الفصل الرابع

191 27 15
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم
****************************************
قد تمر عليك أوقات تتمني فيها لو تستطيع التحكم بعقلك حتي تقوم بايقافه عن التفكير..

- روان أحمد
****************************************

وقعت عليهم الصدمه كأن وقع عليهم دُلواً من الثلج لا يصدقون أن هذه الفتاة التي تعشق وطنها وتفديه بروحها سوف تخونه بهذه البساطة ، عائلتها ليسوا قادرين علي التصديق ، هذه ابنتهم خائنة؟؟ ، لماذا تفعل هذا الشئ ؟ لماذا تخون وطنها وهي تعشقه ؟ كل هذه الاسئلة تدور بعقل عائلتها وبعقل المواطنين الاتراك أيضاً ، نعم ، جميعهم يعرفون "فريدة" جيداً ، ويعرفون انها سوف تفعل كل شئ لأجل. الوطن .

اتجهت "فريدة" نحو المنصة ووقفت تنظر الي الجميع ثم تحدثت وقالت :
أهلاً وسهلاً بكم جميعاً ، أنا "فريدة مراد جونيش" ، أنا تركية ولكن في السابق ، لكن الٱن أنا يونانية ، انا ملازمة يونانية.

ثاروا المواطنين وأصبحوا يسبونها وعلت أصواتهم ويريدون الهجوم عليها حتي يتخلصون منها ، لكن العساكر اليونانيين منعوهم من التحرك بالأسلحة وأصبحوا مهددين بالخطر اذا اقتربوا من "فريدة"

أما "فريدة" كانت خائفة ومتوترة وكانت تتمني ان تبتلعها الأرض ولكن تمسكت قليلا ثم تحدثت بصوت مرتفع : اهدئوا قليلا من فضلكم ، وإلا سوف نأخذ إجراءات ضدكم ، يوجد هنا قواعد سوف تنفذونها ، انصتوا إلىّ جيداً ،

القاعدة الأولي : هذه الأرض هي ملك اليونانيين ، لا أريد أن استمع الي مواطن تركي يقول انها ارضه والا سوف يتعاقب

القاعدة الثانية : اذا أحد حاول أن يقتل عسكري يوناني صدقوني سوف أقتله بيدي ولن اشفق عليه

القاعدة الثالثة: منازلكم هي ملك لنا الٱن ، اذا أردنا ان نخرجكم من منازلكم لن نسمع اعتراضات ، لأنكم سوف تخرجون منها شئتم أم أبيتم ، هل فهمتم ؟

انتهت "فريدة" من حديثها ثم التفتت الي "وصيلي" ونظرت له وقالت : الٱن اريد ان اذهب يا قائدي ، هل تسمح لي ؟

ابتسم لها "وصيلي" ثم توجه إليها وقال : أنا فخور بكِ كثيرا يا "فريدة" ، صدقيني سوف تستمتعين معنا

ابتسمت له "فريدة" ثم استأذنت وذهبت وخرجت من هذه الساحه تماماً ولكن أوقفها صوت والدتها وهي تهتف بأسمها قائلة : "فريدة" ، تعالِ الي هنا فوراً.

التفتت اليها "فريدة" ثم توجهت إليها وهي تطالعها بنظرة شوق وحنين ولهفة تريد أن تدفن نفسها في عناقها ولا تخرج منه أبدا كادت فريدة ان تتحدث ولكن قاطعتها هذه الصفعه التي ضربت وجهها مما جعله يلتفت إلي الجهة الأخري وتنزف الدماء من أنفها أثر تلك الصفعة ، نظر الجميع بمقلتين علي وسعيهما من هول المفاجأة التي قامت "عزيزة" بفعلها ، أما "فريدة" رفعت رأسها تنظر لها بعدم تصديق والتمعت الدموع بعينيها ثم قالت : أمي ، أنتِ ......

هل سيزول كل هذا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن