الفصل السادس

50 6 5
                                    

الفصل السادس

زواج.. صدمة

ارتفعت الطائرة بهم بعيدا عن القارة الأمريكية فشعرت بقلبها يهبط بعيدا عنها مع والدتها وأخيها وعهد بعد أن ودعتهم بالبيت وها هي بفستان الزفاف تجلس بجوار زوجها وهي تحاول أن تستوعب ما حدث بالأيام الثلاثة الماضية وقد كان زهير ينافس الزمن في سرعته، نظرت ليده التي تقبض على يدها ودبلته الفضية تلمع بإصبعه وقد وضعتها بإصبعه بعد أن أنهي المأذون عقد القران

اقتربت المضيفة بابتسامة رائعة وقالت "الكابتن يحييكم سيد زهير ويبلغكم تهانيه"

ابتسم وقال "اشكريه نيابة عني"

ولكنها تنحت قليلا وسمعا ركاب الدرجة الأولى يصفقون بحماس فاعتدل الاثنان وصدعت الموسيقى حولهم والفتاة تبتسم وتنظر للباب حيث الكابتن يتقدم منهم وخلفه كعكة عروسين من دورين، ضحكت بريهان بسعادة، ترك يدها وهو ينهض لتحية الكابتن الذي قال

"الف مبروك سيد زهير، ألف مبروك مسز أسيوطي"

الاسم غريب عليها لقد اعتادت على اسم الجبالي لكن الآن اختلف الأمر لقد حملت اسمه وبيوم ما ستحمل أولاده، هل ما يحدث حقيقي؟ ردت التحية للكابتن ومنحهم السكين وتذكرت الحفل الفاخر الذي أقامه لهما بأكبر الفنادق بالولاية ليليق باسم الجبالي والأسيوطي والكعكة التي كانت من خمسة أدوار

حياهم الجميع بسعادة وتم توزيع الكعك على الركاب وعاد ليجلس بجوارها وقد بدت رائعة بفستانها الأبيض بدون أكمام وبدت أكتافها وصدرها منه كعارضة أزياء مثيرة، مال تجاهها وقال "لولا مرض الطيار الخاص بي لرحلنا بطائرتي وكنا الآن بغرفتنا نحصل على بعض المتعة"

احمر وجهها رغما عنها فما زالت لم تعتاد كلماته تلك، رفع يدها لفمه وقبلها وقال "أتمنى أن تكوني الآن بين ذراعي بيري، وقت الرقص بالحفل تمنيت لو حملتك وصعدت بكِ لجناح لنا وحدنا لأحصل عليك"

لم ترفع عيونها له وقالت "أخشى ألا أسعدك زهير"

أغمض عيونه لوهلة ولم يرد فرفعت عيونها وقالت "هل أنت بخير؟"

فتح عيونه ليرى لهفتها بعيونها فقال "ألم تسمعي نفسك وأنت أخيرا تناديني باسمي؟ أنتِ كنتِ حريصة على ألا تفعلي بيري"

ظلت تتأمل عيونه وكل علامة على وجهه وقالت "حتى كتب الكتاب كنت أظن أن كل ما يحدث مجرد حلم ولن يتم وسأستيقظ بأي وقت عائدة إلى حياتي بدونك فكنت أجد الأمان والواقع بعدم نطق اسمك"

تراجع بدهشة وقال "وأين الأمان بالنسبة لكِ إذن؟"

احمر وجهها وقالت دون النظر له "بوجودك هنا بجواري، بيدك التي لا تترك يدي، بعيونك التي تبحث عني، باسم الأسيوطي الذي أصبحت أحمله مما جعلني أدرك أنني أصبحت حقا لك"

الماضي الملوث بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن