الفصل الثامن عشر

95 10 4
                                    

الفصل الثامن عشر

لن تتركيني

الكلمات انطلقت لقلبها وعقلها كطلقات نارية تلمع بالظلام وتؤلم بالجسد والتفتت لتواجه الرجل الذي لا تعرفه ولا تعلم ماذا يقول وهي ترى نظرة الانتصار بعيونه وأكمل

"لم يخبرك أليس كذلك؟"

جف فمها وضاعت الكلمات ولم تجد ما تقوله بل وشعرت بالضياع هي نفسها وتأرجحت الأرض تحت ساقها السليمة حتى أنها شعرت أنها تفقد توازنها وتكاد تقع ولكنها مدت يدها واستندت إلى مائدة المشروبات لتستعيد توازنها ويدها المرتجفة ترفع العصير لفمها وتتناول بعضا منه وهي تغمض عيونها وتستعيد نفسها

سمعته يقول "كان السبب بموتهم"

فتحت عيونها وهي تجده يوجه لها نظرات لا تفهمها فأكمل وكأنه يستمتع بالألم الواضح بعيونها "كان منذ عشر سنوات، هي المرأة الوحيدة التي أحبها وتزوجها وحملت منه ولأنه لا يتوقف عن الشرب حتى الثمالة تسبب بمقتلهم ومن وقتها وهو يعيش حياة فاسدة عابثة لينسى الذنب الذي يحيا به والحب الوحيد بحياته وبالتأكيد لن تملأ مكانها أي امرأة أخرى"

دموع تكونت بعيونها وهتفت به بغضب "كفى"

ابتسم بخبث وقال "أنا انتهيت بالفعل من حكايتي"

واختفى من أمامها ولم تتبعه ونظراتها سقطت على الفراغ الذي تركه خلفه وهي بالأساس لم تكن ترى أي شيء ولا تسمع إلا كلمات الرجل تتكرر بذهنها، زوجته وابنه، السبب في موتهم، الحب الوحيد، أغمضت عيونها ولم تترك المائدة والدنيا تدور من حولها ولكنها تماسكت، لن تنهار بيوم كهذا، عليها أن تظل ثابتة للنهاية وعندما تعود لزوجها تعرف منه الحقيقة التي أخفاها عنها بل عن العالم كله فهي لم تجد أي معلومة واحدة عن ذلك الزواج، لن تفسد كل ما يحدث حولها وعليه أن يقدم لها تفسير..

عندما عاد لها كان الحفل قد أوشك على نهايته وهي صامدة وصامتة ولكن عندما احتوتها ذراعه استعادت قوتها ونظرت له فبادلها النظرة ومال تجاهها وقال "أنتِ بخير؟"

ابتسمت وقالت "نعم، هل سارت الأمور بخير معك؟"

قال بضيق "لا، كدت أزيدها سوء ولكن لويس تدارك الأمر، جوزيف كاد يدمر كل شيء"

انضم لهم بعض المدعوين بطريقهم للذهاب فقطع حديثه ولم يكمل حتى انتهى الحفل وركبت بجواره وقاد السيارة فقالت "لماذا جوزيف افتعل المشاكل؟"

لم ينظر لها وقال "هو ولويس دائمي الخلاف وكلا منهما يتمسك برأيه"

قالت "ألا ترى أن كثرة الشركاء تجلب مشاكل؟"

هز رأسه بالموافقة وقال "معكِ حق ولكن لويس احتاج لسيولة ولم يتمكن من السداد فلجأ للرجل"

لم ترد فنظر لها وقال "تبدين متعبة، كان يوم طويل عليكِ"

نظرت له وقالت "كان رائع"

الماضي الملوث بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن