هل سيزول كل هذا

الفصل الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم
*******************************
الصراع مع الأفكار حرب يوميه لا تنتهى
– روان أحمد
*******************************
فاقوا من شرودهم وظلوا ينظرون لبعضهم وهم يبكون ثم عانقوا بعضهم .

اعتدلت "زهراء" في جلستها ثم أمسكت بكف "فريدة" وقالت :
أنا بجانبكِ ، لن أترك يدكِ أبدا ، ولكن يجب أن تخبري أحد من أصدقائنا حتي يحميكِ يا "فريدة" ، مثل "فرحات" أو "علي" أخبريهم سوف يكونوا بجانبك .

هزت "فريدة" رأسها بالنفي وقالت :
لا ، لا أريد أن أخبر أحد بهذا الشئ ، هل تعلمي أن اليونانيين إذا علموا بأنني خائنة وجاسوسة بينهم سوف يقتلوني؟ ، انا خائفة يا "زهراء" ، لدي أخي أريد أن أعتني به ، لا أريد الموت الٱن ، هل تفهميني؟

اومأت لها "زهراء" ثم وضعت رأسها علي كتف "فريدة" ، أما فريدة فقد وضعت رأسها فوق رأس الأخري وعقلهم منشغل بالمستقبل وماذا سوف يحدث به .
************************************

في يومٍ جديد ….

دخل المشفي الخاصة به بلياقته المعهودة ، خلع نظارته الشمسية ثم دلف إلي مكتبه وبدل ملابسه إلي معطف الأطباء ووضع سماعته الطبية وجلس علي المكتب بجدية ثم أخذ أحد الملفات الخاصة بإحدي المرضي وقام بتفحصها ولكن قاطعه دخول إحدي الممرضات وهي تقول :
يا حضرة الطبيب ، يوجد مريض بالخارج ويريد أن يتحدث معك ولكن قلت له بأن هذا ليس موعد الفحص ، ماذا أفعل معه ؟
نظر لها "ماهر" وقال :
أدخليه فوراً، ماذا تنتظرين؟
اومأت له الممرضة ثم ذهبت لتستدعي المريض .

دخل هذا المريض وهو يتألم وجلس علي المقعد سريعاً ثم قال :
أنا مريض كثيراً يا حضرة الطبيب ، أشعر دائما بأن قلبي يؤلمني ، وهذا الألم يزداد كل يوم .

نظر له "ماهر" بإطمئنان ثم قال:
لا تقلق ، سوف أفحصك الٱن لنري قلبك ما به ، هيّا انهض.
ذهب هذا المريض وجلس علي الفراش ثم تمدد حتي يقوم "ماهر" بفحصه .

بعد الانتهاء من فحص المريض نظر "ماهر" له وقال :
ضربات القلب زائدة ، هل أنت متوتر من شئ؟
نفي الرجل برأسه ، ثم أكمل "ماهر" حديثه :
لا تقلق سوف تفعل أشعة علي قلبك ، أريد أن اتأكد من شئ فقط ، انتهي من فعل الأشعة وفور ظهورها تأتي إلىّ

اومأ له الرجل ثم ذهب ، أما ماهر بمجرد ذهاب الرجل جلس علي مكتبه وهو يفكر في هذه الفتاة غريبة الأطوار ، وما الشئ الذي جعلها تخون وطنها بهذه البساطة ؟

ثم قال في نفسه : سوف نري من أنتِ يا حلوتي
************************************

كانت تسير بخطوات سريعه بإتجاه منزلها وهي غير قادرة علي مواجهة عائلتها مرة أخري ولكن يجب أن تري أخيها ، وقفت عند باب المنزل وأخذت تطرق منتظرة أن أحد يفتح لها الباب .

فتح الباب فجأة وظهرت "هلال" وهي تطالع "فريدة" بإستغراب وتقول: خيراً ، لماذا أتيتِ إلي هنا؟