الفصل الحادي عشر

68 7 4
                                    

الفصل الحادي عشر

الوحدة قاتلة

عادت للعمل بشركة أخيها كما كانت لتستعيد نفسها وقوتها وثقتها، لم تنزع دبلتها ولا خاتم الزفاف ولم تمنح أحد أي إجابات خاصة بحياتها الشخصية، دولت حاولت كثيرا أن تفهم أسباب الانفصال ولكن كل ما قالته "لم يمكننا التفاهم ماما"

انقضي العام وتبدلت حالتها للأفضل واتسعت الشركة بفضل مجهودها لافتتاح فرع جديد بنفس الولاية، لم تعرف عنه إلا أخبار العمل، لم ترى له صورة مع امرأة منذ انفصالهم، هاري استعاد اتصاله بها ولكن عرفت أنه على علاقة بامرأة فاتنة فكانت سعيدة من أجله

عادت إلى البيت والتعب قد أخذ مأخذه منها، بحثت عن دولت فوجدتها بالفراش على غير العادة فقالت "مساء الخير ماما، لم تنتظريني كعادتك"

بدت المرأة شاحبة وهي ترد "شعرت ببعض التعب ففضلت انتظارك هنا"

قبلت أمها وهي تشعر أن والدتها على غير ما يرام فجلست بجوارها على الفراش وقالت "ماما هل يؤلمك شيء؟"

تنهدت المرأة وقالت "لا فقط أريد أن أطمئن عليكِ حبيبتي"

ابتسمت وقالت "أنا بخير ماما والعمل على أفضل ما يرام"

أمسكت المرأة يد ابنتها وقالت "وزهير؟"

سحبت يدها من يد أمها ونهضت مبتعدة وقد شعرت بيد تعصر قلبها، عام كامل لم يجرؤ أحد على أن يذكر اسمه أمامها، الجميع كان يخشى عليها من الانهيار مرة أخرى، التجربة كانت صعبة لذا خاف عليها الجميع من تكرارها، عيون زهير قفزت فجأة أمامها بآخر لقاء لهما بالمشفى، لم تفهم نظراته ولكنها رجحت أنه غير راضي عن انتهاء انتقامه، كما أنه لم يعد ينشر مغامراته كما كان بالتأكيد زواجهم كان كارثة ولكن الغريب أنه لم يمنحها حريتها ويحرر نفسه هو الآخر منها

سمعت أمها تعيدها لها وهي تقول "ليس من الصواب أن تعيشا هكذا"

لم تلتفت لدولت وهي تشعر بجفاف فمها وانتفاضة قلبها المتألم من ذكر الماضي، لم ترد أيضا وأكملت دولت "لابد من أن تتوقف تلك الحياة حبيبتي، ربما وجدتِ رجلا أفضل"

التفتت لدولت بفزع وقالت "أي رجل ماما؟ أنا لن أفعل، لقد نلت كفايتي من الرجال"

ظلت دولت تراقبها بحزن وقالت "ماذا حدث بينكم بيري؟ لماذا تدمر الحب الذي رأيناه بعيونكم وقت الزفاف؟"

منعت الدموع ولأول مرة تلح أمها على التدخل بالأمر، قالت بضيق "ماما من فضلك كفى، لا أريد التحدث بالأمر، طابت ليلتك"

كادت تتحرك عندما أوقفتها دولت وهي تقول "أنا لن أحيا للأبد بيري، وبرحيلي ستكوني وحدك والوحدة تقتل يا ابنتي أنتِ تضيعين حياتك"

غضب استولى عليها وهي تستدير لتواجه دولت وقالت "أنا أستعيد حياتي ماما، أستعيد نفسي التي فقدتها، فقط طفلي هو ما لن أستطيع استعادته"

الماضي الملوث بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن