الفصل الثاني عشر

85 8 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

****************

"وليس كل ألم يُحتمل فهناك آلام لم تتوقع أن تُصيبك يومًا حتى في أحلامك، قيل عن الصدمات أنها قد تُحتمل في بعض الأحيان ولكن لم يتحدث أحد عن الصدمات غير المتوقعة ولو حتى لبضع ثوانٍ، شعور الألم الذي يداهم قلبك كل ليلة لا أحد يفهمه، تشعر بمشاعر عديدة متداخلة ببعضها ولكن ما تستطيع تفسيره فيها هو أنك تشعر بصدمة شديدة بسبب خُذلانك من شخص كنت تظنه طَوْق النجاة لك من كل متاعب وآلام الحياة... "

-روان أحمد.

****************

سارت قشعريرة في جسدها أثر كلماته وأخذت تفكر قليلاً هل يقول هذا الحديث لها هي؟ هل اعترف بحبه لها هي؟ كيف؟ ومتى وقع بحبها؟ ولماذا هي وهو يعلم بأنها خائنة؟ الكثير من الأسئلة تدور برأسها ومازالت غير مستوعبة كيف وقع بحبها بهذه السرعة؟ ولماذا يطالعها بنظرات عاشقة هكذا؟.
وأخيراً قررت أن تتخلى عن صمتها ففلتت يديها من يديه وبدأت تتحدث حتى تعلم منه جميع الأسئلة التي تراودها فنظرت له بشكٍ قليلاً ثم قالت :

_ ماذا تقول يا هذا؟ هل أنت معتوه؟ متى وقعت بحبي حتى تأتي وتعترف؟

نظر لها "ماهر" بنظرات عاشقة ثم اقترب منها قليلاً وقال :

_لا أعلم متى أو كيف وقعت بعشقكِ يا "فريدة" ولكن أعلم شيء واحد فقط وهو أن حياتي تصبح لها معنى حين أفكر بكِ، في الحقيقة قلبي ينبض لرؤياكِ يا "فريدة" .

انتهى من حديثه المعسول والعاشق أيضاً وهو ينظر لها بنظرات تفيض منها الحب، أما "فريدة" فهي ليست قادرة على تصديق كلماته تلك فأخذت تهز رأسها بالنفي وهي تبتعد عنه وتقول بهجوم :

_أنت تكذب، أنت لا تحبني أبداً، أنت تريد أن تقضي وقتك معي ليس أكثر من ذلك، ولكن أنا لست من هذا النوع أيها الطبيب، أنا لستُ مغفلة حتى أصدق حديثك اللعوب هذا، هذه الحيل تلعب بها مع شخص ٱخر ليس عليّ يا "سيد ماهر" .

انتهت من حديثها ثم صفعت بوجهه الباب ودلفت للداخل وهي تنهج بشدة ويظهر عليها علامات الغضب فكادت "زهراء" تتحدث ولكن قاطعتها "فريدة" بعلامة من يديها ثم ذهبت إلى الطابق العلوي حيث موضع غرفة "زهراء" وفتحتها وارتمت على الفراش وهي تتذكر حديث "ماهر" وقلبها ينبض بشدة، وما زالت غير مستوعبة حديثه والثقة معدومة تماماً به .

أما عند "ماهر" نظر للباب بصدمة ثم تأفأف بضيقٍ وقال :

_كنت أعلم بأنكِ لن تصدقيني يا "فريدة"، ولكن أعلم كيف سأربح قلبكِ هذا وسنرى جميعاً ماذا سأفعل،..........

شرد قليلاً وأخذ يتذكر ماحدث

___________________

منذ حوالي خمس ساعات .....

بعد أن خرج من السجن وذهب للمنزل وتناول طعامه وأبدل ملابسه توجه نحو والدته التي كانت تجلس علي الأريكة بأريحية شديدة فهي اليوم سعيدة للغاية فابنها العزيز عاد مرة أخرى، تقدم نحوها "ماهر" وقبّل مقدمة رأسها وقال بابتسامة:

هل سيزول كل هذا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن