الفصل الخامس عشر

42 5 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

***************

كيف يمكن أن يكون الشخص الذي ينصح الجميع بالتخلي عن صمتهم هو في نفس الوقت يحاول التخلي عن صمته ولكن دون نتيجة......

_روان أحمد

**************

اجتمعوا جميعهم حول "فريدة" التي أُغشي عليها وظلوا يهتفون باسمها حتى تعود إلى وعيها مرة أخرى ولكنها كانت في عالم ٱخر.
حملها "جودت" بين ذراعيه وخرج من المقابر والجميع خلفه و"ماهر" لم يستطع الذهاب خلفهم خوفاً من أن يُلاحظ أمرهم فذهب باتجاه منزله .
أما "مراد" فـ كأنه لم يرى أي شيء فقد قام بأخذ "سومرو" وذهب هو أيضاً.
وصل "چودت" إلى المنزل ثم دلف به وصعد إلى الأعلى حيث موضع غرفة "فريدة" سابقاً ووضعها على الفراش فـ اقتربت "هلال" منها وهي تقرب من انفها رائحة حتى تستنشقها "فريدة" وتعود للوعي، وبعد فترة قليلة عادت "فريدة" إلى وعيها وفتحت عيناها ببطء ووضعت يديها على رأسها وهي تتألم بخفة من وجع رأسها فـ نظرت إلى الغرفة بغرابة شديدة ثم تذكرت ما حدث بالمقابر فـ انتفضت من مكانها وهي تبكي بشدة وجسدها أخذ يرتجف، فـ اقتربت منها "زهراء" وضمتها ثم قالت بهدوء:

_ماذا يحدث يا عزيزتي؟ اهدئي قليلاً، ماذا رأيتِ حتى أصبحتِ بتلك الحالة؟

انتحبت "فريدة" وهتفت تقول ببكاء:

_أنا خائفة يا "زهراء"، خائفة كثيراً، هو هنا، أنا رأيته وأشار لي بيديه.

نظر "جودت" لها بإستغراب من حديثها ثم قال :

_من الذي كان هنا؟ ولماذا خفتِ إلى هذه الدرجة ؟

انتبهت "فريدة" سريعاً إلى ما تفوهت ثم نفت برأسها وقالت :

_لا يوجد شيء، أنا أريد أن أذهب من هنا، أريد ان أكون بجانب أخي الٱن .

رفض "جودت" برأسه وهو يقول:

_لا يجوز هذا يا عزيزتي، إنتظري حتى تأكلي طعامك على الأقل، "عزيزة" تصنع لكِ طعامك المفضل.

نفت "فريدة" برأسها وقالت :

_لا أريد، فقط أريد أن أذهب من هنا وأكون بجانب أخي، لا أريد أي شيء آخر.

انتهت من حديثها ثم نهضت من الفراش وتوجهت إلى الخارج ونزلت إلى الأسفل فـ وجدت "عزيزة" تخرج من المطبخ ثم اقتربت منها وقالت :

_ أين تذهبين؟ يجب أن تأكلي شيئاً ما، ضغطك انخفض ويجب أن تأكلي حتى تستطيعي أن تقفي على قدميك مرة أخرى .

قالت "فريدة" بصوت متحشرج:

_صدقيني لا أريد، أريد الذهاب من هنا.

انتهت من حديثها ونظرت إلى "زهراء" وقالت بهمس:

_تعالِ معي، أنا خائفة.

هل سيزول كل هذا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن