الفصل السادس

125 22 14
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
*********************************

لست مجبرا أن تخفي حزنك عن نفسك مثلما تخفيه عن الجميع لمجرد أن البعض يري حزنك شئ يُستهان به

_روان أحمد

*********************************

فاقت من رحلة ماضيها وهي تنهج وكأنها كانت تركض ، وظلت تبكي بصوت مكتوم حتي لا يستيقظ أخاها، وجسدها أصبح يهتز بشدة ، كانت تأخذ نفسها بعنف وكأنها تُصارع الموت ، والأفكار السيئة جميعها أخذت تداهمها الٱن ، وكل الذكريات البشعة أخذت محلها في عقل "فريدة" ، هي الٱن في حالة من الاضطراب العقلي، هي ليست قادرة علي أن تكتم بكاءها كل هذه المدة ، فجأة أخذت تصرخ وهي تصفع نفسها علي خديها ، وتهذي بكلمات ليست مفهومة ، فاق أخاها علي صوت صريخها وهو خائف بشدة من حالة "فريدة" وظل يهتف بإسمها حتي تهدئ وهو يبكي ويردد أنه خائفٌ منها ولكن هي كانت في عالم ٱخر لا تسمعه ولا تراه ، تري كل ذكرياتها المؤلمة وتحاول ان تهرب منها كما تمنت ان تفعل من قبل ولكن فشلت كل محاولاتها .

فُتح الباب بقوة وظهرت منه "ڤيريونيكا" و "مارينا" وأخذوا يهتفون بإسمها ولكن بلا هدف ، اتجهت "مارينا" نحو "مارت" وسحبته للخارج.

ظلت "ڤيريونيكا" مع "فريدة" وهي تحاول تهدئتها وفجأة أخذت "فريدة" عنوةً بين ذراعيها ثم عانقتها واخذت تهدؤها وهي تقول أشياء لطيفة حتي تطمئنها ، "فريدة" ما زالت تهذي بكلمات غير مفهومة ثم قالت بهيستيرية :

_لا أريد ، اذهب من هنا ، لا أريدك ، ثم صرخت بصوتها كله وقالت :

_ ساعدوني ، ألا يوجد أحد ؟

ظلت تبكي وتصرخ وتهذي و "ڤريونيكا" ليست قادرة علي تهدئتها وفجأة فقدت "فريدة" وعيها وكأن نفسها انقطع وقلبها أصبح محطم .

أخذت "ڤيريونيكا" تهتف بإسم "مارينا" حتي تستدعي الطبيب .

بالأسفل....

بمجرد سماعها لصوت والدتها أخذت هاتفها واستدعت الطبيب فوراً ، ثم ذهبت الي "مارت" واخذته بين ذراعيها ثم قالت له :

،_لا تقلق يا صغيري ، أختك سوف تكون بخير.

نظر لها "مارت" بخوف ثم ركض إلي الأعلي حتي يرى أخته .

*****************************

كانت تسير في الشارع بخطوات سريعة حتي تذهب للإطمئنان علي صديقتها وهي قلقة عليها، عندما أخبرتها "ڤيريونيكا" بعد ما أخرجت رقم هاتفها من مكالمات الطوارئ من هاتف "فريدة" بأنها ليست علي ما يرام فقد علمت أن "فريدة" أخذت تهذي وحالتها سيئة ويمكن أن تفشي سر أو ما شابه فعزمت علي أن تذهب سريعاً ، وفجأة انتبهت الي ضوء السيارة الٱتية بإتجاهها فوقفت مكانها متوترة غير قادرة علي الحركة ، فقد كانت السيارة تقترب منها بسرعة كبيرة ولكن توقفت فجأة مما أدى إلي صوت إحتكاك العجلات بالأرض ، أما هي فكانت مبحلقة بشدة ولا تصدق بأن عمرها كاد ينتهي الٱن .

هل سيزول كل هذا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن