هل سيزول كل هذا

الفصل الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

***************

"سيل من الذكريات يدور بداخل عقلي، ذكريات لطيفة تكونت عندما جمعتنا الطرق بأشخاص قد قيل عنهم أنهم الونس لنا في تلك الدنيا، ذكريات معهم ما بين الفرحة والضحك والمرح الذي لا ينتهي، من بين كل ذلك الفرح هناك ذكريات أُخرى حزينة، عند تذكرها تشعر أنك ترغب في البكاء على كل ما وصلت إليه، بالرغم من هذا لازلت صامدًا، أشخاص لم تتمنى أن يتواجدوا يومًا في حياتك ولو لبضع ثوانٍ ، لكن دائمًا ليس كل ما نتمناه يتحقق بالفعل. "

-روان أحمد.

**************

في صباح يوم جديد.......

خرجت من منزلها بكرسيها المتحرك حتى تذهب إلى "علي" فموعد جلستها الثانية اليوم.
كان "فرحات" ينتظرها أمام سيارته وعندما رٱها ذهب إليها على الفور وحركها بالكرسي ثم توجه بها ناحية السيارة وأدخلها بها وأغلق الباب ثم ترجل السيارة هو أيضاً ونظر إلى "هازان" بابتسامة مشرقة وداعمة ثم قال :

_هل أنتِ مستعدة يا بطلة؟

نظرت له "هازان" ببعض من التوتر وقالت :

_مستعدة، ولكن خائفة قليلاً، سأتعافى أليس كذلك ؟

مسك كفيها برفق ثم قال :

_ستتعافين، أنا واثق، أنتِ قوية للغاية، وأنا دائما سأكون بجانبكِ يا مُهلكة فؤادي .

التمعت عينيها بسعادة واطمئنان ثم أومأت له فربت هو على رأسها ثم تحرك بالسيارة وذهب بها إلى عيادة "علي" .

***************

خرجت من القصر هي وأخاها حتى يتنزهوا معاً فاليوم العطلة الخاصة بها فقررت أن تأخذ "مارت" وتنزهه قليلاً.
كانوا يسيرون ببطء وعلى وجهيهما ابتسامة لطيفة متذكرين الأيام التي كانت "فريدة" تأخذ أخاها بها وتذهب إلى الحديقة العامة وتأرجحه علي الأرجوحة وكانوا مستمتعين حينها وفجأة توقفوا عندما استمعوا إلى صوته وهو يناديها عالياً فالتفتت إليه ونظرت له بابتسامة وعينيها التمعت على الفور، فاقترب منها هو ثم قال :

_ما الأخبار؟ هل أنت بخير أيتها الخرزة الزرقاء ؟

أومأت له وعلى وجهها ابتسامة بلهاء ثم قالت :

_وأنت؟ هل أنت بخير ؟

_بخير ولكن اشتقت إليكِ قليلاً.

ابتسمت بخجل من أثر حديثه فأكمل حديثه مرة أخرى :

_هل هذا أخاكِ؟

أومأت له وقالت :

_أجل، اسمه "مارت" .....ثم نظرت إلى "مارت" وقالت :

_ أخي العزيز، هذا أخاك "ماهر" هيّا سلم عليه .

تراجع "مارت" إلى الوراء واختبأ بــ "فريدة" التي نظرت له بيأس ثم وجهت نظرها إلى "ماهر" وقالت بأسف: