغطي وجهه بقلنسوة ، أخذ هذا شخص يتقدم قليلا و ما إن أصبح قريبا حتى نزع قلنسوته كاشفا عن وجهه....
تنهنان: "يا إلاهي... اهذا أنت؟!!!!!"
أنت تقرأ
رواية أيول
Fantasy«عند وميض عين الاسد تفتح أبواب ماضي، لتبدأ رحلة بين طيات صفحات تاريخ» ملاحظة: تعتبر هذه رواية رواية خيالية تم تلاعب فيها بأحداث تاريخية