الفصل الرابع عشر

75 6 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

*****************

"يبدو وكأن الحزن أصبح الرفيق لنا في ذلك الدرب البائس، الطرق تتفرع أمامنا أحيانًا لدرجة الحيرة، حيرة تجعلك تفكر أي الطرق يجب عليّ أن أسلكها؟ تتمنى لو يختفي الحزن من حولك وتشعر بالفرح، مثل الأرض ذات الودود التي فقدت بريقها، لكنها عادت مرة أُخرى تظهر بخفة كما لو أنها فتاة بسيطة في عمر الزهور تذهب إلى مدرستها بحماس شديد وخفة تشبه الفراشات، فهل سيُكتب لنا أن نعود يومًا ما هكذا؟ نشعر بالفرح مرة أُخرى مثل باقي البشر. "

-روان أحمد

*****************

كانت تجلس علي المقعد في المستشفى أمام الغرفة التي توجد بها "چانسو" مصدومة من الذي حدث قبل قليل، واضعة يديها علي موضع قلبها وتتمنى أن يكون كل ما حدث هذا عبارة عن كابوس فقط ليس أكثر.
أتى لها "ماهر" مسرعاً بعد أن حدثته بالهاتف حتى يبقى بجانبها بهذه المحنة،لا تعلم لمَ حدثته ولكن كل ما تعلمه بأنه أول شخص فكرت بإخباره وكأن العالم اختفى ولم يبقَ سواه.

عندما رٱها بتلك الحالة رق قلبه لها وأشفق عليها فاقترب منها وجلس بجانبها وأمسك بيديه كفيها برفق ورفع يده الأخرى على كتفها وأخذ يربت عليها بحنوٍ شديد ثم قال بصوت هادئ :

_"فريدة"، انظري لي .

لم تنظر له "فريدة" فهي كانت كالمغيبة عن الوعي، لا تفكر في أي شيء غير بشقيقتها التي بالداخل، تنهد "ماهر" بيأس ثم أنزل يديه على ظهرها وربت عليه وأخذ يهتف بكلمات لكي تواسيها فــ قاطع فعلته تلك خروج الطبيب من الغرفة فــ هبت من مضجعها متوجهة نحو الطبيب وهي تتأمل بأن يقول لها بأنها لم تتوفى وأنها على قيد الحياة ولكن هتف الطبيب بعملية بحتة قائلاً :

_مع الأسف، لقد خسرنا المريضة، سبب الوفاة بأنها أخذت جرعة زائدة من المخدِرات وهذا سبّب لها تثبيط بالجهاز التنفسي وأيضاً تسمم الكبد والقلب .

شعرت بدوار يداهمها فكادت أن تسقط على الأرض ولكن يد "ماهر" منعتها من السقوط وثبّتها بيديه، فأخذت تصرخ وتنتحب بشدة وتبكي على شقيقتها وهي تقول بصراخ:

_"چانسو"، أرجوكِ لا تموتي، أنا أريد أن أبقى بجانبكِ ولو قليلاً يا عزيزتي.

انتهت من حديثها ورمت بنفسها على "ماهر" فأخذها وجلس بها على الأرض وأخذ يواسيها ويقول:

_إهدئي يا "فريدة" من فضلكِ، هذا قدر، وهذه إرادة الله لن نعترض عليها، هذا عمرها يا حبيبتي إهدئي من فضلك .

حبيبتي؟! ماذا أقول أنا؟! لماذا خرجت من فمي بصدقٍ هكذا؟!، هكذا كان "ماهر" يحدث نفسه وهو يستغرب هذه الكلمة فعاد إلى وعيه فوراً عندما رأى "فريدة" تهب من مكانها وهي تنظر للفراغ بتشوش واضعة يدها على موضع قلبها وتتألم بشدة، فوقف بجانبها وهو ينظر لها بقلق ثم قال :

هل سيزول كل هذا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن