الفصل السابع عشر

36 5 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

***********

ذلك الضجيج الذي يعُم رأسي أتمنى أن ينتهي
أتمنى أن أحظى في عقلي بهدوء الشوارع في الليل الذي يخلو من الضوضاء.......

_روان أحمد

***********

كانت مشاعرها مختلطة تماماً وخائفة أيضاً من وقوفها أمامه ومن حديثه الذي رماه أمامها وعقلها غير مستوعب ما قاله.
هل ابنتي حيّة حقاً؟، هل هي موجودة بهذه الحياة وأنا لا أدري؟، كيف وهي كانت متوفية أمام عيني؟، أنا دفنتها بيديّ، كيف يحدث هكذا؟، كلا، كلا، هو يكذب.
هكذا كانت "فريدة" تحدث نفسها وهي تنفي برأسها فـ نظرت إلى "محمد" ومسحت دموعها ثم قالت بصمود مزيف :

_أنت تكذب، أنا واثقة، أنت تريدني أن أكون تحت رحمتك لهذا تكذب، أنت تلعب عليّ،تريد الزواج بي وهذه لعبتك حتي أوافق ولكن هذا لن يحدث، أنا ابنتي توفت، أنت حقير وأتوقع منك كل شيء، رجل دنيء.

نظر لها "محمد" بابتسامة مستفزة على شفتيه وهو يقول :

_أنا لا أكذب، أنا أقول....

قاطعته "فريدة" وهي تقول بغضب:

_أنت حقير وتكذب، أنا لست مغفلة وغبية حتى أصدقك يا "محمد"، اغرب واذهب من حياتي، لا أريدك أن تقترب مني لأي سبب.

انتهت من حديثها ورمت له نظرة حارقة ثم تركت المكان وذهبت، أما هو فـ نظر في أثرها وهو يهز رأسه قليلاً ويبتسم ابتسامة سخرية ثم تنهد وذهب هو أيضاً.

************

في صباح يوم جديد.....

استيقظ من نومه بنشاط وحيوية ودلف المرحاض لكي يتوضأ ويصلي فرضه، وعندما انتهى من تأدية صلاته ذهب لكي يبدل ملابسه وأبدلها بملابس عبارة عن "بنطال من اللون الأبيض يعتليه قميص من اللون الأزرق، وحذاء من اللون الأبيض وصفف شعره بعناية، ثم وضع عطره المفضل، فقد كان وسيماً للغاية".
عندما انتهى من ارتداء ملابسه أخذ هاتفه وهبط إلى الأسفل حيث موضع غرفة المعيشة فـ وجد والدته تجلس على الأريكة وبجانبها "سونا" وبجانب "سونا" كانت تجلس هذه الفتاة التي عندما يراها يتأفأف بلا سبب ألا و هي "چيمري" بالطبع، وأمامهم يجلس "سنان" وهو يمسك هاتفه ويلعب به.

أجلى "ماهر" حنجرته قليلاً ثم هتف وقال بصوت مرح :

_صباح الخير للجميع.

قال جملته ثم اقترب من والدته وقبل مقدمة رأسها ثم تقدم نحو شقيقته وقبل مقدمة رأسها هي أيضاً ثم هزّ رأسه قليلاً كترحيب لـ "چيمري" ثم قال على استعجال:

_أنا لن أتناول وجبة الإفطار، سأذهب لأنه يوجد لدي عمل كثير، أريد أن انهيه حتى أتفرغ إلى هذه الوردة.

كان يقصد بنهاية حديثه "سونا" فـ ابتسمت له قليلاً، أما هو فـ قال :

_هيّا عن اذنكم.

هل سيزول كل هذا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن