فصل 20

28 4 6
                                    

فصل 20
إرتفعت شمس في سماء و نثرت أشعتها ذهبية على مدينة أيول التي عمت فيها هدوء و صمت في كل أرجاءها حتى سوق كان هادئا و قد خلت طرقاتها  كلها من ناس فقد ذهبوا جميعا إلى مسرح لمشاهدة منافسة اليوم..
.
.
في مسرح كبير إمتلأت مدرجات عن أخرها بمتفرجين،  حيث  جلس الاصدقاء في مدرج الاول كعادتهم،  بينما في ساحة مسرح على يسار وقفت شابة  بيضاء بشرة بشعر ذهبي طويل و عينين خضراوين جميلتين ترتدي فستانا أبيض و تحمل على خاصرتها سيفا.. لقد كانت هذه فتاة جميلة هي نفسها محاربة سيلفا
أما على جهة يمنى فإرتكزت إمرأة أربعينية لها عينين بنيتين كبيرتين تزينهما رموش سوداء طويلة، و شعر أسود طويل خالطته بعض خطوط من شيب  بينما خطت على وجهها بعض خطوط تجاعيد ،  ترتدي فستانا أسود بأكمام طويلة و تنظر بصرامة إلى منافستها سيلفا....
سكن هدوء مدرجات مسرح بينما إرتكزت عيون على متنافستين.. فقد كانت هذه معركة مختلفة للغاية...فهي  بين قوة و مهارة سيف و كذا ذكاء حربي   اللذان تمثلهما سيلفا و التي هي من ضمن قادة 7 للملك و هم  أقوى و أشد فرسان مهارة و قوى في الامبراطورية، و بين خدع و قوة سحر اسود الذي تمثله ماسيلبا فقد كانت ساحرة ذات شأن عظيم في الامبراطورية،  و قد كان ناس منبهرين جدا بمهارة سحر بعدما  رأوه عند ساحر أفون و قدرته في سحر ..، لهذا كانوا متأكدين أنها منافسة غير عادية أبدا،  خصوصا نور فهي الان باتت مهتمة جدا بسحر و أيضا خائفة منه قليلا من أن يقضي على أملها في حصول على كأس الاسد و عودتها إلى وطنها و زمانها،  لهذا تحرص ان تتعلم بسرعة مهارات سحر من ديهيا...
ببنما في مقابل أكسل يرتقب بشدة  حدوث ذلك لكي يحقق إنتقامه...
.
.
في وسط مسرح بدأت معركة بعد أن تحركت ماسيلبا من مكانها  بسرعة،  ووقفت وراء سيلفا التي ظلت ساكنة و لم تتحرك ابدا،  و همست ماسيلبا في أذنها قائلة:
"لا سيفك... ولا ذكائك..  ولا حتى مهاراتك أيتها جميلة ستنفعك  أمامي... سأتخلص منك في دقائق.... لهذا إستسلمي ولا تتعبي نفسك.."
سيلفا: "لا داعي لهذا أيتها عجوز... فأنا أحب أن أتعب و خصوصا مع أمثالك.. لهذا لا تقلقي علي.. و من يعلم ربما أنا من سيتخلص منك و ليس أنتي.."
بعدها إبتعدت سيلفا عن ماسيلبا و حملت سيفها بيدها و وقفت مواجهة لمنافستها و قالت:
"هيا... أرني قدراتك أيتها ساحرة"
ماسيلبا: "حسنا... ما دمت تريدين ذلك... لكن أؤكد لك أنك ستندمين على تحديكي لي.."
بعدما رفعت ماسيلبا يديها و بسطتهما و أخذت تتمتم  ....
بعدها إشتعلت فجأة في يديها نار و أخذت تقذف بتلك نيران على سيلفا و التي أخذت تتجنبها بسرعة و مهارة...
و لكن أثناء تجنبها لاحد نيران تفاجأت بشعلة نارية مباغتة تضربها على بطنها و تسقطها أرضا..
تقدمت ماسيلبا و وقفت أمام سيلفا التي كانت مطروحة أرضا و قالت لها و إبتسامة على وجهها:
"أ هذه هي قوة قادة 7؟؟ اللذين يضرب بهم مثل في قوة و مهارة؟؟ إنه لامر مأسف أن يسقط واحد منهم بضربة صغيرة.. لكن هذا غير مهم الان... لانك ستموتين أيتها جميلة"
بعد أن قالت ماسيلبا كلامها هذا حتى عقدت يديها  و أغمضت عينيها و أخذت تتمتم ببعض كلمات....
لكن....
فجأة صرخت صرخة مدوية هزت أركان مسرح و ذلك بعد أن إخترق  سيف سيلفا بطن ماسيلبا... حيث إستغلت سيلفا  لحظة تركيز منافستها و غرست سيفها حاد....
ماسيلبا: "أيتها قذرة.... لقد خدعتني... تظاهرتي بهزيمة من أجل أن توقعي بي و تغرسي سيفك بي"
بعدها أخذت ماسيلبا تتمايل و تفقد توازنها من أثر جرح لكنها سرعان ما تداركت أمر و و وضعت يدها على جرح
و أخذت تتمتم...
مما جعل جرحها يكف عن نزيف...
فإستعادت توازنها و أخذت تنظر          إلى سيلفا التي كانت واقفة مستلتا سيفها و هي مبتسمة...
ماسيلبا: "يبدو أنكي سعيدة.... لكن لا تقلقي سرعان ما ستزول إبتسامتك عندما ترين موت.."
سيلفا: "انا لا أخاف من موت يا هذه.... لكن أنت  يجب أن تخافي... مني.. لانني سأفعل بك ما هو أسوء من موت.."
بعدها تحركت ماسيلبا من مكانها بسرعة و أمسكت سيلفا من رقبتها و رفعتها إلى سماء و قالت:
"أ حقا... أنتي لا تستطيعين حتى أن تحمي نفسك من ضرباتي ضعيفة فكيف يمكنكي أن تفعلي هذا إذا...."
سيلفا: "لا تتعجلي فمعركة بدأت الان فقط..." 
بعدها حركت سيلفا قدميها معلقتين في هواء إلى أمام و ضربت بكل قوتها  ماسيلبا على بطنها مجددا..
فتراجعت إلى وراء و إصطدمت بقوة بجدار... بينما سقطت سيلفا على أرضية مسرح...
نهضت سيلفا من مكانها و مسحت دماء من فمها و إتجهت إلى ماسيلبا التي كانت لا تزال مرمية على جدار و دماء تنزف من فمها و أنفها..
أمسكت سيلفا ماسيلبا من رقبتها و رفعتها في هواء مثلما فعلت معها من قبل...
و قالت لها:
"يكفي لعبا الان.... ستموتين الان.."
بعدها رفعت سيفها بيدها أخرى و وجهته نحوها...
.
.
.
عمت رائحة دماء في أرجاء مسرح و تلونت جدرانه بلونه أحمر..
بعد أن قتلت سيلفا منافستها ساحرة ماسيلبا....

نور: "يبدو أن سحر لا يربح دوما..."
أكسل: "من قال لك هذا.... فسحر قد ربح بفعل.."
نور: "يبدو أنك لم ترى ما حدث؟ او أنك لم تستوعب... لقد خسرت ماسيلبا و خسر سحرها أمام قوة سيلفا.."
أكسل: "هذا ما يبدو لكم فقط.. لكن حقيقة عكس.."
سيفاو: "إذا ما هي حقيقة يا ذكي زمانك.."
أكسل: "حقيقة يا صديقي غبي... أن سيلفا قد إستعملت سحر لكي تنتصر.. فقد قامت بتقييد ماسيلبا بتعويذة سحرية لا تسمح لها بتحرك،  فتجعلها و كأنها نائمة... لكنها كانت تسمع و تحس لكن لا يمكنها تحرك و إنقاذ نفسها.."
ديهيا: "أحسنت يا فتى... يبدو أنك ذكي... فقد إستطعت أن تكشف خدعة سيلفا.."
إنزعج أكسل من تدخل ديهيا... و أطرق صامتا و قد إرتسمت على وجهه ملامح إنزعاج...
نور: "حقا... إنها مخادعة تلك مدعوة سيلفا... لكنك يا أكسل ذكي فقد إستطعت ان تكشف حيلتها بسهولة"
تنهنان: "هيا يا أولاد... دعونا نذهب إلى حصن.. فنور لديها تدريب و يجب ان تقوم به"
سيفاو:  "حسنا... هيا بنا"
ذهب أصدقاء إلى حصن حيث ما إن وصلوا إلى هناك حتى بدأت نور تدريبها على يد ديهيا و ذلك ببدأ بتعويذات سهلة...
حيث كانت نور حريصة على أن تتعلم بسرعة... فأخذت تعمل بجد و إجتهاد....

رواية أيول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن